تصدّر الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل عناوين الصحف التركية، فيما كان لافتاً تحذير الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أخيراً، من أنّ إسرائيل تضع، بعد لبنان، تركيا «نصب عينيها»، واعتباره أنّ نتائج «احتلال لبنان لن تشبه مثيلاتها في السابق». وجاءت عناوين الصحف التركية كالآتي: «إيران تضرب إسرائيل» (حرييات)، «إيران تردّ بالمثل» (جمهورييات)، «إيران تضرب مركز الموساد» (أقشام)، «الحرب الإقليمية بدأت رسمياً» (ميللييات)، فيما تحدثت صحيفة «قرار» عن أن 80 في المئة من الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافها، وأنّ النجاح المشار إليه أظهر فشل «القبة الحديدية».وقد أشار أردوغان إلى أنّ «إسرائيل ترتكب إبادة في غزة، وتشنّ هجماتها الإرهابية على لبنان، وتحاول جرّ بلدان المنطقة إلى نيران الحرب»، واصفاً الكيان الإسرائيلي بـ«عصارة هتلر»، ومؤكداً أنه «سيتم إيقاف نتنياهو عند حدّه، كما تم إيقاف هتلر». وإذ رأى أنّ حكومة إسرائيل تتحرك بناءً على «هذيان حول الأراضي الموعودة»، فقد حذّر من أنّها تضع عينها «بعد غزة ولبنان، على أراضي وطننا». من جهته، حذّر زعيم «حزب الحركة القومية»، دولت باهتشلي، من أنه لا يمكن تجاهل واقع أنّ عمليات التخريب التي تقوم بها إسرائيل في لبنان هي رسائل موجّهة إلى تركيا، داعياً «الأمة إلى أن تتوحد وتستعد لمواجهة هذه المخاطر».
دعا أوزيل إلى عقد جلسة مغلقة للبرلمان التركي لوضع النواب أمام حقيقة «المخاطر»
وعلى ضوء «سقف» المخاطر الذي حدده إردوغان، دعا رئيس «حزب الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزيل، إلى عقد جلسة مغلقة للبرلمان التركي، لوضع النواب أمام حقيقة تلك «المخاطر». وبصورة أعم، يربط الكاتب، مراد يتكين، بين ما قاله إردوغان والهجوم الإيراني الصاروخي على إسرائيل، علماً أنّ الهجوم المشار إليه حصل بعد ساعات قليلة من خطاب الرئيس التركي. ويستند حديث إردوغان، طبقاً للمقال، إلى النصوص التوراتية، بعدما كانت صحيفة «جيروزاليم بوست» المقرّبة من نتنياهو قد لمّحت، في 25 أيلول، إلى أن لبنان جزء من «أرض إسرائيل الموعودة»، قبل أن تحذف مقالها بسبب ما أثاره من ردود فعل مستهجنة ضدها. ويدعو يتكين تركيا إلى أن تستعد لـ«حماية أرضها وشعبها».
ويصف عبد القادر سيلفي، بدوره، في مقال نشرته «حرييات»، تحذيرات إردوغان بـ«التاريخية»، داعياً إلى «عدم ارتكاب خطأ في الحسابات»، باعتبار أنّ «المسألة ليست في نتنياهو أو حتى إسرائيل»، بل إنّ ما يحصل هو «مشروع إسرائيلي – أميركي مشترك»، فيما يتساءل عاكف باقي، في مقاله في صحيفة «قرار»، أنه إذا كان إردوغان يعتقد أن «الدفاع عن غزة هو دفاع عن الأناضول وأن تركيا مستهدفة»، فما الذي يجب فعله حالياً؟ ويشكك صاحب المقال في آلية مقاربة الرئيس للوضع المشار إليه، معتبراً أنّ «الردّ على إسرائيل يكون من خلال التصويت لـ(حزب العدالة والتنمية)، بدلاً من المعارضة»، وإلا فإنّ «الأمن القومي التركي سيكون في خطر»، باعتبار أنّ إيران «لا تريد الحرب»، وأنّ «المستهدف الأول في ما يحصل هو تركيا».