انتشرت خلال الأيام الماضية في العديد من وسائل الإعلام رواية تحدثت عن خطة مقبلة تتضمن اتفاق بين الحكومة السورية وإسرائيل قائم على التعويض عن الجولان عبر ضم طرابلس أو مناطق في البقاع اللبناني إلى سوريا، الأمر الذي أثار موجة من التساؤلات حول مدى جدية هذا الاتفاق ولماذا تم طرح مثل هكذا خطة في الوقت الحالي؟
وبحسب تقرير نشره موقع “i24NEWS” الإسرائيلي، نقل عن مصدر سوري مقرب من الرئيس السوري أحمد الشرع قوله إن دمشق طالبت تل أبيب بتسليم ما لا يقل عن ثلث أراضي هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل قبل اتفاق الهدنة عام 1974، مشيراً إلى وجود سيناريوهان مطروحان حالياً للتوصل إلى تسوية سياسية مقبولة بين إسرائيل وسوريا، الأول قائم على احتفاظ إسرائيل بمناطق استراتيجية في هضبة الجولان تعادل ثلث أراضيها، وتسلم ثلثها إلى سوريا وتستأجر ثلثاً آخر من دمشق لمدة 25 عاماً، والثاني تحتفظ إسرائيل فيه بثلثي مرتفعات الجولان وتسلم الثلث المتبقي إلى سوريا مع إمكانية استئجاره.
اقرأ أيضاً: خطة أممية “غير مسبوقة” لإعادة السوريين من لبنان إلى وطنهم – 963+
وبموجب هذا السيناريو، سيتم تسليم مدينة طرابلس اللبنانية، القريبة من الحدود اللبنانية-السورية، وربما أراضٍ لبنانية أخرى في شمال البلاد ووادي البقاع إلى سوريا.
ويقول الصحفي السوري عباس سمير لـ “963+”، إن “هذا الاتفاق الذي تم تداوله غير قابل للتطبيق أو يمكن وصفه بأنه بالغ التعقيد فكيف يمكن للبنان التخلي عن جزء من أراضيه مقابل صفقة ليس له علاقة بها إطلاقاً”.
ويؤكد سمير بأن “الحديث عن مثل هكذا سيناريوهات في العلاقة المستقبلية بين سوريا وإسرائيل يهدف بالدرجة الأولى لصرف الأنظار عن البنود الحقيقية للتوافق أو التطبيع المقبل بين الجانبين”.
اقرأ أيضاً: كيف تتقاطع مصالح أمريكا وإسرائيل والإمارات في سوريا ولبنان؟ – 963+
وفي وقت سابق، ذكر المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم باراك أن فكرة سيطرة سوريا على مدينة طرابلس اللبنانية مقابل قبول السيطرة الإسرائيلية على الجولان لا أساس لها من الصحة، لكنه تحدث أيضاً بالقول: “لديكم إسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، والآن بدأت سوريا تظهر بقوة وسرعة، وإذا لم يتحرك لبنان، فسيعود ليصبح بلاد الشام من جديد”.
من جهته، يشير الباحث سليمان حمدي إلى أنه في عهد النظام السوري المخلوع كان يكثر الحديث عن المحافظة السورية رقم 14 والمقصود بها لبنان التي كانت تبعتيها تعود إلى حد كبير لسوريا بموافقة وتفويض من الدول الكبرى.
ويرى حمدي في تصريحات لـ “963+”، أن “خطة ضم طرابلس إلى سوريا قد يتم تطبيقها خاصة أن المبعوث الأميركي توم باراك أكد أن سوريا الجديدة بدأت تظهر بقوة مع التلميح لاحتمالية سيطرة سوريا على لبنان وليس فقط على طرابلس وكل ذلك يخضع بالتأكيد لعدد من الاعتبارات والشروط التي تحددها الولايات المتحدة ويجب على الحكومة اللبنانية تنفيذها”.
تصفح أيضاً
عمار زيدان 2025-07-20
A A
هل تضم سوريا طرابلس اللبنانية؟
نسخ الرابط المختصر
انتشرت خلال الأيام الماضية في العديد من وسائل الإعلام رواية تحدثت عن خطة مقبلة تتضمن اتفاق بين الحكومة السورية وإسرائيل قائم على التعويض عن الجولان عبر ضم طرابلس أو مناطق في البقاع اللبناني إلى سوريا، الأمر الذي أثار موجة من التساؤلات حول مدى جدية هذا الاتفاق ولماذا تم طرح مثل هكذا خطة في الوقت الحالي؟
وبحسب تقرير نشره موقع “i24NEWS” الإسرائيلي، نقل عن مصدر سوري مقرب من الرئيس السوري أحمد الشرع قوله إن دمشق طالبت تل أبيب بتسليم ما لا يقل عن ثلث أراضي هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل قبل اتفاق الهدنة عام 1974، مشيراً إلى وجود سيناريوهان مطروحان حالياً للتوصل إلى تسوية سياسية مقبولة بين إسرائيل وسوريا، الأول قائم على احتفاظ إسرائيل بمناطق استراتيجية في هضبة الجولان تعادل ثلث أراضيها، وتسلم ثلثها إلى سوريا وتستأجر ثلثاً آخر من دمشق لمدة 25 عاماً، والثاني تحتفظ إسرائيل فيه بثلثي مرتفعات الجولان وتسلم الثلث المتبقي إلى سوريا مع إمكانية استئجاره.
اقرأ أيضاً: خطة أممية “غير مسبوقة” لإعادة السوريين من لبنان إلى وطنهم – 963+
وبموجب هذا السيناريو، سيتم تسليم مدينة طرابلس اللبنانية، القريبة من الحدود اللبنانية-السورية، وربما أراضٍ لبنانية أخرى في شمال البلاد ووادي البقاع إلى سوريا.
ويقول الصحفي السوري عباس سمير لـ “963+”، إن “هذا الاتفاق الذي تم تداوله غير قابل للتطبيق أو يمكن وصفه بأنه بالغ التعقيد فكيف يمكن للبنان التخلي عن جزء من أراضيه مقابل صفقة ليس له علاقة بها إطلاقاً”.
ويؤكد سمير بأن “الحديث عن مثل هكذا سيناريوهات في العلاقة المستقبلية بين سوريا وإسرائيل يهدف بالدرجة الأولى لصرف الأنظار عن البنود الحقيقية للتوافق أو التطبيع المقبل بين الجانبين”.
اقرأ أيضاً: كيف تتقاطع مصالح أمريكا وإسرائيل والإمارات في سوريا ولبنان؟ – 963+
وفي وقت سابق، ذكر المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم باراك أن فكرة سيطرة سوريا على مدينة طرابلس اللبنانية مقابل قبول السيطرة الإسرائيلية على الجولان لا أساس لها من الصحة، لكنه تحدث أيضاً بالقول: “لديكم إسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، والآن بدأت سوريا تظهر بقوة وسرعة، وإذا لم يتحرك لبنان، فسيعود ليصبح بلاد الشام من جديد”.
من جهته، يشير الباحث سليمان حمدي إلى أنه في عهد النظام السوري المخلوع كان يكثر الحديث عن المحافظة السورية رقم 14 والمقصود بها لبنان التي كانت تبعتيها تعود إلى حد كبير لسوريا بموافقة وتفويض من الدول الكبرى.
ويرى حمدي في تصريحات لـ “963+”، أن “خطة ضم طرابلس إلى سوريا قد يتم تطبيقها خاصة أن المبعوث الأميركي توم باراك أكد أن سوريا الجديدة بدأت تظهر بقوة مع التلميح لاحتمالية سيطرة سوريا على لبنان وليس فقط على طرابلس وكل ذلك يخضع بالتأكيد لعدد من الاعتبارات والشروط التي تحددها الولايات المتحدة ويجب على الحكومة اللبنانية تنفيذها”.
تصفح أيضاً