عندما ودعته راحلا عبر أمواج النسيم، قلت له انطلق لم تعد ملكي الان، فقد غادرتني واستنشقت الهواء، وعليك ان تمشي زاحفا راجلا، راكبا مبحرا، ينتظرك مصير لا أدرى ما هو.. شعرت اني ودعت امرا قريبا من قلبي، عشت به سنوات وسنوات ، وامضيت فيه اياما وايام، وشغلني لساعات وساعات، زفرت وتنهدت لأستريح.. ذكرني بمشاعر مشابه عشتها ثلاث مرات، في كل رسالة علم كنت أقدمها لأنهي فيها مرحلة دراسية..
غادرني قليلا وعاد لي قائلا : انظري لقد لبست ثوبا جميلا وحملت عنوانا يليق بك وبوعيك الا تفرحي بي، وكعادتي في مثل تلك الحالات لا افرح بسرعة لأني اطلب الكمال، والكمال لله هو هدف ننشده ونسعى اليه، والفرح يحتاج لآخر تعيش معه اللحظة ويفرح معك ، لم يطل تأملي كثيرا، حملته وذهبت الى اخي الذي كان ينتظر قدومه بفارغ الصبر، فهو ابن اخته التي لم تلد، حمله تصفحه تأمله , اعجب به واثنى عليه اخراجا , ولإعجابه عندي كبير الأثر , فهو اخي الوحيد ولا غيره , وقال لي سأسهر عليه واحيطه حنانا .
سافرت في رحلتي البحرية وحملته معي فهو وليدي البكر، ولي هدف من ذلك ولا ادري ابدا من سيكون اول من يتناوله ممسكا وقارئا، قدمته هدية لمكتبة السفينة Costa Fortuna الإيطالية، ونحن في طريقنا بحرا الى برشلونة، ليبقى في مكتبتها لقارئ يعرف اللغة العربية , وكتبت عليه كلمات باللغة الفرنسية تظهر انه عملي الأول الذي لم يمض على ظهوره الشهر , وبنفس الوقت اهديت صديقتي العربية المنشأ التي كنت بصحبتها , وهي سيدة تتحدث الفرنسية وتلم ببعض اللغة العربية , قالت لي سأستعين بصديق يسمعني إياه .
عندما نقول عن الكتاب انه الوليد، فهو فعلا وليد، يحتاج للرعاية كي يكبر, وللدعاية كي ينتشر , ولمحبة قارئ يمسكه ويقرأه باهتمام , ويعي الوعي الذي نشدته , ولا بد من حديث طويل او قصير بعدها , كي اعلم انا امه , هل احسنت تربيته ؟ ام كان بها ما ينقصها من معرفة وحب واحترام علي الالمام بها كي احسن صنيعا واتقدم .
كتابي زار معرضا للكتاب في ليبيا -المكتبة الوطنية، بهدوء دون ضجيج اعلامي، في بلد ينشد السلام والاستقرار، ودخل في 6 تشرين الثاني (سبتمبر) معرض الشارقة الدولي للكتاب، وسيبقى هناك حتى 18 منه , فللراغبين بالاطلاع على الكتاب فضولا , ومعرفة وحبا واهتماما , زيارة المعرض في تلك الفترة وسنبقى على تواصل تحياتي وخالص الود
الكتاب صادر عن دار موزاييك للنشر وتجدونه في جناحها .
09. 11. 2024 جنيف
نادرة الحسامي