مرة أخرى، يخرج الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشنكو معلنا انتصاره في معركة انتخابية جديدة، رغم الانتقادات العارمة لنظام حكمه في الداخل والخارج.
وبات من شبه المؤكد أن يحصل لوكاشنكو على فترة رئاسة سابعة، وتمديد حكمه الذي دام 31 عاما وشابهه اتهامات عدة بتزوير الانتخابات.
وخلال ولايته السادسة، قمع لوكاشنكو كل أشكال المعارضة في بيلاروس، بعد احتجاجات غير مسبوقة أعقبت الانتخابات الرئاسية للعام 2020.
وبدعم من حليفه الروسي، فلاديمير بوتين، تمكن من تعزيز سلطته عبر الاعتقالات والعنف والأحكام الطويلة بالسجن، التي استهدفت معارضين وصحافيين وموظفين في منظمات غير حكومية ومتظاهرين.
وتفيد الأمم المتحدة بأن أكثر من 300 ألف بيلاروسي، من أصل 9 ملايين نسمة، فروا من بلادهم لأسباب سياسية، خصوصا إلى بولند
وبعد اتهامات مماثلة في عام 2020، اتهمت المعارضة لوكاشنكو بتزوير الانتخابات وقمع كل الأصوات المعارضة في سباق هذا العام.
ومع ذلك بينت نتائج استطلاع رأي، بثه التلفزيون الرسمي، أنه حصل على سنبة 87.6 في المئة من الأصوات.
وكان لوكاشنكو رفض مطالب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالدخول في حوار مع المتظاهرين الذين رأوا أن إعادة انتخابه في 9 أغسطس 2020 كانت مزورة.
وادعى لوكاشنكو أنه حصل على 80 في المئة من الأصوات حينها.
وعند إدلائه بصوته في انتخابات هذا العام، قال الرئيس البالغ 70 عاما في مؤتمر صحفي في مينسك: “لدينا ديمقراطية قاسية في بيلاروس”.
واعترف لوكاشنكو، الذي يقود بيلاروس منذ عام 1994. بأن الأشخاص الذين شاركوا في احتجاجات 2020، مُنعوا منذ ذلك الحين من وظائف معينة. وقال إنهم هم من صنعوا مصيرهم.
وأضاف: “اختار البعض السجن، واختار البعض الآخر المنفى. لم نطرد أحداً من البلاد”.
وقال إنه لم يُمنع أحد من التحدث في بيلاروس، لكن السجن “كان للأشخاص الذين فتحوا أفواههم على مصراعيها، وبصراحة، أولئك الذين خالفوا القانون”.
وقالت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في الفترة التي سبقت الانتخابات الأخيرة إنها ستكون غير نزيهة، لأن وسائل الإعلام المستقلة محظورة في بيلاروس وتم نفي جميع الشخصيات المعارضة البارزة إلى الخارج.
وفي وارسو، تجمّع حوالي ألف شخص الأحد بحضور زعيمة المعارضة سفيتلانا تيخانوفسكايا للتنديد بإعادة انتخاب لوكاشنكو.
ووضع العديد منهم أقنعة، بينما رفض البعض التحدث إلى الإعلام، خشية ان يتسبب ذلك بمشاكل لأقاربهم الذين ما زالوا في بيلاروس.
وقالت تيخانوفسكايا في وارسو إن “ما يحدث في بيلاروس مهزلة”.
ووصفت لوكاشنكو بأنه “مجرم استولى على السلطة”، مطالبة بإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين وإجراء انتخابات حرة.
ووصف الاتحاد الأوروبي ومنتقدو لوكاشنكو والمنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان هذه الانتخابات بأنها شكلية.
وأعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أنّ التكتّل “سيواصل فرض إجراءات تقييدية ومحدّدة الهدف على نظام” لوكاشنكو، بعد “المهزلة” المتمثّلة في الانتخابات الرئاسية.
وفي ألمانيا، اعتبرت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك أن الناخبين في بيلاروس “لا خيار” أمامهم.
وقالت في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن انتخابات الأحد “يوم مرير لكل أولئك الذين يتوقون إلى الحرية والديمقراطية”.