مع دخول الحملة الانتخابية الأميركية لعام 2024 أسبوعها الأخير، يعتمد الديموقراطيون بشكل ملحوظ على قوة المشاهير، ويدعون مجموعة متنوعة منهم لتأييد مرشحتهم كامالا هاريس وتنشيط الجماهير، ويأملون أن يحفزوا الناس على التوجه إلى صناديق الاقتراع، وفقاً لتقرير نشرته وكالة “أسوشيتد برس”.
لطالما تمتع الديموقراطيون بأفضلية المشاهير واستخدموها في الحملات الرئاسية. وقد نمت هذه الميزة خلال فترة صعود دونالد ترامب، وهي الفترة التي شهدت خروج العشرات من المشاهير، حتى من النجوم غير المسيسين، عن صمتهم والتحدث علنا ضد الرئيس الجمهوري.
وغالباً ما تعني هذه الميزة أحداثاً صاخبة ونارية في الأيام الأخيرة من السباق، ولكن التاريخ – وتحديداً حملة المرشحة الديموقراطية السابقة هيلاري كلينتون عام 2016 – يسلط الضوء على كيف يمكن أن يغطي الزخم في تلك الأحداث أحياناً على المشاكل الأوسع نطاقاً مع المرشح.
قبل أسابيع من الانتخابات في 20 تشرين الأول (أكتوبر)، حصلت هاريس على مساعدة من أسطورة الموسيقى ستيفي وندر في جونزبورو جورجيا الذي حشد رواد الكنيسة بأداء أغنية “Redemption Song” لبوب مارلي. وبعد أيام في أتلانتا، ترأست هاريس والرئيس السابق باراك أوباما تجمعا حاشدا تضمن أداءً لسبرينغستين وخطابات من المخرج الشهير سبايك لي والممثل صامويل إل جاكسون. وأعقبت الحملة ذلك بتجمع حاشد في تكساس تضمن أداءً لويلي نيلسون وخطابا لبيونسيه.
ستيفي وندر
كما استفاد حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، المرشح على بطاقة هاريس نائباً لها، من حملة المشاهير. فقد أحيا المغني وكاتب الأغاني جيمس تايلور حفلاً غنائياً مع الحاكم في ولاية كارولاينا الشمالية في وقت سابق من الشهر. كما تحدث والز، إلى جانب هاريس في فعالية في ميشيغان الاثنين تضمنت مجموعة من خمس أغانٍ للمغنية وكاتبة الأغاني ماغي روجرز.
“من أجل هاريس”
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن آشلي أوبرهايد، وهي من سكان الحي حيث أقيم تجمع هاريس في الهواء الطلق في حديقة بيرنز بارك في آن أربور: “لقد جئت من أجل هاريس”. وأضافت: “أحب أن تكون العروض الموسيقية وراءها، لكنني دائماً هنا من أجل هاريس”. ووصفت روجرز بـ”المكافأة الإضافية”.
ووصفت أودري هدسون، طالبة التمريض بجامعة ميشيغان التي صوتت للمرة الأولى قبل أيام من التجمع، حضورها بأنه “واجب مدني مقترن برؤية فنانة أحبها”.
وقالت: “أنا هنا لدعم كامالا ووالز لكنني لطالما أحببت موسيقى ماغي روجرز مذ كنت في المدرسة الإعدادية. لقد كان لها تأثير كبير عليّ”. وأضافت هدسون أنها تعتقد أن الفنانين مثل روجرز أكثر ارتباطاً بالناخبين الشباب ويمكن أن يؤثروا على تصويتهم.
ماغي روجرز
وقالت راشيل ليبرمان، 29 سنة، وتقيم في آن أربور، إن التجمع في مسقط رأسها كان ثالث حدث متعلق بهاريس وإن روجرز كانت “حبة الكرز على قمة قالب الحلوى”، مرجحة أنها ستساعد في جذب أصوات الشباب.
وأضافت: “أعتقد أن هذا كله جزء من حشد الأجيال الشابة للتصويت”.
“جزيرة عائمة من القمامة”
لا تعتمد هاريس ومعها الديموقراطيون فقط على العروض في المناسبات. بعدما وصف طوني هينشكليف، وهو ممثل كوميدي تحدث في تجمع ترامب في “ماديسون سكوير غاردن” الأحد، بورتوريكو بأنها “جزيرة عائمة من القمامة في وسط المحيط”، تلقت حملة الديموقراطيين دعما علنياً من مغني الراب باد باني وجنيفر لوبيز والفنان ريكي مارتن، وهم ثلاثة من أشهر مشاهير بورتوريكو. ولديهم أكثر من 300 مليون متابع مجتمعين على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
طوني هينشكليف
العديد من الفعاليات هي جزء من سلسلة حفلات هاريس “عندما نصوت نفوز” التي تهدف إلى تحفيز المؤيدين على التصويت المبكر في مناطق المعركة الرئيسية. وقد أعلن الممثل أرنولد شوارزنيغر، وهو حاكم جمهوري سابق لولاية كاليفورنيا مسقط رأس هاريس، على وسائل التواصل الاجتماعي الأربعاء أنه سيصوت لصالح المرشحة الديموقراطية. ومن المتوقع أن تحظى بالمزيد من المؤيدين رفيعي المستوى في الأيام المقبلة.
وشهد تجمّع هاريس الانتخابي في ماديسون بولاية ويسكونسن، الأربعاء، عروضاً من غرايسي أبرامز ومومفورد آند سونز وريمي وولف ومات بيرينغر وآرون ديسنر من فرقة “ذا ناشيونال”. والخميس، ضمّ تجمعها في أريزونا فرقة “لوس تايغريس ديل نورتي” وهي فرقة نورتينيو الشهيرة التي تعود أصولها إلى سينالوا في المكسيك. وأخيراً، ستترأس هاريس الجمعة تجمعاً حاشداً في لاس فيغاس تشارك فيه فرقة “مانا” وهي فرقة بوب روك مكسيكية أصلها من غوادالاخارا، كما ستلقي لوبيز خطاباً.
كانت حملة المشاهير عام 2020 خارجة عن المألوف. بسبب استمرار جائحة فيروس كورونا المستجد كانت الفعاليات الكبيرة للحملة الانتخابية غير شائعة، خاصة على الجانب الديموقراطي. ظهر المشاهير في مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لنائب الرئيس السابق آنذاك جو بايدن، الذي هزم ترامب.
ترامب… أحد المشاهير
يحظى ترامب بالفعل بدعم المشاهير الذين يتمتعون بجاذبية كبيرة لدى قاعدته الأساسية من الناخبين، مثل المغني لي غرينوود والشخصية التلفزيونية الدكتور فيل ماكغرو ونجوم كرة القدم الأميركية السابقين مثل بريت فافر وأنطونيو براون وليفون بيل. وتحدّث المغني الريفي جيسون ألديان مؤخراً في تجمع لترامب في جورجيا، كما قفز نيك بوسا، نجم خط الدفاع في فريق سان فرانسيسكو 49، مؤخراً إلى مقابلة مع زميل له بعد المباراة لإظهار قبعة MAGA.
لي غرينوود
لكن، وإلى حد كبير، لا يملك المرشح الجمهوري رداً على نشاطات هاريس التي غلب عليها طابع المشاهير. فترامب، الذي حوّلته مسيرته المهنية إلى أحد المشاهير، غالباً ما يوفر هو نفسه النجومية في مناسباته. وعندما يتصدر أحد المشاهير مثل هينشكليف العناوين الرئيسية في إحدى فعاليات ترامب، يمكن أن يسبب ذلك مشاكل للحملة الجمهورية.
رهان هيلاري كلينتون الذي فشل
يتجسد التركيز على مناسبات المشاهير في الأحداث الصاخبة في الساحات، وغالباً ما يتفاءل الديموقراطيون بشأن فرصهم. ولكن يمكن لهذه الاستراتيجية أن تطمس القضايا، فعندما تكون الحشود مشحونة بالمشاهير والعروض الموسيقية، يمكن أن يتم التعتيم على المشاكل التي تواجه رسالة المرشح أو تمسكه بقاعدة مهمة من الناخبين، وهو اتجاه أبرزته المرشحة الديموقراطية السابقة هيلاري كلينتون التي فشلت في انتخابات 2016.
كان الأسبوع الأخير من حملة كلينتون الانتخابية قبل ثماني سنوات بمثابة سجادة حمراء حقيقية من الرموز الموسيقية والمشاهير. وكان آخر تجمع لها كمرشحة، وهو حدث محموم في ولاية كارولاينا الشمالية، تصدره جون بون جوفي وليدي غاغا. وتُوِّج آخر حدث لها مع أوباما بأداء سبرينغستين في “مول إندبندنس” في فيلادلفيا. وتوجت حملتها في ولاية أوهايو بأداء من جاي زي وبيونسيه في كليفلاند. وقبل ذلك بأيام فقط ملأت مدرج “بايفرونت بارك” في وسط مدينة ميامي بولاية فلوريدا بأداء لافت للنظر من جينيفر لوبيز.
“استمعنا للتو إلى جينيفر وهي تؤدي أغنية Let’s Get Loud. حسناً… يمكنكم التصويت مبكراً. لا تنتظروا يوماً آخر للتصويت”، صرخت كلينتون.
كلينتون ولوبيز
وقد غادرت حملة كلينتون كل ولاية من الولايات التي خاضت فيها المعركة الانتخابية وهي تشعر بأن الطاقة التي شعروا بها في هذا الحدث يمكن أن تحملهم إلى النصر. وبعد أيام، خسرت كلينتون ولايات كارولاينا الشمالية وبنسلفانيا وأوهايو وفلوريدا، وانتخب رجل الأعمال ترامب رئيساً.
اقرأ أيضاً: الولايات المتأرجحة… بيضة القبّان بين هاريس وترامب