مع بدء انتخابات البرلمان الأوروبي يقول سياسي يساري ألماني إن استطلاعات الرأي أظهرت عزوف أكثر من 40% من مواطني البلد عن المشاركة في الانتخابات، بينما يقول عضو في الديمقراطي الاشتراكي السويدي “يجب أن يشارك الكورد القاطنون في أوروبا”.
بدأت اليوم (6 حزيران 2024) انتخابات البرلمان الأوروبي التي ستستمر حتى التاسع من هذا الشهر في 27 دولة، ويحق لثلاثمائة مليون شخص المشاركة فيها لكن يقال إن الحملات الانتخابية تميزت بالفتور.
مراسل شبكة رووداو الإعلامية في مدينة كولن الألمانية، قال لدى مشاركته في برنامج دياسبورا إن طريقة المشاركة في الحملة الانتخابية اختلفت من بلد إلى آخر “ففي ألمانيا لا تمتاز الحملات الانتخابية بحماسة حملات انتخابات البرلمان الاتحادي وبرلمانات الأقاليم”.
وعزا ذلك إلى كون ألمانيا دائرة انتخابية واحدة في انتخابات البرلمان الأوروبي ويجري التصويت لقوائم الأحزاب فقط، بينما في انتخابات البرلمان الاتحادي والأقاليم هناك دوائر عديدة تبلغ نحو 299 دائرة والمنافسة أكثر شدة.
وأشار زنار شينو إلى أنه “بحسب تسلسل الأسماء في القوائم، فإن كل حزب يحصل على مقاعد برلمانية في بروكسل بحسب عدد الأصوات التي فاز بها”.
يتكون البرلمان الأوروبي من 720 مقعداً، ولألمانيا 96 من تلك المقاعد، وحسب زنار شينو فإن ست دول فقط ستشهد الانتخابات في 6 و7 و8 من هذا الشهر، بينما بقية الدول ستنتخب في 9 منه.
وقام فريق رووداو اليوم بتغطية الانتخابات في هولندا، حيث أن هولندا وإستونيا أول دولتين تجرى فيهما انتخابات البرلمان الأوروبي.
توجد في السويد وألمانيا ثلاث مرشحات كورديات، أفين إنجير وديانة غفور من قائمة الاشتراكيين الديمقراطيين في السويد وأوزلم دمير من قائمة اليسار في ألمانيا.
اليسار الألماني هو الوحيد الذي لديه مرشحين كورد. السياسي اليساري الألماني ونائب رئيس كتلة اليسار في مجلس بلدية إيسن، شوان ويسي، الذي حل ضيفاً على برنامج دياسبورا قال إن أوزلم دمير تشغل مقعداً في البرلمان الأوروبي منذ نحو سبع سنوات.
وأضاف شوان ويسي: “أوزلم كانت لها مواقف من المسألة الكوردية ومسألة الشرق الأوسط، ووقفت ضد الحرب ومعاداة كوردستان وكانت شخصية نشيطة”.
وأشار السياسي اليساري إلى أن “انتخابات البرلمان الأوروبي في ألمانيا تختلف عن انتخابات الأقاليم والبرلمان الاتحادي في أن الأولى يجري التصويت فيها لقوائم الأحزاب وليس للمرشحين”.
عضو الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي، فرهنك شيخ محمد، قال في برنامج دياسبورا: “الفرق بين السويد والدول الأخرى هو أن الناخبين مخيرون بين التصويت للقوائم أو لمرشحين ضمن القوائم”.
وحسب فرهنك شيخ محمد فإن المرشح الذي يحصل على 5% من أصوات القائمة وبغض النظر عن تسلسله في القائمة يستطيع الفوز بمقعد في البرلمان الأوروبي لكن هذا صعب جداً.
ويرى شوان ويسي أن الفتور في الحملة الانتخابية في ألمانيا سببه “الأزمة الشخصية التي أصابتنا في فترة تفشي كورونا، وعجز المجتمع عن الخروج بعد كورونا وبات يتجنب الأماكن المزدحمة. كذلك هناك أزمات أخرى كالحرب الأوكرانية، وحرب إسرائيل وحماس”.
وأضاف السياسي اليساري: “تشير استطلاعات الرأي إلى أن أكثر من 40% من الألمان لا يرحبون بالمشاركة في الانتخابات ويشعرون أنهم لا يستطيعون إحداث تغيير بذهابهم إلى صناديق الاقتراع”.
وتجاوزت نسبة المشاركة في الانتخابات السابقة 50% بصعوبة.
لدى السويد 21 مقعداً في البرلمان الأوروبي، ويقول فرهنك شيخ محمد إنه يتوقع ارتفاع عدد مقاعد السويد في هذه الانتخابات إلى 22 مقعداً.
يعيش عدد كبير من الكورد في دول الاتحاد الأوروبي وخاصة في السويد، ويقول عضو الاشتراكي الديمقراطي: “لدينا نحن الكورد كثيرين لا يعيرون أهمية للمشاركة في انتخابات البرلمان الأوروبي، والسبب هو أنهم مثل بقية السويديين يرون أن الاتحاد الأوروبي ليس لديه تأثير يذكر على الحياة اليومية للفرد السويدي، في حين أن العكس هو الصحيح”.
ومضى فرهنك شيخ محمد إلى القول: “مثل سائر دول الاتحاد الأوروبي، نسبة المشاركة في السويد تجاوزت بالكاد 50% في انتخابات 2019، في حين أن نسبة المشاركة في آخر انتخابات برلمانية وبلدية في أقاليم السويد كانت 88%”.
ويرى عضو الاشتراكي الديمقراطي السويدي أن من المهم أن يشارك الناخبون في انتخابات البرلمان الأوروبي “فحسب قانون أقاليم وبلديات السويد فإن قرارات الأقاليم والبلديات تقوم بنسبة 50% على توجيهات وتوصيات وقرارات الاتحاد الأوروبي”.
“حال اليسار في ألمانيا ليست بخير”
تشير استطلاعات الرأي إلى أن وضع اليسار الألماني لن يكون جيداً في انتخابات البرلمان الأوروبي، وأشار شوان ويسي إلى أنه “ليس في ألمانيا وحدها، بل أن اليسار يواجه مشاكل في كل الاتحاد الأوروبي والعالم، لأن عندهم آراء مختلفة عن الملفات وليس صوتهم موحداً”.
وحسب هذا السياسي اليساري: “يوجد لدى اليمين أجوبة بسيطة وشعبوية حول القضايا المهمة كحرب أوكرانيا وروسيا وحرب إسرائيل وحماس، أو قضية المهاجرين والتغير المناخي، وهذا أفضل للمشاركين في الانتخابات وفهمه أسهل عليهم”.
كان قسم من المحتجين في ألمانيا يصوتون في السابق لصالح اليسار ليقفوا في وجه الحكومة ويرفعوا أصواتهم، لكن في السنوات الأخيرة أصبح اليمين يعبر عن المحتجين أكثر، ويعزو شوان ويسي ذلك إلى أخطاء قادة اليسار: “عندما صوت المحتجون الساخطون على الحكومة لليسار، كانوا يرون أن هناك تغييرات يجب أن تحصل في الحكومة وكان اليسار يتحدث عن ذلك، ولكن تلك التغييرات لم تحصل”.
توجد سبع كتل في البرلمان الأوروبي حالياً، اليسار، الخضر، الاشتراكيون الديمقراطيون، الليبراليون، الديمقراطيون المسيحيون، وكتلتان يمينيتان لديهما 135 مقعداً، ويعتقد السياسي اليساري أن عدد مقاعد اليمينيين المتشددين في البرلمان سيزيد.
يجب على الكورد القاطنين في أوروبا أن يشاركوا في الانتخابات
في دول الاتحاد الأوروبي، يقيم عدد كبير من الكورد الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الإقليمية والاتحادية وانتخابات البرلمان الأوروبي.
ويخاطب فرهنك شيخ محمد هؤلاء بالقول: “إن كنتم حريصين على مستقبل آمن وديمقراطي وفي التعامل ديمقراطياً ومدنياً مع القضية الكوردية وزيادة دعمها، فإن الانتخابات (للبرلمان الأوروبي) لها أهمية مزدوجة فشاركوا فيها”.