تقيّم إسرائيل الرد الذي تلقّته من حركة ” حماس” أمس الأربعاء بشأن التوصّل غلى هدنة جديدة تسمح بإطلاق أسرى ومعتقلين، في وقت تشتد الضغوط في الداخل الإسرائيلي بين عائلات الأسرى والحكومة، وبين المؤيّد للصفقة ومعارضيها.
وتقود قطر الوساطة بالتعاون مع الولايات المتحدة ومصر.
وليل الأربعاء، قالت ” حماس ” في بيان إنّ “رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى خلال الساعات الأخيرة اتّصالات مع الإخوة الوسطاء في قطر ومصر حول الأفكار التي تتداولها الحركة معهم بهدف التوصّل لاتّفاق يضع حدّاً للعدوان الغاشم الذي يتعرّض له شعبنا الأبيّ في قطاع غزة”.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن المجلس الوزاري الأمني المصغر سيجتمع مساء اليوم للبحث في الرد.
وأوضح مصدر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتنياهو سيعقد مشاورات ثم اجتماعاً لمجلس الوزراء.
وأضاف المصدر أن نتنياهو سيجري قبل الاجتماع مشاورات مع فريقه لمفاوضات وقف إطلاق النار.
المرحلة الأولى…
في آخر المستجدّات، نقلت القناة 12 عن مسؤول إسرائيلي لم تسمِه قوله إن رد ” حماس ” لا يشمل شرط وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى من الصفقة، ولكنّه يُتيح إعادة المختطفين من كبار السن والأطفال والمرضى والجرحى والمجنّدات.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي “إذا خرقت حماس الاتّفاق يمكن الانسحاب منه والعودة للقتال بعد المرحلة الأولى”.
بدورها، نقلت صحيفة ” يديعوت أحرونوت ” عن مسؤول أمني أن الخطوط العريضة لرد ” حماس ” إيجابية نسبياً.
وكشفت عن وجود خلاف بين المنظومة الأمنية والقيادة السياسية في إسرائيل بشأن التقدّم نحو إبرام صفقة جديدة.
وأضافت أن مصادر أمنية عليا لم تسمِها تتّهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحلفاءه المتطرّفين بالتعاون لتخريب أي فرصة لصفقة جديدة وهدنة في غزة.
وأشارت إلى أن نتنياهو سيضحّي بالمحتجزين في غزة من أجل كسب بعض الوقت إلى ما بعد خطابه أمام الكونغرس الأميركي وبعد انتهاء دورة الكنيست الصيفية.
عرقلة…
وأفادت الصحيفة أيضاً بوجود “غضب في المستوى الأمني محاولات نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريش إحباط صفقة التبادل حتى من قبل استلام رد حماس”.
واعتبرت أن “محاولات إحباط الصفقة بدأت الثلاثاء بخطاب لسموتريتش توقع فيه ردّاً إيجابياً لحماس لكنّه حذّر من قبوله”.
وقال مسؤول إسرائيلي إن “الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فوجئت بتصريحات منسوبة لمصدر أمني عن المفاوضات ليتضّح أن مصدرها مكتب نتنياهو.
ولفتت إلى أنّه من المتوقّع حصول اتّصال بين الرئيس الاميركي جو بايدن ونتنياهو اليوم بشأن الصفقة.
بدورها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أمنية بأن “سلوك نتنياهو يعيق الصفقة رغم رد حماس الإيجابي”.
من جهّتها، كشفت والدة أسير في غزة تُدعى عيناف تسينغاوكر عن أن “فريق التفاوض الإسرائيلي أبلغني أن نتنياهو يتعمّد تخريب صفقة إعادة المختطفين”.
وأضافت عيناف أن كل ما يشغل نتنياهو هو الحفاظ على ائتلافه الحاكم، مؤكّدة أنّه سيستمر في إهمال إسرائيل.
وزراء يعلّقون…
في جديد المواقف، أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عائلات الأسرى “أنّنا نحن أقرب من أي وقت مضى من إبرام صفقة تبادل”.
من جانبه، اعتبر سموتريش أن “الوقت ليس مناسباً للتخلّي عن الضغط على حماس”.
أمّا وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي فأوضح أنّه لم يتم إطلاع الوزراء على رد ” حماس ” بعد، وقال: “إعادة المختطفين من أهم أهداف الحرب ولم تخرج عن جدول أعمالنا وأولويّاتنا”.
وأضاف: “إذا تضمّنت الصفقة الإفراج عن 1 مقابل 3 فهذا ممكن، لكن لا نقبل بانسحاب قوّاتنا ووقف الحرب”.
ورأى أن “الاعتماد على التفاؤل أمام حماس هو بمثابة العودة إلى خطايا أوسلو”.
وقال: “لن نسمح لحماس بالاستمرار في الوجود أو انتهاء الحرب قبل تدمير قدراتها العسكرية”.
تظاهرات… وتهديد
في الداخل الإسرائيلي، أفادت القناة “12” أن متظاهرين مناهضين للحكومة أضرموا النيران وأغلقوا محاور عدّة في شارع أيالون الرئيسي وسط تل أبيب.
ويطالب المتظاهرون بإبرام صفقة لتبادل الأسرى وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
في تعليقها على إعلان مكتب نتنياهو تسلُّم رد ” حماس “، قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة إنّها لن تسمح للحكومة بعرقلة التوصّل لصفقة مرّة أخرى.
وهدّدت الهيئة نتنياهو بخروج الملايين إلى الشوارع إذا لم يقبل صفقة مع ” حماس “.
وأضافت الهيئة أن “شعب إسرائيل أظهر مراراً وتكراراً في كل استطلاع للرأي أنّه يؤيّد التوصّل إلى صفقة شاملة من أجل عودة جميع المحتجزين”.