أنقرة تتغزل بموسكو وتدعو لاجتماعات جديدة بشأن التطبيع المحتمل مع دمشق. نورث برس
القامشلي – نورث برس
في خطوة جديدة نحو التطبيع مع دمشق ذهبت أنقرة للتغزل بحليفتها روسيا بالتزامن مع تصريحات جديدة لواشنطن أعربت فيها عن رفضها للتطبيع وللعملية العسكرية التركية المحتملة شمالي سوريا.
وأمس الأحد، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمواصلة عقد لقاءات بين بلاده وروسيا وسوريا وإيران، بهدف الوصول إلى الاستقرار شمالي سوريا.
وقال أردوغان “رغم أننا لم نتمكن من الحصول في الوقت الراهن على النتيجة التي نرغب بها فيما يخص التطورات شمالي سوريا إلا أننا ندعو لعقد اجتماعات ثلاثية (تركيا وروسيا وسوريا)”.
وأضاف: “لتجتمع تركيا وروسيا وسوريا، ويمكن أن تنضم إيران أيضا، ولنعقد لقاءاتنا على هذا المنوال، لكي يعم الاستقرار في المنطقة”.
دعوة الرئيس التركي جاءت خلال لقاءه مع الشباب في ولاية بيليجيك وسط تركيا، بحسب وكالة “الأناضول”.
يقول أردوغان إن “علاقات بلاده مع روسيا قائمة على الاحترام المتبادل، وعلاقته مع نظيره فلاديمير بوتين مبنية على الصدق”.
هل تحمل رسالة لواشنطن؟
دعوة الرئيس التركي ليست بجديدة ولكن تزامنها مع تصريحات وزير الخارجية الأميركي, أنتوني بلينكن قبل يومين، تثير التساؤل، فهل تحمل رسالة لواشنطن أم أن لها شأناً آخراً؟.
والأحد الماضي، قال بلينكن خلال لقاء صحفي أجرته قناة “العربية”، “حثثنا الجميع على محاولة تهدئة الأجواء”، “لا أعتقد أن ما يحتاجه أحد، هو توغل عسكري في شمالي سوريا”.
وأعتبر بلينكن أنَّ تركيا لديها مصالح أمنية “مشروعة” في سوريا، إلا أنّه أشار إلى مطالبة بلاده أنقرة بخفض التصعيد.
لا يغفلنا هنا أيضاً اللقاء الذي جمع بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وظيره التركي مولود جاويش أوغلو في العاصمة واشنطن في التاسع عشر من الشهر الجاري والذي خرجت فيه تركيا خالية الوفاض، بحسب البيان المشترك بين الطرفين.
فلا تركيا حصلت على الضوء الأخضر بشأن عمليتها العسكرية المحتملة ولا حققت تقدماً في صفقة بيعها مقاتلات إف-16.
يقول المحلل العسكري العميد أحمد رحال، إن “بيان وزارة الخارجية الأميركية كان واضحاً مصاغ بلغة دبلوماسية، حيث أظهر بعض نقاط التلاقي وأغفل الكثير من النقاط “.
ويضيف رحال لنورث برس: “وأي شيء لم يتحدث عنه البيان يعني هناك خلاف”.
ويشير المحلل العسكري إلى أن “الطرفان يلعبان بالسياسة” في إشارة إلى أنقرة وواشنطن، مضيفاً أن تركيا “مهما ذهبت للشرق عمقها غربي، وهي تدرك أن روسيا تستثمر في العلاقات التركية وهو ليس تحالف مع تركيا وذاته الأمر مع إيران”.
“الكثير من القرارات التركية تأتي في إطار تعديل نتائج الانتخابات، فالاستطلاعات لم تعطي ما هو مطمئن، لذلك عملية إبراز العلاقات مع روسيا وايران وضم إيران للمحادثات” وهذا يعتبره رحال، “نوع من الضغوط التركية للحصول على مكاسب من الولايات المتحدة الأميركية”.
“إظهار السيطرة التركية”
يقول رحال إن الموضوع الذي نشر حول اجتماع للاستخبارات التركية مع مع هيئة التحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) و حركة أحرار الشام لبحث فتح “إم فور”، هو بمثابة “نوع من إظهار السيطرة لتركيا بمعنى أنها قادرة على ضبط كل المناطق الواقعة تحت نفوذها”.
“فأحرار الشام تتلقى الأوامر ولا داعي للاجتماع معها”.
والأحد الماضي، اجتمعت الاستخبارات التركية مع هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام، في إدلب، لمناقشة فتح الطريق الدولي “إم فور”.
وقالت المصادر إن الاجتماع الثلاثي بين “النصرة” والاستخبارات التركية وأحرار الشام، كان في معبر باب الهوى شمال غربي سوريا، في محاولة تركية لإعادة الدوريات الروسية إليه ضمن مساعيها للتطبيع مع حكومة دمشق.
ويصل “إم فور” مدينة اللاذقية بمدينة حلب، وتسيطر تحرير الشام على مسافة ما يقارب 100 كم منه تمتد من ريف جسر الشغور إلى القرب من مدينة سراقب التي سيطرت عليها القوات الحكومية في الرابع والعشرين من آب / أغسطس 2019.
ويعتقد رحال أن “الطريقة فتح تركيا للطريق لن توافق عليها موسكو، لأنها قامت بتسيير دوريات وتعرضت للقصف لأكثر من مرة خلال السنوات الماضية”.
“روسيا تتحدث عن فتح الطريق ولكن بعد إعادته لنظام الأسد، وتتحدث عن انسحاب كل النقاط التركية الموجود، وكل الجيش الوطني، من جنوب الإم فور إلى شماله 6-7 كيلو متر”.
فيما تريد تركيا أن تقول “ليبقى الوضع على ما هو عليه، وأنا سوف أتحدث مع جبهة النصرة وأحرار الشام سوف ترافق الدوريات”.
ويضيف رحال: “أعتقد أن روسيا لن توافق على هذا الأمر ولا حتى النظام لأنه يريد حتى معبر باب الهوى، وهي عملية مد الوقت ريثما يتم الوصول إلى موعد الانتخابات بعدها قد يتغير كل شيء”.
ويعتقد أن المصالحة ليس لها أي نصيب من النجاح لأن العوامل التي تفرق أنقرة عن دمشق أكثر بكثير من النقاط التي تجمع الطرفين، بحسب قوله.
“كل ما يحصل اليوم لأجل صندق الانتخابات، حتى العملية التركية والإعلان عنها هي من أجل الانتخابات”.