طُ
برز أخيراً في سباق رئاسة الجمهورية اللبنانية اسم سمير عساف كمرشح يحظى بدعم فرنسي قوي. وليست المرة الأولى التي يُطرح فيها اسم عساف لتولي منصب مهم في لبنان، سبق أن كان من بين المقترحين لتولي منصب حاكم مصرف لبنان في سنة 2020 بعد انفجار المرفأ، كان ذلك بدعم من صديقه المقرّب الرئيس الفرنسي إيمانول ماكرون ورئيس التيار الوطني الحر جبران بسيل آنذاك.
قليل من العامة يعرف عساف شكلاً ومضموناً وهذا طبعاً لأنه لم يكن مقيماً في لبنان. وهو يواجه بعض الانتقادات في الوسط اللبناني، حيث يُنظر إليه على أنه لا يتمتع بالخبرة السياسية المحلية الكافية أو حتى قاعدة شعبية في لبنان تؤهّله لتولّي هذا المنصب.
وفور تداول اسمه، استدرك عساف حراكاً داخلياً للترويج لنفسه عبر سلسلة من الزيارات والمواعيد عرض خلالها أفكاره ومشاريعه كان آخرها لقاؤه بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.
فمن هو سمير عساف؟
ينحدر عساف من بلدة كفرشلال الجنوبية (قضاء صيدا)، من مواليد 20 حزيران/ يونيو 1960، (64 عاماً) تلقى علومه في مدرسة مار يوسف – الحكمة في بيروت ثم غادر لبنان خلال الحرب الأهلية لمتابعة دراسته في فرنسا.
درس العلوم السياسية، ونال ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة السوربون، قبل أن يبدأ حياته المهنية في شركة “توتال” النفطية عام 1987 ومن ثم انتقل إلى مجموعة HSBC التي يشغل فيها منصب رئيس الخدمات المصرفية للشركات والمؤسسات، وهو أيضاً المدير الإقليمي للشركة ذاتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا منذ 2016، ورئيس مجلس إدارة الشركة غير التنفيذي في فرنسا.
إضافة إلى عمله المصرفي، عُيّن عضواً في المجلس الاستشاري لصندوق النقد الدولي منذ 2012.
واكثر ما يُعرف عنه في لبنان أنه صديق قريب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي تعرّف إليه من خلال عمله المصرفي وشارك في حملة الأخير الانتخابية عام 2016.
طُرح اسمه سنة 2020 لتولي منصب حاكم مصرف لبنان واليوم يعود اسمه إلى الواجهة السياسية من الباب الكبير لتولّي المنصب الأعلى في لبنان وهو منصب رئيس الجمهورية.
في الختام، بات سمير عسّاف، المصرفي اللبناني الفرنسي، شخصية محورية تُثير اهتمام الأوساط السياسية اللبنانية والدولية. علاقاته، خبرته الاقتصادية، ودوره المحتمل في إنقاذ لبنان تجعل اسمه مطروحاً بقوة، رغم التحديات السياسية والانتقادات المحلية.