كشفت “دايلي ميل” أن المئات من قوات النخبة البريطانية يتدربون في لبنان على عمليات إنقاذ بريطانيين محاصرين في مناطق حروب في الشرق الأوسط. ومن مهام قوات رينجرز، التي تشكلت قبل عامين فقط، القيام بعملية جسر جوي مدعومة من سلاح الجو الملكي.
وأكد رئيس الأركان العامة، الجنرال السير باتريك ساندرز، أن القوات البريطانية كانت “تتدرب على سيناريوهات لعمليات استخراج غير قتالية” في أنحاء من منطقة الشرق الأوسط.
وتشمل السيناريوهات إنقاذ بريطانيين محاصرين في غزة منذ أن أعلنت إسرائيل الحرب على حركة “حماس” بعدهجوم اكتوبر (تشرين الأول) والذي قتل أكثر من 1400 شخص.
وبحسب “دايلي ميل”، لا تزال المخاوف قائمة من قيام “حماس” باستخدام المواطنين الأجانب والبريطانيين وحاملي جوازات السفر الأميركية كدروع بشرية. وهناك أيضاً خطر وقوع البريطانيين في دول مثل لبنان كرهائن من قبل جماعات مثل “حزب الله” المدعوم من إيران.
يذكر أنه على رغم فتح معبر رفح من غزة إلى مصر جزئياً، لم يتمكن العديد من مواطني المملكة المتحدة من الخروج.
وقال الجنرال السير باتريك للنواب البريطانيين أول من أمس: “من الواضح أن هناك احتمالاً، إذا اتسع نطاق الصراع، للقيام بعملية إخراج غير مقاتلة. نحن نجهز أنفسنا لذلك”، مضيفاً “نستغل الشبكة [العلاقات] التي لدينا، لذلك، على سبيل المثال، لدينا قوات العمليات الخاصة لدينا، الرينجرز، في لبنان. لقد أقاموا علاقة وثيقة للغاية مع القوات المسلحة اللبنانية”.
وأوضح “وهذا يوفر لنا رؤية أوضح لعملية صنع القرار اللبنانية وتأثيراً عليها ومتابعة الأمور من الجانب الآخر من الحدود الشمالية وهو ما يهم إسرائيل بشكل واضح”.
وأضاف أن المملكة المتحدة تسعى أيضاً إلى طمأنة دول شريكة والاستعداد لعمليات إنسانية مثل إنشاء مستشفيات ميدانية وتوصيل مساعدات إنسانية.
وشدد الجنرال السير باتريك على أنه من غير المرجح أن “تنجر القوات البريطانية إلى القتال أو الصراع” بشكل مباشر، وأن المخططين العسكريين “سيسعون إلى تجنب ذلك”. ويمكن إقامة جسر جوي إلى جانب قوات الهجوم الجوي اللبنانية التي تدربت مع القوات البريطانية المحمولة جواً.
وقال الجنرال السير باتريك أمام لجنة الدفاع بمجلس العموم إن وجود القوات البريطانية بالقرب من إسرائيل يهدف أيضاً إلى “ردع” إيران عن الدخول في الصراع مباشرة.
يُذكر أن تجنيد الرينجرز يجري من جميع أقسام الجيش البريطاني بناءً على ذكائهم العاطفي واعتمادهم على أنفسهم. وتوكل إليهم أدوار سرية في المناطق غير المستقرة من العالم.
وكان لبنان والمملكة المتحدة قد أجريا مناورة عسكرية في سبتمبر (أيلول) الماضي هي الأولى من نوعها شارك فيها اللواء المظلي 16 في الجيش البريطاني والفوج المجوقل والقوات الجوية في الجيش اللبناني، واستمر التدريب الذي سمي “بيغاسوس-سيدر” لمدة 10 أيام وحاكى عمليات دهم وتدمير خلايا إرهابية متحصنة في مناطق جبلية وعرة، وعمليات إنزال ومهمات تدريبية خاصة.
وعلق السفير البريطاني في لبنان، هايمش كاول، حينها على المناسبة بالقول: “إن تمرين ’بيغاسوس-سيدار‘ هو لحظة تاريخية في شراكتنا القوية والدائمة مع الجيش اللبناني. وهذه هي المرة الأولى في الذاكرة الحديثة التي تشارك فيها القوات البريطانية في مناورات مشتركة مع نظرائهم اللبنانيين على الأراضي اللبنانية”.
ونصحت وزارة الخارجية البريطانية في منتصف الشهر الماضي (18 أكتوبر)، مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان على الإطلاق بسبب الأخطار المرتبطة بالصراع الدائر بين إسرائيل والفلسطينيين، كما شجعت مواطنيها الموجودين في لبنان على مغادرة البلاد “بينما لا تزال خيارات [الرحلات] التجارية متاحة”.