رغم المخاوف الماثلة أمام تطبيق سليم لقراري وقف إطلاق النار في كل من جنوب لبنان وغزة، بدا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش متفائلاً بوجود قرار دولي بتطبيق ناجز للاتفاقين، خلال مؤتمر صحافي ختم فيه جولته اللبنانية التي حفلت بالمحطات وعلى رأسها زيارة الجنوب ومباركة المسار السياسي الجديد الذي تشهده البلاد.
ورداً على سؤال لـ”النهار” حول التفسيرات المختلفة بين طرفي الصراع لقرار وقف إطلاق النار في جنوب لبنان حيث يتحدث “حزب الله” عن ترميم قوته العسكرية وأن القرار يشمل فقط منطقة جنوب الليطاني في حين تستمر الخروق الاسرائيلية، قال: “أنا مقتنع تماماً بأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه سيُحترم. وأنا على يقين تام بأن القوات الإسرائيلية ستغادر لبنان كما هو متفق عليه، وأن القوات المسلحة اللبنانية، بدعم من اليونيفيل، ستتولى السيطرة الكاملة على المنطقة جنوب نهر الليطاني. ولا أرى أي سبب يمنع حدوث ذلك.”
وأكدّ أن “أفضل ضمانة تكمن في أن المجتمع الدولي بأسره لن يغفر أي خرق لهذا الاتفاق، فالجميع يريد السلام في لبنان، ولا أحد يقبل أن تعود الحرب اليوم في لبنان”.
وعن دور “اليونيفيل” في تعقب سلاح “حزب الله” بعد كشفها عشرات مخازن الأسلحة، أشار الأمين العام إلى أن القبعات الزرق تقدم المعلومات إلى الجيش اللبناني الذي يقوم بوضع اليد على هذه الأسلحة والتعامل معها.
ورداً على سؤال ثان لـ”النهار” حول التعامل الأممي مع المأساة الانسانية الهائلة في غزة في اليوم التالي لدخول قرار وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، أشار غوتيريش إلى أن “هناك تحديات وعراقيل تنتظرنا في غزة، لاسيما لناحية البنية التحتية المدمرة التي تصعب عملية توزيع المساعدات من قبل الأمم المتحدة والشركاء بشكل مثالي. ومن الواضح أنه وفق الاتفاق يجب على إسرائيل عدم وضع عراقيل أمام العملية الانسانية”.
وذكر بمطالبته “بوقف إطلاق النار في غزة والإفراج غير المشروط عن الرهائن وفتح الممرات الإنسانية لإيصال المساعدات إلى الشعب في غزة”، قائلاً: “إنني على يقين قوي بأنه في الغد سنبدأ بتحقيق هذه الأهداف الثلاثة، حيث سيتوقف القتال، وستبدأ المساعدات الإنسانية بالوصول إلى غزة بسهولة أكبر، وسيبدأ إطلاق سراح الرهائن”.
وحثّ غوتيريش خلال المؤتمر الصحافي المجتمع الدولي على دعم لبنان لينهض من جديد. وقال لـ”النهار” إن “المجتمع الدولي لن يتساهل أبداً مع أي طرف يقوم بخرق القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار”.
ورأى أن الوضع في المنطقة يتطور سريعا، ولاسيما لجهة اتفاق غزة الذي يعد مهما، متمنيا على الدولة اللبنانية أن يكون لديها سلطة على السلاح في كافة أراضيها، محذراً من أن يكون “وقف النار في لبنان قد يكون هشاً”.
بالنسبة إلى غوتيريش، فإن استمرار احتلال الجيش الإسرائيلي في منطقة عمليات اليونيفيل، وتنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، إنما يمثّلان انتهاكاً للقرار 1701 ويشكلان خطراً مستمراً على سلامة وأمن العناصر الأممية.
وهو يشير إلى أن اليونيفيل قد كشفت عن أكثر من 100 مخزن أسلحة تعود لحزب الله أو مجموعات مسلحة أخرى منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر.
وفي رأيه، إن “وجود أفراد مسلّحين وأصول وأسلحة غير تابعة للحكومة اللبنانية أو لليونيفيل بين الخط الأزرق ونهر الليطاني إنما يمثل انتهاكاً صارخاً للقرار 1701 ويقوّض استقرار لبنان”.
وإن كانت العمليات لتنفيذ ناجز لاتفاق وقف إطلاق النار تتركز الآن في منطقة جنوبي الليطاني، فإن الأمر اليقين يتمثّل في حصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية، وفق الأمين العام للأمم المتحدة الذين عاين خلال زيارته آثار القصف الإسرائيلي الذي طال مقرات لليونيفيل وبلغ مسامعه هدير طائرات الاستطلاع الاسرائيلية التي لا تغادر سماء لبنان