ملخص
في الأيام الأخيرة أعلنت إيرلندا أنها تواجه تدفقاً للمهاجرين من المملكة المتحدة ملقية باللوم في هذا السياق على سياسة الهجرة التي تنتهجها جارتها.
رحلت المملكة المتحدة، أول من أمس الإثنين، إلى رواندا طالب لجوء في أول عملية من نوعها، وذلك في إطار برنامج للترحيل الطوعي لمهاجرين رفضت طلبات لجوء تقدموا بها، وفق ما أفادت، أمس الثلاثاء، وسائل إعلام بريطانية.
في الأسبوع الماضي، تبنت الحكومة البريطانية قانوناً مثيراً للجدل يتيح لها أن ترحل إلى رواندا ترحيل مهاجرين دخلوا البلاد بصورة غير نظامية. والرجل الذي غادر، أول من أمس الإثنين، المملكة المتحدة كان قد وافق على المغادرة إلى كيغالي بعدما رُفض طلب اللجوء الذي تقدم به، وفق وسائل إعلام بريطانية.
وأفادت صحيفة “تايمز” نقلاً عن مصادر حكومية أن الرجل وافق على أن يرحل لقاء مبلغ قدره ثلاثة آلاف جنيه إسترليني (نحو 3,7 آلاف دولار). ولم تؤكد وزارة الداخلية هذه المعلومات.
لكن متحدثاً باسم الحكومة قال “نحن حالياً مخولون ترحيل طالبي لجوء إلى رواندا في إطار شراكتنا في مجالي الهجرة والتنمية الاقتصادية”. وأضاف “يتيح هذا الاتفاق لأشخاص لا يحملون صفة مهاجرين إلى المملكة المتحدة أن يتم نقلهم إلى بلد آمن ثالث حيث تتم مساعدتهم في إعادة بناء حياتهم”.
وأعلنت الحكومة البريطانية، أمس الثلاثاء، إمكان ترحيل مجموعة محددة من طالبي اللجوء إلى رواندا تضم 5700 شخص “بحلول نهاية العام”، بعد إقرار القانون الذي يهدف إلى منع عبور المانش بطريقة غير نظامية.
وبموجب هذا النص الذي اعتمده البرلمان، الثلاثاء قبل الماضي، وحصل على موافقة ملكية الجمعة الماضي، تعتزم حكومة ريشي سوناك المحافظة بدء عمليات طرد هؤلاء المهاجرين غير النظاميين بحلول يوليو (تموز).
واختير هؤلاء من بين 57 ألف شخص وصلوا عبر المانش إلى المملكة المتحدة بطريقة غير قانونية، بين بداية يناير (كانون الثاني) ونهاية يونيو (حزيران) 2023، وفقاً لتعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام رسمية.
وقالت وزيرة الصحة فيكتوريا أتكينز لمحطة “سكاي نيوز” متحدثة باسم الحكومة، صباح الثلاثاء، “نعتزم ترحيل (هذه المجموعة) بحلول نهاية العام”.
من جهتها قالت وزارة الداخلية في وثيقتها، إنه من بين طالبي اللجوء الـ5700 المستهدفين “يستمر 2143 شخصاً بالتواصل مع وزارة الداخلية، ويمكن اختيارهم لاحقاً بهدف توقيفهم” استعداداً لترحيلهم.
من جهتها أكدت وزارة الصحة أن الحكومة تعمل على تحديد مكان الآخرين، وقالت “نريد أن تكون الرسالة واضحة للغاية، سيعثر عليهم وسيرحلون”.
وفي الأيام الأخيرة، أعلنت إيرلندا أنها تواجه تدفقاً للمهاجرين من المملكة المتحدة، ملقية باللوم في هذا السياق على سياسة الهجرة التي تنتهجها جارتها.
ويهدف القانون الجديد المستند إلى معاهدة بين كيغالي ولندن، إلى ترحيل المهاجرين الذين وصلوا بشكل غير نظامي من بريطانيا إلى رواندا، التي ستقوم بدرس طلب اللجوء الخاص بهم. ومهما كانت النتيجة، فلن يتمكنوا من العودة للمملكة المتحدة.
وينص القانون على أن رواندا بلد آمن، وعلى أن الحكومة البريطانية ستكون قادرة على تجاوز أوامر قانونية قد تصدر عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي تهدف إلى منع عمليات الترحيل.