في اللقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن، كان هناك وقت لمتابعة الأيدي، بعيداً من مشهد الجالسين من الجانبين في القاعة المستطيلة الخالية من الملامح، قاعة يمكن أن تجدها بسهولة في بيوت محدثي النعمة من الشريحة التي تنفذت عبر مراتب السلطة واسترخائها في امتيازات وظائفها العليا وبندي “المهمات” و”النثريات” على وجه الخصوص، صف من التلاميذ الذين لم يحصلوا بعد على علاماتهم، ملامح مشوشة تشي بأنهم لا يعرفون، فيما هناك من يسجل الملاحظات في الصف المقابل.

 عاشت إسبانيا واحدة من أسوأ الحروب الأهلية في العالم، وتحتضن إلى اليوم أكبر عدد من المقابر الجماعية الموثقة التي تفوق 23 ألفاً، تلك المقابر شاهدة على تلك الحرب المدمرة، وقد عاشت البلاد بعد نهايتها في ظل ديكتاتورية عسكرية قاسية بقيادة زعيم القوميين الجنرال فرانكو، لكن إسبانيا مع ذلك عرفت الوصفة السحرية للتخلص من الفقر والتخلف والحروب، وكانت الوصفة باختصار هي الديموقراطية.