أثار اعتقال فتاتين إيرانيتين بعد رقصهما أمام نصب “الجندي المجهول” الجدل في أوساط شعبية وحقوقية، بين رافض ومؤيد.
وانتقدت منصة “غرشاد” الخاصة بتحديد مواقع “شرطة الأخلاق” داخل إيران، الاعتقال، واعتبرته مظهراً من مظاهر “قمع الحريات والفردية والفرح” داخل البلاد.
والمنصة التي أنشأتها منظمتان حقوقيتان، أفادت بأن الفتاتين في سن المراهقة، تم اعتقالهما بسبب الرقص “دون الحجاب الإجباري” كما تم غلق حسابيها على إنستغرام.
وقبل أيام، قالت وسائل إعلام إيرانية، أبرزها وكالة “فارس” المقربة من الحرس الثوري، إن الفتاتين نشرتا فيديو لهما يتضمن محتوى راقصا على قبور القتلى في الحرب الإيرانية العراقية (1980- 1988).
وألق الشرطة القبض على الفتاتين بسبب فيديو الرقص “بملابس غير لائقة” بمكانة “نصب شهداء الدفاع المقدس المجهولين”.
وتم تسليمهما إلى السلطات القضائية، وحظر حسابات في إنستغرام ذات صلة بالفيديو.
وعلقت منظمة “توانا” الإيرانية على ذلك بالقول “في الجمهورية الإسلامية، يجرم الشباب ومتعة الرقص والحياة العادية”.
ووصفت الحكومة الإيرانية بأنها “عدوة للحياة وللحماس وللشباب”، بحسب منشور لها على “إكس”.
و”توانا” منظمة حقوقية مختصة بقضايا المواطنة وبناء القدرات للمجتمع المدني، بهدف الوصول لمجتمع “حر ومنفتح يتمتع فيه الجميع بالعدالة والمساواة”.
دعوات إلى الاحتجاج على "الحرب ضد المرأة" في إيران – أرشيفية
العيادات النفسية.. “أداة قمع” إيرانية جديدة ضد رافضات الحجاب
أعلنت هيئة حكومية إيرانية، الأربعاء، عن خطط لإنشاء عيادة في طهران لـ”علاج” النساء اللواتي يخالفن قوانين الحجاب الإلزامي، في خطوة اعتبرها نشطاء ومنظمات حقوقية تصعيدا وانتهاكا خطيرا لحقوق الإيرانيات وحرياتهن الأساسية.
على الجانب الآخر، أيد إيرانيون قرار الاعتقال، واعتبروا رقص الفتاتين قرب النصب أمراً “مسيئاً”، ولو حدث في دولة أخرى غير إيران “سيتم تجريمه أيضاً”.
وكتب وحيد خاتمي في منشور على “إكس”: “إن الرقص من قبل فتاتين مراهقتين بجوار قبور شهداء مجهولين خطوة خاطئة وبعيدة كل البعد عن كرامة هؤلاء الأعزاء”.
ومع ذلك، أضاف الصحفي الإيراني “يبدو أنهما فعلتا ذلك بدافع الجهل والسلوك الطفولي”.
“وبدلا من الحكم القاسي، من الأفضل جعلهما تدركان خطأهما بالرحمة والتنوير الإسلامي”، تابع خاتمي.