يشهد واقع الدراما السورية وأهلها تحوّلاً هائلاً على غرار البلاد كلها في سوريا، عقب سقوط نظام الرئيس السوري بشار في لحظة عرّفها الفنان طارق مرعشلي في حديث لـ”النهار” بـ”كسر القيد”، مضيفاً: “الجرعة الكبيرة التي مدّنا بها الثوار والأحرار شحنتنا لنكون أقوياء لتحدّي ومجابهة المجهول وقول كلمة «لا» التي مُحيت من قاموس السوريين إلّا قلة منهم، والآن أصبحنا كثر”.
وأعرب مرعشلي عن أمنياته للمقبل من الأيام، في أن تصبح سوريا في مصاف الدول الناهضة المتقدمة في كل المجالات، موضحاً: “لأننا نملك الطاقات والموارد ولا ينقصنا حالياً إلّا التكاتف والمسامحة الذي حاول النظام السافر أن يفرّقنا عائلياً واجتماعياً على كلّ الصعد وزرع البغضاء والعداوة والحقد بين الإخوة، أتمنى أن يكون ما حصل درساً لنا تعلّمناه”.
ورغم طيّ صفحة الماضي، اعترف الممثل المنتمي إلى عائلة فنية بامتياز بشيء من الخوف: إذا قلت بأنني لست خائفاً فأنا أكذب فعلاً، ليس من السهل بعد 54 عاماً في سجنٍ مظلم محروماً فيه من حقوقي، أن تطلب منّي أن افتح عينيّ للشمس فوراً بعد خروجي، المجهول مرعب وهذه الفوضى بعد الثورة مرعبة ولو أنّها آنية. تجديد الثقة حالياً أمر صعب على الجميع ولكنه ليس مستحيلاً”.
ورداً على سؤال حول موجة من تخوين عدد من الفنانين بسبب تأييدهم النظام السابق في مرحلة حكمه، أجاب مرعشلي: “أنحاز لطرف المتألّمين إذ عانوا الكثير، لذا أطلب من الزملاء الصبر والتحمّل لأنّ الغفران ليس سهلاً بعد ما جرى، فمن حقهم أن يعبّروا عن غضبهم ممّن صمت أو دافع”.
وفي المقابل أشار إلى أنّ الفنانين الذين ظلوا في الداخل السوري لم يكونوا في غالبيتهم منعمين ولا مرتاحين، كما هي الحال أيضاً بمن كان في الخارج. وتابع برسالة شخصية: “لا يسعني أنا عن نفسي إلّا أن أعتذر مع أرجحية عدم فائدته، ولكن أعتذر من دمعة كلّ من ظُلم، أعتذر منك يا سوريا… وتقبّلوا من زملائي اعتذارهم أيضاً عاشت سوريا حرة يداً واحدة وشعباً واحداً”.
الكلمات الدالة