يؤكّد مصدر ديبلوماسي رفيع، رفض كشف هويته، لـ”النهار”، أنّ “الفكرة يجري نقاشها بين مصر والأردن والسعودية والإمارات، لكن ليس ثمة تصوّر نهائي بهذا الخصوص بعد، خاصة وأنّ عقبات كثيرة يمكن أن تعترضها، أبرزها عدم موافقة حماس عليها”.
لا يزال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مصرّاً على “تحقيق الرؤية الجريئة” للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزّة، والتي باتت تُعرف بـ”ريفييرا ترامب”، هذا ما أكّده مجدداً أمس الأحد عندما تحدّث عقب لقائه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن “استراتيجية مشتركة” مع واشنطن لضمان تحقيق هذه الخطة، في حين بدأت وسائل إعلام عبرية تتحدّث عن وجهة جديدة ممكنة لتهجير الفلسطينيين إليها، وهي سوريا، بدلاً من مصر والأردن والسعودية التي رفضت هكذا طرح.
وفي حين لا يزال مصير اللقاء الذي كان منتظراً بين ترامب والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مبهماً، مع تسريبات تقول إنّ الأخير يرفض زيارة البيت الأبيض إذا كان جدول الأعمال يشمل خطة الرئيس الأميركي لتهجير أهالي غزة، وبانتظار موعد القمّة العربية الطارئة في القاهرة في 27 شباط/فبراير الجاري، التي من المرتقب أن يجري خلالها التصديق على الخطة العربية البديلة بشأن غزة، إذ يجري نقاشها بين عدد من الدول العربية دون الإفصاح حتى الآن عن مضمونها، برزت إشارات عن اتجاه لتضمين هذا الحلّ إقصاء حركة “حماس” بشكل كلّي، إن كان على صعيد المشاركة في حكم القطاع أو بما يخص عملها العسكري.
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربيّة أحمد أبو الغيط ألمح إلى ذلك قبل أيام عندما تحدّث عن “تنحّي حماس إذا اقتضت المصلحة الفلسطينيّة ذلك”، وأشاد مستشار الرئيس الإماراتي أنور قرقاش بفكرة أبو الغيط ووصفها بـ”العقلانية”.
ويقول مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير جمال بيومي، لـ”النهار”، إنّه “يتفق تماماً” مع مقترح أبو الغيط.
ويضيف: “لدينا في الموقف العربي ثقبان، الأول هو حماس في غزة، لأنها سلطة غير شرعية استولت على الحكم في القطاع، وتُعلن صراحة أنّ هدفها ليس فلسطين ولكن إقامة إمارة إسلامية، وقد بدأت حرباً لم تستشرنا فيها. والثاني هو حزب الله في جنوب لبنان، الذي قام بحرب خاصة به مع إسرائيل وورط الدولة كلها”.
ويتابع: “لا مانع من أن نحارب إسرائيل، ولكن يجب أن نتفق أولاً، لا أن تخرج حركة صغيرة وتحتكر قراراً خطيراً كهذا. لذا أنا مع أن تتنحى حماس إذا كانت تريد مصلحة بلدها، ليأتي وجه جديد يستطيع التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية”.
ويؤكّد مصدر ديبلوماسي رفيع، رفض كشف هويته، لـ”النهار”، أنّ “الفكرة يجري نقاشها بين مصر والأردن والسعودية والإمارات، لكن ليس ثمة تصوّر نهائي بهذا الخصوص بعد، خاصة وأنّ عقبات كثيرة يمكن أن تعترضها، أبرزها عدم موافقة حماس عليها”.
بدوره، يقول ديبلوماسي أردني لـ”النهار”: “كي تكون الخطة العربية ذات جدوى ومقنعة لترامب وإدارته، لا بد أن يتم إزاحة حماس عن سلطة غزة أو على الأقل واجهة تلك السلطة”، مستدركاً أن “المشاورات العربية ستركز على إيجاد صيغة لإدارة القطاع سياسياً وأمنياً تكون مقبولة لدى جميع الأطراف بما فيها حماس”.
ويقرّ الديبلوماسي الأردني بأن “حكم القطاع يعد أحد أبرز الملفات المعقدة والشائكة، خصوصاً إذا ما تمسكت حماس بشروط يصعب تنفيذها”، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن “مصر وقطر ستلعبان دوراً أساسياً ومهماً في الحوار والتشاور مع الحركة والضغط عليها”.
أما “حماس”، فتقول من جهتها إنها “لم تتلق أي اقتراح رسمي” من جامعة الدول العربية أو الوسطاء بشأن تنحيها عن الحكم.
ويشدّد المتحدث باسم الحركة وليد الكيلاني، في اتصال مع “النهار”، على أنّ “ما لم يستطع العدو الإسرائيلي تحقيقه في الميدان، أي القضاء على حماس، لن يستطيع أن يناله في السياسة”، معتبراً أنّ ما يجري تداوله “ليست فكرة خارج الصندوق، إنما خارج العقل والمنطق”، ومتسائلاً: “مقابل ماذا يمكن أن نوافق على التنحي جانباً؟ هل ستوقف إسرائيل اعتداءاتها وتتخلى عن أطماعها التوسعية إذا فعلنا ذلك؟”.
ويضيف: “حماس فكرة، لا يمكن إزالتها، والمقاومة كانت قبل الحركة وستستمرّ بعدها حتى لو وافقت عن التخلي عنها”.