باتت الفصائل السورية المسلّحة، اليوم، على بُعد حوالي خمسة كيلومترات من أطراف مدينة حمص، ثالث كبرى مدن البلاد، وفق ما أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان”، بعد تقدّمها الى بلدتَين استراتيّجيتَين تقعان على الطريق الذي يربطها بمدينة حماة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة “فرانس برس”: “باتت هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها على بعد خمسة كيلومترات من أطراف مدينة حمص بعد سيطرتها على مدينتي الرستن وتلبيسة”.
وأوضح أنّه “من شأن سيطرة الفصائل على مدينة حمص أن تقطع الطريق الذي يربط دمشق بالساحل السوري”، معقل الأقلية العلوية التي تتحدر منها عائلة الرئيس بشار الأسد.
كما انسحب الجيش السوري وقادة مجموعات موالية لطهران اليوم “بشكل مفاجئ” من مدينة دير الزور في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد، في خطوة أعقبت خسائر ميدانية كبرى منيت بها دمشق في الأيام الأخيرة.
وقال عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: “انسحبت قوات النظام مع قادة مجموعات موالية لطهران بشكل مفاجئ من مدينة دير الزور وريفها باتجاه المنطقة الوسطى” في سوريا.
وقالت المعارضة السورية المسلّحة إنَّ مقاتليها سيطروا على مدينتي الرستن وتلبيسة بريف حمص الشمالي. كما أعلنت الدخول إلى بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص.
وتقع حمص على بعد حوالى 40 كيلومتراً جنوب مدينة حماة. ويلقبها ناشطون معارضون بـ”عاصمة الثورة”، بعدما شهدت كبرى التظاهرات الشعبية المناوئة للحكومة السورية في العام 2011.
في السياق، قال قائد “قوات سوريا الديموقراطية” المدعومة من الولايات المتحدة مظلوم عبدي إنَّ تنظيم “داعش” سيطر على بعض المناطق في شرق سوريا.
وذكر عبدي في مؤتمر صحافي أنه “بسبب أحدث التطورات، هناك تحركات متزايدة لمرتزقة “داعش” في البادية السورية وفي جنوب وغرب دير الزور وريف الرقة”، وهي مناطق في شرق سوريا.
الجيش السوري…
من جهته، أعلنت وزارة الدفاع السورية أن وحدات الجيش تقصف بالمدفعية وتشن غارات جوية بمؤازرة روسيا الداعمة لها، على تجمعات الفصائل المعارضة شمال مدينة حماة وجنوبها.
وأوردت الوزارة في بيان نقلاً عن مصدر عسكري: “قواتنا المسلحة تستهدف بنيران المدفعية والصواريخ والطيران الحربي السوري الروسي المشترك آليات المسلحين وتجمعاتهم على ريفي حماة الشمالي والجنوبي وتوقع في صفوفهم عشرات القتلى والمصابين وتدمر عدة آليات وعربات”.
في سياق متّصل، حذر وزير الخارجية السوري بسام الصبّاغ من أنّ “التطوّرات الحالية قد تُشكّل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة ككلّ”.
وفي وقت سابق، حضّت المعارضة المسلّحة الوحدات العسكرية التابعة للجيش السوري في حمص على الانشقاق الجماعي والتوجه نحو حماة.
وأشار المتحدث باسم غرفة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة السورية المسلحة حسن عبد الغني، عبر “تليغرام”، إلى أنه ستكون هناك في الأيام المقبلة “مفاجآت” ومحاور جديدة في ميدان المعركة، مضيفاً أن “حمص تترقب قدوم قواتنا”.
وبحسب تقارير صحافية، تحاول المعارضة السورية تأمين مدينة حلب وإعادة الخدمات إليها.
“حزب الله…
إلى ذلك، قال مصدران أمنيان لبنانيان كبيران لوكالة “رويترز” إنَّ حزب الله أرسل الليلة الماضية عدداً صغيراً من “القوات المشرفة” من لبنان إلى سوريا بهدف المساعدة في منع مقاتلي المعارضة من الاستيلاء على مدينة حمص ذات الأهمية الاستراتيجية.
ايران
بدوره، قال مسؤول إيراني كبير لرويترز اليوم إن إيران تعتزم إرسال صواريخ وطائرات مسيرة إلى سوريا وزيادة عدد مستشاريها العسكريين هناك لدعم الأسد.
وذكر المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته: “من المرجح أن طهران ستحتاج إرسال معدات عسكرية وصواريخ وطائرات مسيرة إلى سوريا… وقد اتخذت طهران كل الخطوات اللازمة لزيادة عدد مستشاريها العسكريين في سوريا ونشر قوات”.
وأضاف: “الآن، تقدم طهران دعما مخابراتيا ودعما يتعلق بالأقمار الاصطناعية لسوريا”.
“الإطاحة بالرئيس”
ومع التقدّم المستمرّ لعناصر “هيئة تحرير الشام” والفصائل المسلّحة، في مدن الشمال السوري، أجرت شبكة “سي أن أن” الأميركية حواراً حصريّاً مع زعيم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني، الذي أكد أنّ “الهدف من التحركات الأخيرة في سوريا وانتزاع مدينة رئيسية تلو أخرى من قبضة نظام بشار الأسد، هو في نهاية المطاف الإطاحة بالرئيس الاستبدادي بشار الأسد”.
وفي أول مقابلة إعلامية له منذ سنوات، في مكان غير معلوم في سوريا، تحدّث الجولاني عن “خطط لتشكيل حكومة قائمة على المؤسسات ومجلس يختاره الشعب”.
إلى ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إنَّه قصف ما سماه محاور نقل أسلحة قرب معابر بين سوريا ولبنان يستخدمها “حزب الله”.