دعت الادارة الذاتية لاقليم شمال وشرق سوريا، المنظمات العالمية الى توثيق “جرائم الحرب التي ترتكبها الحكومة التركية تجاه اللاجئين السوريين.
جاء ذلك في بيان للادارة الذاتية اليوم الجمعة (5 تموز 2024)، وهذا نصه:
“في البداية نُدين ونستنكر حملات الاعتقال والقمع المستمرة الذي يتعرض لها السوريين في المناطق المحتلة وفي تركيا على يد القوات والاستخبارات التركية، ونقدم العزاء لعوائل الضحايا الذين قُتلوا على يد الجيش التركي ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، ونضم صوتنا لصوت كل السوريين الأحرار الذين يبدون موقفهم تجاه السياسات العدائية والعنصرية والعرقية التي تمارسها السلطات التركية تجاه اللاجئين السوريين والمواطنين السوريين في المناطق المحتلة.
لقد قامت الدولة التركية بإجهاض الثورة السورية، وعملت على استخدام الأزمة السورية من أجل تحقيق مطامعها ومآربها الاستعمارية واستجرار اللاجئين السوريين إلى تركيا لاستخدامهم كورقة ضغط على أوروبا وابتزازها مالياً، هذا وجندت السوريين لاستخدامهم كمرتزقة في حروبها، وعملت على استغلال السوريين واستخدامهم كأيدي عاملة رخيصة وجرّهم إلى عصابات المافيا والمخدرات والدعارة، وبعد أن فشلت كل مساعيها تعمل اليوم على تحريض المتعصبين الأتراك ضد اللاجئين لتحضر الأرضية لطردهم وترحيلهم قسراً، وتقوم بممارسة سياسة الإبادة الجسدية والثقافية في المناطق المحتلة، كبناء المستوطنات وسياسة التطهير العرقي تجاه الشعب الكردي في عفرين وسري كانيه وتل أبيض.
أحداث قيصري وما تلته من هجمات على اللاجئين السوريين هو نتيجة عن سياسة الحكومة التركية القوموية التي تكن العداء للشعوب، ما حصل خلال هذه الأيام أوضح وبشكل جلي بأنَّ سياسة الدولة التركية تجاه الأزمة السورية قد انهارت وفشلت ومحاولة أردوغان للقاء مع الحكومة السورية له دليل على ذلك، لكن هذا لايعني بأن الدولة التركية تركت استراتيجيتها وتهدف بذلك إلى استقرار سوريا أو إيجاد الحل، بل إنها تريد أن تضرب بيد الحكومة السورية السوريين وأن تثير حرب أهلية من جديد بين القوى السورية.
لذلك نرجو أن يحرص جميع السوريين بما فيها حكومة دمشق وقوى المعارضة بعدم الوقوع في هذا الفخ القذر وأن يستخلصوا الدروس من الفترة الماضية، حيث خانت الحكومة التركية أكثر من مرة ما سمته الإخوة العربية التركية، ومن المهم أيضاً أن نعيد النظر في الماضي وأن نفتح صفحة جديدة للعمل على حل قضايانا كسوريين دون التعويل على أي قوة، فالطريق إلى الحل هو الحوار السوري – السوري، اتفاقنا الداخلي سيجبر كل القوى بأن ترضخ لمطالبنا وأن تنسحب من أراضينا بما فيها الدولة التركية المحتلة، في النهاية نوجّه الـنداء لجميع مواطني شمال وشرق سوريا بالعودة إلى مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، فهي ضمانة لكم للعيش بحرية وكرامة على أرضكم.
هذا وندعو المنظمات الحقوقية والعالمية التي تهتم بشؤون اللاجئين أن يرسلوا لجان لتقصي الحقائق بخصوص ما يتعرض له السوريين من اعتداءات وانتهاكات في تركيا وفي المناطق المحتلة، وأن يوثقوا جرائم الحرب التي ترتكبها الحكومة التركية تجاه اللاجئين، أيضاً ندعو القوى الدولية والقوى الإقليمية والعربية، بأن يعيدوا النظر في سياستهم تجاه الأزمة السورية وأن يتم البدء بمرحلة جديدة من التفاوض، يشارك فيه كل الأطراف السورية لإيجاد حل جذري، يضمن لكل السوريون بمختلف هوياتهم حقوقهم السياسية والثقافية والاقتصادية”.
يشار الى أن توترات حصلت بين الأهالي المتظاهرين ومسلحين ضمن فصائل سورية معارضة والجيش التركي وقواته في شمالي سوريا، حيث اندلعت اشتباكات في مدن عفرين الباب والراعي منذ ظهر الاثنين الماضي.
ويوجد سببان رئيسيان وراء هذه التظاهرات والتوترات، الأول هو إدانة التقارب بين الحكومتين السورية والتركية، والثاني جاء في أعقاب تقارير عن اغتصاب طفلة سورية تبلغ خمس سنوات في ولاية قيصري التركية.
وبعد الحادثة، هاجم الأتراك اللاجئين السوريين في مدينة قيصري، وحطموا محالهم التجارية ومساكنهم، وطالبوا بترحيلهم إلى بلادهم، فيما اعتقلت الشرطة نحو 70 شخصاً على خلفية أعمال الشغب.
في سياق ذلك، أطلق مسلحون سوريون موالون لتركيا النار على متظاهرين غاضبين يطالبون بانسحاب الجيش التركي من شمالي سوريا أمام مبنى السرايا في مدينة عفرين التابعة لروجآفا.
وبحسب مصادر محلية فإن المتظاهرين أغلقوا البوابة الرئيسية لمدينة الباب أمام الشاحنات التركية، وهاجموها وأحرقوا بعضها.
كما أنزل المتظاهرون في مدينة إعزاز الأعلام التركية على بعض المباني الحكومية المملوكة للدولة التركية في تلك المنطقة التي تسيطر عليها منذ سنوات.