لا وعد بلفور ولا لجنة بيل ولا حتى مشروع التقسيم يحمل مسؤولية فشل ومأساة تشريد العرب من النهر ألى البحر بمقدار ما يحمل مسؤوليته الرجل الذي تشاهده في الصورة، وكل ما تلى ذلك من وعود ومشاريع ليست سوى نتائج جهوده التي بذلها قبل قرن كامل من مشروع التقسيم المعروف لعام 1948. لو عرفه العرب المسلمون لأقاموا له جبا في صحن مكة بدل الشيطان ورجموه بسبعين جمرة في كل حجة وعمرة وحتى بدون مناسبة. الكل يلوم وزير الخارجية بلفور وهو بالنسبة لصاحب الصورة طرطور شرشوح.
تعرف على اللورد انطوني أشلي كوبر، لورد شافتسبيري (1801-1885)
هو سابع لورد من عائلته يحمل هذا اللقب عاش حياة طويلة قضاها في الصلاح والتقوى، مصلح إجتماعي، سياسي وفاعل خير” فيلانثروبيست” امضى حياته يحارب العبودية عبر العالم، حارب عمالة الأطفال، له مساهمات هائلة في إطعام الفقراء وتدريسهم وإسكانهم، مدافع عن حقوق عمال المناجم والموظفبن الصغار، اعماله الخيرية تفوق بحجمها ما تقدمه مؤسسات خيرية ودول بأكملها، كتبت عنها مقالات وكتب، سليل شافتسبري، الأنكليزي النبيل الغني والمؤثر في السياسة الأستعمارية البريطانية وكل ذلك مدفوعا بعقيدته البروتستانية-الصهيو/نية.
وضع حجر الأساس على أرض الميعاد
زار اللورد شافتسبري وزير خارجية بريطانية اللورد بلمرستون عام 1838 في مكتبه بلندن بطلب خاص جدا، لقد فعلت الكثير من الخير قال ولكن لم أرض ربي حتى الآن ولي طلب خاص جدا اعقب اللورد شافتسبيري مخاطبا الوزير وتابع: أرغب بفتح قنصلية لبريطانية في القدس، حاضرة سهل ارمجدون لدعم وحماية الموسويين والمسيحيين، يذكر أن عدد الموسويين أبناء سارة كان وقتها 6500 شخص في القدس من اصل 15000 تعداد سكان القدس وقتها، الباقي من المسلمين والأرمن و المسيحيين بطوائفهم وهذا ما يظهر تركيبة المدينة السكانية آنذاك، لقد كان هناك 6500 منهم وهم ربما كاوا من أكبر المجموعات الدينية في عاصمة أرض المعاد القدس.
المهم، وزير الخارجية تقبل العرض بحب ورحابة صدر، فالقنصلية ستخدم مشاريع بريطانية الاستعمارية المستقبلية في الشرق، واصدر مذكرة تاريخية بذلك للتنفيذ الفوري.
يذكر ان الوزير بالمسترون يقرب اللورد شافتسبري فهو زوج أم زوجة شاقتسبري، ولكن ليس والد زوجته بل خزوره الأعتباري وهو صديقه المقرب في اللوبيات المؤثرة في سياسة لندن الأستعمارية كذلك.
اعتراض
لم يرق مشروع القنصلية للسلطات العثمانية الحاكمة آنذاك ورفضته بشدة ولكن الملكة فيكتوريا دعست بكعبها العالي على حنجرة ساكن الباب العالي حتى صرخ الآخير حاضر، امرك يا هانم. لقد كان خليفة الرسول العثماني في تلك الحقبة مريضا ومفلسا يخسر المعركة تلو الأخرى، يستجدي المال متنقلا من عاصمة لأخرى حتى سمته فيكتوريا “رجل آوربا المريض” . لقد أذلته وبدأت بتنفيذ المشروع فعليا في ذلك العام نفسه 1838 بالسرعة القصوى.
التنفيذ
استلم القنصل وليم تانر يونغ مهامه في القدس عام 1839 وهو مريد اللورد شافتسبري، تلاه القنصل جيمس فين ثم القنصل نويل تمبل مور الذي انهى مهامه عام 1890. عملوا على تنمية وحماية الطائفة اليهو. دي. ة، إغنائها وتسليطها وتسليحها وتمليكها الأراضي بسخاء. الطائفة التي كانت تعاني سايقا من مرارة، إجحاف وظلم المسلمين، على فكرة القنصل الأخير في القائمة المدعو نويل تمبل مور كان متزوجا من إيما تشرشل وهي ابنة ونستون تشرشل الذي أرخ ربع تاريخ بريطانية الأستعمارية باسمه او ربما نصفه وهذا ما يظهر نفوذ الجماعة ضمن حكومة بريطانية العظمى وقربها منها ومدى التقدم الذي احرزه المشروع إمبراطوريا علما ان مصادر اخرى تنفي هذه العلاقة بين نويل وإيما تشرشل، معلومة غير مؤكدة نضيف. يعني تماما كما كوشنير زوج إيفانكا بالتسبة لترامب إن صحت المعلومة حسب بعض المصادر.
قرون شافتسبري
يقول المثل الكردي” المال قرون الرجال”. لولا سخاء أصحاب البنوك المملوكة للجماعة الموسوية ودفعهم بنية طيبة من أجل إقامة دولة لهم في أرض المعاد لما غنموا اي شي، ولا انعقد على الغالب مؤتمر بازل الشهير 1897 بقيادة تيدور هرتزل ولا صدر وعد بلفور عام 1917 ومشروع التقسيم 1948، لقد قدموا الكثير من الذهب المكدس حصيلة جهودهم المالية الربوية عبر العصور على شكل رشى وإغراءات لكل متنفذ من الغرب وحتى اصغر ملاك إقطاعي في حيفا ليصلو الى نتيجة اليوم ولكن متابعة ذلك بالأرقام صعب جدا فتلك خاضعة لسرية خاصة، ربما كان اول المغررين بهم هو الوزير بالمسترون عن طريق لورد شافتسبري الذي وشوش له بمشروع القنصلية في القدس عام 1839 وهو حجر الأساس لدولة اليوم في أرض المعاد، فلولاه لما كانت ع الغالب وتساغ.