يصوغ الإغريق والرومان الطريقة التي سيتكلم بها المنظرون السياسيون في بواكير الحداثة الغربية عن القوانين والمؤسسات والحكم الجمهوري
ملخص
صدر حديثاً لدان إيدلشتاين، أستاذ اللغة الفرنسية والعلوم السياسية والتاريخ بجامعة ستانفورد، كتاب في هذا الموضوع عنوانه “الثورة القادمة: تاريخ الفكرة من ثوقيديدس إلى لينين” في أكثر من 430 صفحة، والكتاب بحسب ما يوجزه جون إيكنبيري في “فورين أفيرز” في الـ22 من أبريل (نيسان) 2025 جولة واسعة يجترئ فيها إيدلشتاين على العصور العتيقة والحديثة معاً، متعقباً تطور فكرة الثورة سياسياً، راصداً فهم المفكرين القدامى ثم المحدثين لها.
الثورة كما في بعض القواميس السياسية هي محاولة عنيفة في العادة، يقوم بها كثير من الناس لإنهاء حكم معين وبدء حكم جديد، وقد تجدون إسهاباً أكثر في الموسوعات، كأن تقول موسوعة ستانفورد للفلسفة، في أولى فقرات ما فيها عن الثورة، إن الثورات لحظات تحول تتسم بتغير عميق وسريع في النظام السياسي، تتحقق باستعمال القوة لا التوافق أو الإجراءات القانونية، وغالباً ما تتسم ردود الفعل المعنوية عليها إما بالتناقض أو بالاستقطاب الشديد.
ومن ناحية تعد الثورات بأن تكون محركات قوية لتقدم معنوي، وبأن تتيح لمجتمع ما فرصة القضاء على نظام اجتماعي قمعي وإتاحة فرصة لتأسيس نظام أفضل.
وتمثل الثورات مخاطرة بتفكيك عرى نسيج المجتمع والتحول إلى صراعات دامية وطويلة لا تسفر إلا عن تنصيب نظام قمعي جديد، أما لدى ملايين المشاركين في الثورات فثمة قصائد بدلاً من التعريفات، وقلوب مكسورة بدلاً من التأريخ، وحطام حلم بمستقبل لم يتحقق، وصمت تصعب ترجمته إلى خيبة أمل ساحقة، إلا على ثائر متقاعد.
وقد صدر حديثاً لدان إيدلشتاين، أستاذ اللغة الفرنسية والعلوم السياسية والتاريخ بجامعة ستانفورد، كتاب في هذا الموضوع عنوانه “الثورة القادمة: تاريخ الفكرة من ثوقيديدس إلى لينين” في أكثر من 430 صفحة.
والكتاب بحسب ما يوجزه جون إيكنبيري في “فورين أفيرز” في الـ22 من أبريل (نيسان) 2025 جولة واسعة يجترئ فيها إيدلشتاين على العصور العتيقة والحديثة معاً، متعقباً تطور فكرة الثورة سياسياً، راصداً فهم المفكرين القدامى ثم المحدثين لها.
وبطبيعة الحال، يلعب مفكرو الإغريق والرومان أدواراً كبيرة في هذا السرد، إذ يصوغون الطريقة التي سيتكلم بها المنظرون السياسيون في بواكير الحداثة في الغرب عن القوانين والمؤسسات والحكم الجمهوري.
يذهب إيدلشتاين إلى أن “الثورة ظلت حتى القرن الـ18 تعد تغييراً سياسياً ’تخريبياً‘ يحسن اجتنابه من خلال حسن تصميم المؤسسات السياسية، ثم وقع تحول كبير مع الثورة الفرنسية التي تسببت في نشوء الرؤية ’الحديثة‘ للاضطرابات السياسية بوصفها مطية للتطور والتقدم الإنساني، وفي القرن الـ20 تغير الفكر السياسي المتعلق بالثورة مجدداً مع مجيء البلاشفة في روسيا وما ترتب عليه من عنف وقمع”.
ويلقي إيدلشتاين الضوء على “المأزق الأساسي الكامن في قلب الثورات العتيقة والحديثة، وهو أن الصراعات الاجتماعية التي تطلق شرارة الاضطراب السياسي لا تختفي في أعقاب الثورة، حتى وإن اكتسحت الثورة المؤسسات السياسية الواجب اكتساحها لتعزيز التوافق والإجماع”.
غير أن هذه الجولة الكبيرة التي يجترئ عليها إيدلشتاين، على حد تعبير جون إيكنبيري، تبدأ بداية غريبة، إذ يستهل الرجل كتابه بطرفة: بينما يغادر العمال أحد مصانع نيوروك إذا بقيادي شيوعي واقف على رصيف يخطب فيهم قائلاً “يا أيها الرفاق، ألم تسأموا من الكدح من أجل أن يكسب الآخرون؟ لماذا لا تضاهي أجوركم العمل الحقيقي الذي تقومون به كل يوم؟ ألستم تستحقون خيراً من هذا؟”، فصاح بعض العمال: موافقون، وقال “لماذا إذاً لا تنضمون إلينا أيها الرفاق في كفاحنا من أجل الثورة؟ إذا قامت الثورة، سيكف الأثرياء عن سرقة الفقراء، وسيمتلك العمال المصانع، وسيأكل كل منا الفراولة والقشدة”، فقال له قائل من الحشد: “وماذا لو أنني لا أحب الفراولة والقشدة؟”، فنظر القيادي إلى السائل وقال في برود “إذا قامت الثورة، لن يجرؤ أحد ألا يحب الفراولة والقشدة”.
يكتب إيدلشتاين “عرفت هذه الطرفة من أبي الذي سمعها من أبيه، معلم التاريخ المحافظ في مدرسة ثانوية في الحقبة المكارثية، وعلى رغم أن الطرفة معادية بوضوح للشيوعية وللثورة، فهي تصلح نافذة للنظر إلى تاريخ الثورة، وهي ابتداء تلفت أنظارنا إلى فارق مهم في طريقة فهم الثورة على مدار الزمن، فلو كانت هذه الطرفة ألقيت في شوارع نيويورك في سبعينيات القرن الـ18 لما كان لها معنى، لأنه ما كان لمستعمر أميركي يكافح البريطانيين أن يتخيل أن ذوقه في الفاكهة والألبان قد يتأثر بأية صورة بنتيجة ذلك الكفاح، ولكن جواب القيادي الشيوعي لم يصبح طريفاً إلا بعد لحظة معينة من التاريح اكتسبت فيها كلمة ’الثورة‘ معنى مختلفاً عما كان لها عام 1776”.
“وتلقي الطرفة أيضاً الضوء على فهم أحدث للثورة، فلو أننا نزعنا عن خاتمة الطرفة طرافتها لبقي لنا ما بات يؤمن به كثيرون، وهو أن قيام الثورة سيرغم الجميع على التوصل إلى اتفاق، فتتلاشى اختلافات الرأي، وذلك في ما يتعلق بمواضيع أقل تفاهة من الفاكهة، فالثورة لن تحسن حياة الناس وحسب، لكنها ستعكس توافقاً على ماهية الحياة الحسنة نفسها، وببساطة إذا قامت الثورة سيتعين على الجميع أن يوافقوا على أن الفراولة والقشدة هما الحلوى الوحيدة لنا”، وفق ما ذكر الكتاب.
وتابع “وبالطبع يكمن سر طرافة الطرفة في أن الأمور لا تسير على هذا النحو، فإذا قامت الثورة سيتفق الناس على بعض الأمور، لكنهم لن يتفقوا عليها جميعاً، وفي غالب المجتمعات لا تمثل هذه الاختلافات مشكلة، فنحن لا نتوقع أن تكون للساسة من مختلف الأحزاب رؤى واحدة في كل القضايا، والدول الديمقراطية التعددية، بحكم تعريفها، تؤمن بتعددية الرأي، أما الحكومات الثورية فلا تشترك معها في هذا، والمعنى الضمني الآثم في إجابة القيادي الشيوعي هي أنه إذا قامت الثورة فإنها سترغم من لا يحب الفراولة والقشدة على حبهما، وإلا لدفع الثمن”.
ليست الثورة، وفق هذا الفهم، نقيضاً للجمود أو الركود، لكنها نقيض للديمقراطية، وليست وعداً بتغيير إلى الأفضل ونقض للأوضاع الجائرة بهدف إحلال العدل والمساواة، لكنها نذير أكيد بطغيان قادم.
والطرفة التي يرويها إيدلشتاين لا تفسر بحسب قوله السبب الذي يجعل مغبة الاختلاف هي العنف، ولا تقدم تفسيراً للارتباط بين الثورة والقهر، “فهذا دور التاريخ لا الكوميديا، لكن الطرفة تؤطر بعض الألغاز الكبيرة في العصر الحديث، فكيف ومتى أصبحت الثورات حلاً للمشكلات الاجتماعية؟ وما الذي منعها من القيام بهذا الدور في العصور الأولى؟ ولماذا تفضي حركات سياسية متجذرة في التفاؤلية والإنسانوية غالباً إلى القهر والسجن والموت؟ وهذه بعض الأسئلة التي أعالجها في هذا الكتاب الذي يؤرخ لفكرة الثورة”.
وللإيضاح يقول يدلشتاين “ليس الكتاب تاريخاً للثورات، وإن ظهر كثير منها في فصوله، ولكن الثورات التي أناقشها موجودة بالأساس لإيضاح كيفية تطور (أو عدم تطور) فكرة الثورة في خضم التغيرات السياسية، والفصول الأخيرة بالذات تتعقب كيفية تشكل فكرة الثورة في العصر الحديث وهي الفكرة التي نشأت بحسب ما أرى في أواسط القرن الـ18 وكيفية تشكيلها للثورات التالية، ابتداء بعام 1789”.
كيف صنعت وسائل التواصل أرشيف الثورة السورية؟
بروتوكول الثورات… منعطفات على خريطة سقوط دمشق
ثورات وتيارات تقتل الثقافة والأدب
يكتب جيفري كولينز في استعراضه للكتاب في “وول ستريت جورنال” في السادس من يونيو (حزيران) 2025 أنه “غالباً ما يشار إلى التاسع من ديسمبر (كانون الأول) 1799 الموافق الـ18 من شهر برومير في تقويم الثورة الفرنسية، باعتباره يوم نهاية الثورة الفرنسية، ففيه قام نابليون بونابرت بتدبير حل اللجنة التنفيذية للجمهورية الفرنسية، وفي اليوم التالي دخل غرفة البرلمان الفرنسي الصغرى مصحوباً بحرس عسكري، فصاح النواب وقد تبينوا أنه قام بانقلاب وهتفوا ’ليسقط الدكتاتور‘، وقسوا على الجنرال العظيم حتى انسحب، ثم سرعان ما أخلت القوات غرفة البرلمان، وتم إعلان نابليون قنصلاً أول ذا صلاحيات واسعة، وأعقب ذلك دستور جديد قائم، بحسب ما قال أحد كتابه وهو الأب سييس، على مبدأ أن ’السلطة تأتي من أعلى بينما تأتي الثقة من أسفل‘، وعلق الأب سييس على هذا النظام الجديد بقوله ’أيها السادة، لقد بات لدينا الآن سيد‘”.
يذهب دان إيدلشتاين إلى أن الـ18 من برومير “لم ينه الثورة الفرنسية ولكنه أكملها، إذ إن ’الاستبدادية من أوضح سمات‘ الثورات، وكان نابليون نموذجاً لها، وأعقبه موكب كئيب من الخلفاء منهم ’ستالين وماو وكاسترو وهو تشين منه وبول بوت والخميني‘، وهؤلاء الطغاة، في رواية إيدلشتاين، ليسوا منتمين إلى الثورات المضادة إنما هم ثوريون بارزون، وهم الحل لمعضلة يطلق عليها ’المشكلة البنيوية في الثورات الحديثة‘، هذه المشكلة تتمثل على وجه التحديد في طبيعة التطور التاريخي المقدر لأية ثورة، فكتاب ’الثورة القادمة‘ تاريخ ثقافي محكم للمشروع الثوري الحديث، يسعى إلى تفسير نزوع الثورة إلى المجازر وانتهائها الحتمي إلى الطغيان”.
يرى إيدلشتاين أن فهم الثورة الحديث ظهر متأخراً، خلال فترة عصر التنوير والثورة الفرنسية، أما الاضطربات السياسية والاجتماعية العنيفة التي تسم الثورات فهي أقدم من ذلك كثيراً، والاضطرابات في ذاتها لا تثير إيدلشتاين، وإنما يثيره نزوع المحدثين إلى تقييمها تقييماً إيجابياً، وحسبانهم لها مراحل صعود في التاريخ، والوضع لم يكن كذلك بالنسبة إلى الإغريق القدامي، ولألف عام بعدهم، إذ “كان الاضطراب السياسي الثوري يعد مرضاً مزمناً يتكرر في دورات التاريخ، ولا يسفر إلا عن معاناة عديمة المعنى، ومن أمثلة ذلك حرب أهلية نشبت في مدينة كورسيرا القديمة في القرن الخامس قبل الميلاد وأرخها المؤرخ الإغريقي ثوقيديدس، وفي تلك الحرب انخرطت الفصائل الأوليغاركية والديمقراطية في مجازر غير مسبوقة وكتب ثوقيديدس أن ’الجرأة المتهورة‘ و’العنف المتعصب‘ باتا ’يعدان شجاعة‘، وبات التسامح ’ستاراً للضعف‘، وجاء بعد ذلك سفك مريع للدماء دونما أمل في تحقيق إنجاز كبير في ما يتعلق بالعدالة أو التقدم”.
يكتب إيدلشتاين أن القدماء رأوا الدولة في حالة الثورة “دولة منحرفة، وجحيماً اجتماعياً لا تبقى فيه زخارف المجتمع إلا لتخفي العنف والجشع الجامحين والحاكمين حقاً للعلاقات الإنسانية”، والثورات بالنسبة إليهم طفرات كارثية عديمة الغاية، لا تضيف على أحوال الناس إلا الشقاء، وعليه فقد سعى الفلاسفة من أمثال أرسطو إلى “ترتيب الحكم لمقاومة الثورة قدر المستطاع”، فالظاهر أن القدماء كانوا يعنون بالثورة ما نفهمه نحن من الشغب أو الفتنة، أي الهبات الغوغائية التي لا غاية لها غير النهب أو التخريب وما إلى ذلك.
“كان المؤرخ الإغريقي بوليبيوس من أشد المعجبين بروما القديمة، ومناصراً لقطع الطريق على دورات العنف في صراع الطبقات، وذلك عبر دستور يوازن السلطة سواء بين الطبقات الاجتماعية أو بين مختلف أجنحة الحكم، وخلص إلى أن اقتسام السيادة قد يحول دون وقوع الثورة، ويستكشف إيدلشتاين ببراعة التأثير الممتد لدستورية بوليبيوس في المفكرين من شيشيرو وحتى مكيافيلي ولوك، فبعد ثورة بريطانيا في القرن الـ17 أصبحت ملكيتها البرلمانية المختلطة هي النموذج الأحظى بالإعجاب للنظام البوليبيوسي الملائم للعصر التجاري”، وفق ما كتب كولينز.
يذهب إيدلشتاين، بحسب كولينز، إلى أن الفلاسفة الفرنسيين كانوا أول من استبدل برؤية الثورة باعتبارها تخريباً رؤيتها باعتبارها تحسيناً وتطويراً، فقد أقام فولتير وتورغو وكوندورسيه إيماناً مثالياً بالتحسين البشري التراكمي، وهم الذين طرحوا الاعتقاد بأن التاريخ يتقدم وأن بالإمكان التغلب على “قبضة الظلم الحديدية” على حد تعبير إيدلشتاين، وصارت التقاليد والعادات تعد سطوة من الموتى على الأحياء، وبات يرجى أن تذوب الطبقات الاجتماعية تحت شمس المستقبل.
“والأمر الأساس هو أن أولئك المفكرين أنموا الثقة في مقدرة الدولة المركزية على العمل بوصفها محركاً للإصلاح، وأبدوا ازدراء للدستورية المتوازنة الحذرة، أي أن زمن بوليبيوس انتهى، لصالح دولة تعمل بإرادة واحدة، وتمثل أداة الجماهير وبشارة المستقبل المشرق، إذ كتب إيدلشتاين أن ’الثورات الحديثة تتوق إلى اللوياثان‘، وتدين لتوماس هوبز عدو الدساتير المختلطة العتيد والمدافع عن الحكم المطلق، ديناً يفوق ما نحب أن نعترف به”.
“يقسم الكتاب ’عصر الثورات الديمقراطية‘ المحتفى به كثيراً إلى قسمين، قسم الثورة الفرنسية التي جسدت ثقة جديدة في التقدم التاريخي والحماسة للسلطة المطلقة، وكانت روحها الهادية كما كتب إيدلشتاين تتمثل في فولتير المتعصب للطغاة المستنيرين وليس روسو المتطرف في ديمقراطيته، ويبرز في هذا القسم نابليون بوصفه وريث فريدريك الكبير: فهو مستبد، ولكن ثوريته لا تقل عن استبداده”.
“وقسم الثورة الأميركية التي نشأت كما يرى إيدلشتاين من تراث الدستورية المختلطة البريطاني، ومما يطلق عليه ’المحافظة المتطرفة‘، فلم يكن ما ’رغب فيه الأميركيون‘ هو تغيير عالمهم وإنما ’المحافظة على الدولة‘، وكان الآباء المؤسسون آدمز وماديسون وهاملتن يرون في الديمقراطية الخالصة وفي الثورة تهديدين، فسعى الدستور الأميركي من ثم إلى إدارة صراع الطبقات والموازنة بين سلطات الحكم سواء على مستوى الولايات أم على مستوى الحكومة المركزية، فكان الأميركيون بحسب إيدلشتاين هم آخر أتباع بوليبيوس”.
ومن بين هذين القسمين الكبيرين “يقسو كتاب ’الثورة القادمة‘ أكثر ما يقسو على الثورات الحديثة فرنسية الميل، إذ يفضح إيدلشتاين الطغيان والعنف الوحشي اللذين يمثلان وصمة لهذا التراث الثوري، ويصر أن الانتصار للتقدم التاريخي أمر، وإرغام الناس على الإجماع على طبيعة التقدم أمر آخر”.
غير أن المشكلة في فهم إيدلشتاين للثورة، أو سوء فهمه بالأحرى، ينبع من رؤية الثورة باعتبارها حدثاً سريعاً، وفاصلاً قاطعاً بين عهدين ونظامين، ولا مانع من أن تكون الثورة كذلك، لكن ما المانع أن تكون في نسخ أخرى بداية حالة طويلة من العصف والتفكير؟ لماذا ينبغي أن تكون نهاراً واضحاً بعد ليل واضح ولا يمكن أن تكون شفقاً، قد يطول وقد يقصر، لكنه في كل الحالات وعد بنهار جديد؟
عنوان الكتاب: The Revolution to Come: A History of an Idea from Thucydides to Lenin
تأليف: Dan Edelstein
الناشر: Princeton University Press