ملخص
قال وزير الخارجية الأوكراني إن روسيا تستخدم نهجاً ثلاثي المحاور لثني الدول عن المشاركة في قمة السلام في أوكرانيا التي ستعقد في سويسرا.
أعلنت أوكرانيا الإثنين أنها ستحث حلفاءها على منح قواتها مزيداً من الحرية لضرب أهداف عسكرية داخل روسيا بعدما رفعت الولايات المتحدة جزئياً القيود المفروضة على استخدام بعض الأسلحة التي زُودت بها.
ومنحت واشنطن أوكرانيا الأسبوع الماضي إذناً محدوداً باستخدام أسلحة زودها بها الغرب، لضرب بعض الأهداف العسكرية في الأراضي الروسية، في إطار جهود كييف لصد الهجمات على منطقة خاركيف الشرقية.
وقال وزير الخارجية دميترو كوليبا في مؤتمر صحافي مع نظيره الإستوني مارغوس تساكنا “إنها ليست موافقة بنسبة 100 في المئة، فهي تأتي مع بعض الأحكام التي يجب اتباعها”. وأضاف “سنواصل العمل مع حلفائنا لتوسيع نطاقها”.
وأثارت هذه القضية انقساماً عميقاً بين داعمي أوكرانيا، مع إحجام البعض عن السماح لها بشن ضربات عبر الحدود، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى جرهم إلى نزاع مباشر مع موسكو.
وقال كوليبا أيضاً إن روسيا تستخدم نهجاً ثلاثي المحاور لثني الدول عن المشاركة في قمة السلام في أوكرانيا التي ستعقد في سويسرا في وقت لاحق من هذا الشهر.
وأكد أن روسيا تهدف إلى تشويه سمعة القمة، وإقناع دول بعدم المشاركة، وحث دول تريد المشاركة على إرسال ممثلين على مستوى منخفض.
وقال كوليبا “إن هذه المحاولات لعرقلة القمة ممنهجة وواسعة النطاق بشكل غير مسبوق، وهو ما يؤكد مرة أخرى أننا نفعل كل شيء بشكل صحيح”. ولفت إلى أن الجهود الروسية تركزت على دول في آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية.
وقال الكرملين مراراً إن أي محادثات بشأن ضمان السلام في أوكرانيا يجب أن تشمل روسيا التي لم تتم دعوتها لحضور القمة. كما أصدر تهديدات مستترة للدول التي سمحت للقوات الأوكرانية بضرب روسيا بأسلحة يقدمها لها حلفاء كييف.
هاريس ستشارك في مؤتمر سويسرا
من جانبه، أعلن البيت الأبيض الإثنين في بيان أن نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ستتوجه إلى مدينة لوسيرن بسويسرا في 15 يونيو (حزيران) للمشاركة في مؤتمر السلام في أوكرانيا.
وستشدد على “التزام إدارة بايدن – هاريس تشجيع جهود أوكرانيا لضمان سلام عادل ودائم يقوم على سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة”.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعا نظيره الأميركي جو بايدن الذي سيشارك قبلاً في قمة مجموعة السبع في إيطاليا، إلى تمديد إقامته في أوروبا والحضور شخصياً إلى سويسرا.
لكن الديمقراطي البالغ من العمر 81 سنة، الذي يخوض حملة انتخابية لولاية ثانية، قرر العودة إلى الولايات المتحدة بحسب الصحافة، للمشاركة في عملية جمع تبرعات في كاليفورنيا بحضور جورج كلوني وجوليا روبرتس ونجوم آخرين.
وتعتزم كامالا هاريس “إعادة تأكيد الدعم (الأميركي) للشعب الأوكراني وهو يدافع عن نفسه ضد الهجوم الروسي”. وستمثل الولايات المتحدة، الداعم العسكري الرئيسي لأوكرانيا، بمستشار الأمن القومي جيك سوليفان.
والتزمت أكثر من مئة دولة ومنظمة المشاركة في هذه القمة المنعقدة في سويسرا، بحسب فولوديمير زيلينسكي، ولم تدع إليها روسيا. ورأت الصين أنه سيكون من “الصعب” عليها المشاركة إذا لم تتم دعوة موسكو.
وحذرت كييف الإثنين مواطنيها من مزيد من الانقطاع في التيار الكهربائي عقب هجوم روسي آخر واسع النطاق على منشآت إنتاج الطاقة في البلاد، وأيضاً بعد رفع أسعار الكهرباء لتمويل إعادة بناء القطاع المهدد.
وقال مسؤولون إن القوات الروسية استهدفت خلال عطلة نهاية الأسبوع محطات لتوليد الكهرباء في خمس مناطق وألحقت أضراراً بمحطتين أخريين تعملان بالطاقة الحرارية، في هجوم بأكثر من مئة طائرة مسيرة وصاروخ.
وأعلنت وزارة الطاقة الأوكرانية على وسائل التواصل الاجتماعي “بعد ستة هجمات ضخمة على شبكة الكهرباء، هناك نقص كبير في الطاقة الكهربائية”. وأضافت أن مهندسيها يعملون على إصلاح الأضرار، لكن الشبكة لا تزال في عرضة للخطر.
كما زادت أوكرانيا من استجرار الكهرباء من دول الاتحاد الأوروبي المجاورة لتعويض الانخفاض في الإنتاج بسبب الهجمات. وأشارت في بيانها على “تليغرام” إلى أن “فترات الانقطاع قد تزيد (…) وقد تم قطع التيار الكهربائي بشكل طارئ في عدد من المناطق الأحد”.
وشنت روسيا مئات الهجمات الجوية على منشآت انتاج الطاقة في أوكرانيا منذ بدء الحرب المستمرة منذ عامين، ما أحدث أضراراً جسيمة بالبنية التحتية للطاقة. وتكافح الدفاعات الجوية الأوكرانية المنهكة لصد موجات من الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ.
وحذر أولكسندر خارشينكو، المدير التنفيذي في مركز أبحاث صناعة الطاقة في كييف، خلال مؤتمر صحافي الإثنين من أن هذه الهجمات تفرض على الأوكرانيين ضرورة التكيف.
وقال “كل ما يمكننا فعله هو أن نعتاد على حقيقة أن هذا هو الوضع الطبيعي للأمور، خلال العامين المقبلين على الأقل”.لكنه استبعد “نهاية” القطاع، مؤكداً أن البنية التحتية للطاقة في البلاد ستصمد على الرغم من الانقطاعات.
وأعلن وزير الطاقة الأوكراني جيرمان غالوشينكو عن زيادة أسعار الكهرباء بأكثر من 60 في المئة، وقد دخل القرار حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، لافتاً إلى أن خطة إعادة الإعمار ستكلف “جهوداً وأموالاً هائلة”.
وقال في بيان إن “زيادة التعرفة خطوة صعبة ولكنها ضرورية”. وكان قد قدر في وقت سابق أن إصلاح الأضرار التي لحقت بمحطات إنتاج الطاقة الأوكرانية سيكلف نحو مليار دولار.
روسيا تعترض 20 مسيرة أوكرانية
ميدانياً، قال أليكسي سميرونوف حاكم منطقة كورسك إن وحدات الدفاع الجوي الروسية اعترضت 20 طائرة مسيرة أوكرانية أمس الإثنين في المنطقة الواقعة بجنوب روسيا على حدود أوكرانيا.
وأضاف على تطبيق تليغرام أن القوات الأوكرانية هاجمت أربع قرى في منطقته باستخدام طائرات هجومية مسيرة وطائرات هليكوبتر، لكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
وفي منطقة بيلغورود إلى الجنوب الشرقي، قال الحاكم الإقليمي فياتشيسلاف غلادكوف إن وحدات الدفاع الجوي أسقطت “عدة أهداف محمولة جواً”. تضررت أسطح بعض المساكن.
وتشن أوكرانيا بانتظام هجمات على المناطق الحدودية الروسية، مما يثير غضب الكرملين. وقال الرئيس فلاديمير بوتين إن الهجمات دفعت القوات الروسية إلى التوغل الشهر الماضي في الأجزاء الشمالية من منطقة خاركيف لإقامة “منطقة عازلة”.
ويقول الجيش الروسي إنه سيطر على نحو 12 قرية، لكن المسؤولين الأوكرانيين يقولون إن قواتهم لا تزال تسيطر على 70 في المئة من فوفشانسك، وهي بلدة رئيسية تبعد خمسة كيلومترات عن الحدود.
قتلى في أوكرانيا
وقتل ثلاثة أشخاص بينهم فتى يبلغ من العمر 12 سنة في هجمات روسية في شرق وشمال شرق أوكرانيا، حيث أعلنت موسكو تحقيق تقدم مطرد في الأسابيع الأخيرة، بحسب حصيلة جديدة أعلنتها السلطات الأوكرانية الإثنين.
وقال حاكم المنطقة فاديم فيلاشكين على تطبيق “تليغرام” إن شخصين أحدهما فتى يبلغ من العمر 12 سنة لقيا حتفهما وأصيب آخر بعد قصف روسي لقرية ميخائيليفكا في منطقة دونيتسك. وأضاف أن الطائرات الروسية ألقت قنبلتين بفارق 90 دقيقة، مما أدى إلى إلحاق أضرار بمنازل في البلدة.
وليل الأحد الإثنين قتل شخص وأصيب اثنان آخران بجروح في هجوم صاروخي روسي على منطقة خاركيف في شرق أوكرانيا حيث أعلنت موسكو سيطرتها في الفترة الأخيرة على بلدات عدة، على ما أعلن الحاكم المحلي.
تقع منطقة خاركيف على الحدود مع روسيا وتتعرض لقصف متواصل منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
لافروف يبدأ جولة أفريقية من غينيا
وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الإثنين إلى غينيا، المحطة الأولى ضمن جولة أفريقية جديدة، في حين تسعى روسيا لتعزيز نفوذها في أفريقيا بعد تدهور علاقتها مع الغرب جراء الحرب في أوكرانيا.
وأعلنت الخارجية الروسية عن الزيارة على تطبيق تليغرام حيث نشرت صورة للافروف لدى وصوله إلى مطار كوناكري ليلاً في أول زيارة له إلى غينيا منذ العام 2013. وكان في استقباله فجراً نظيره موريساندا كوياتي.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك، قال الوزير الروسي إنه ناقش التعاون العسكري بين موسكو وكوناكري. وقال لافروف “إننا لم ننس التعاون العسكري التقني وتعزيز قدرات غينيا الدفاعية، لا سيما مع الأخذ في الاعتبار التهديد الإرهابي المتزايد”، وفق ما نقلت عنه وكالة “إنترفاكس”.
ونقلت الوكالة الروسية عن كوياتي قوله إن دومبويا “بعث بتحياته الحارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.
وقبل محادثاته المغلقة مع نظيره الغيني، أدلى لافروف بتصريح هنأ فيه الدولة الواقعة في غرب أفريقيا وزعيمها، قائد المجلس العسكري مامادي دومبويا الذي وصل إلى السلطة بعد انقلاب عام 2021، لكونها “في طليعة عملية إنهاء الاستعمار”، بحسب مقطع فيديو نشر على موقع الوزارة الروسية.
كما تحدث لافروف في التصريح عن التعاون الاقتصادي، خاصة في مجال التنقيب ومن خلال استثمارات شركة روسال “أكبر مستثمر روسي في غينيا”. وأشاد بالبرامج الاجتماعية لعملاق الألمنيوم الروسي، مشيراً إلى الشركة توفر فرص عمل “لآلاف الأشخاص” في الدولة الغنية بالموارد الطبيعية.
وأفادت وكالة أنباء “تاس” الرسمية بأن غينيا محطة أولى ضمن جولة أفريقية يقوم بها لافروف من دون أن تحدد البلدان التي سيزورها. لكن وكالة “أفرينز.رو” الروسية أشارت إلى أنه سيصل إلى تشاد الأربعاء “على رأس وفد كبير”. ورجحت الوكالة نفسها أن يزور بوركينا فاسو من دون الكشف عن موعد محدد.
في يوليو (تموز) 2023، دعا الرئيس الروسي القادة الأفارقة إلى قمة في سان بطرسبرغ حيث اتفقوا على دعم عالم متعدد الأقطاب ومكافحة الاستعمار الجديد. وأشاد بوتين في بيان أعقب القمة بـ”التزام جميع دولنا حيال تأسيس نظام عالمي عادل وديمقراطي متعدد الأقطاب”.
وقالت وزارة الخارجية الروسية على موقعها الإلكتروني إن لافروف دعا كوياتي لحضور مؤتمر لوزراء الخارجية الأفارقة في مدينة سوتشي الروسية المطلة على البحر الأسود في نوفمبر (تشرين الثاني).