ملخص
عبدي دعا الشرع لزيارة مناطق شمال شرق سوريا، معتبراً أن لقاءه بالسكان في مدينة عفرين “مبادرة مهمة لتشجيع العودة الآمنة للسكان الأصليين وتعزيز الحوار”.
في خطوة هي الأولى من نوعها هنأ القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية” مظلوم عبدي، الرئيس السوري أحمد الشرع بتوليه منصب رئيس الجمهورية، معرباً عن أمله في أن “يتمكن من قيادة سوريا خلال هذه الفترة الحساسة” وفق ما نقلت عنه وكالة “نورث برس” السورية.
عبدي دعا الشرع لزيارة مناطق شمال شرق سوريا، معتبراً أن لقاءه بالسكان في مدينة عفرين “مبادرة مهمة لتشجيع العودة الآمنة للسكان الأصليين وتعزيز الحوار”. وعقب هذا الإعلان من قبل عبدي عقد اجتماع بين قيادة “قوات سوريا الديمقراطية” و”مجلس سوريا الديمقراطية” والإدارة الذاتية، صدر عنه بيان يقول إنه “اجتماع دوري تنسيقي قيمت فيه الجهات الثلاث الأوضاع في سوريا والمنطقة بشكل عام، وكذلك سير الحوار مع الإدارة الجديدة في دمشق”.
قسد وتركيا و”تسوية صعبة” ببصمة أميركية
وأكد البيان على البدء بعقد سلسلة من الاجتماعات المحلية في جميع مدن شمال وشرق سوريا، وكذلك مع ممثلي ونخب كافة فئات المجتمع، بهدف تحقيق المشاركة الفعالة والشاملة لجميع المكونات في العملية السياسية، إضافة إلى أهمية الحوار القائم مع دمشق حتى الآن، مبدياً حرصه على إنجاح هذا الحوار، وضرورة إيجاد حل للجزئيات والقضايا التي يتم النقاش عليها من خلال الاتفاق للوصول إلى آلية تنفيذ مناسبة، مثل قضايا دمج المؤسسات العسكرية والإدارية، وعودة المهجرين قسراً إلى أماكنهم الأصلية التي هُجّروا منها، وحل جميع القضايا الخلافية الأخرى عبر الحوار.
وشدد الاجتماع على الوصول إلى عملية وقف إطلاق النار “كضرورة لا بد منها للتقدم في الحوار”. كما دعا الإدارة الجديدة في دمشق إلى تحمل مسؤولياتها بما يخص ذلك، في إشارة إلى المعارك الجارية بين “قوات سوريا الديمقراطية” وفصائل “الجيش الوطني” الذي أعلن معظم قاداته انضمامهم إلى وزارة الدفاع التي شكلتها حكومة الشرع أخيراً عقب سقوط النظام السابق.
مبادئ متفق عليها
من جهته كشف قائد لواء الشمال الديمقراطي أبو عمر الإدلبي، عضو القيادة العامة لـ”قسد”، ملخص مضمون الاجتماع الثلاثي الذي حضره، وكان أبرز النقاط التي اتفقت عليها الجهات الثلاث كيفية دمج “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ضمن هيكلية الجيش السوري ووزارة الدفاع، بهدف توحيد الجهود وتعزيز القوة الوطنية والسماح بعودة عمل المؤسسات المدنية الحكومية في شمال وشرق سوريا، وضمان تقديم الخدمات الأساسية وتحسين مستوى المعيشة للسكان، وكذا انسحاب جميع المقاتلين غير السوريين من صفوف “قسد” ومنطقة شمال وشرق سوريا كخطوة لتعزيز السيادة الوطنية والاستقرار. وتعد هذه النقطة الأخيرة مطلباً تركياً ملحاً صرح به كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته هاكان فيدان.
ومن النقاط التي أعلن عنها الإدلبي تكثيف الاجتماعات والتنسيق مع الحكومة السورية في دمشق لتعزيز التعاون حول القضايا الوطنية. وكذلك تسهيل عودة النازحين والمهجرين إلى مدنهم وقراهم، مع ضمان توفير الظروف الملائمة لحياتهم، إضافة إلى تشكيل لجان مشتركة من كافة الأطراف لوضع خطط وآليات تنفيذية لضمان تطبيق البنود بشكل فعال.
الكرة في ملعب دمشق
في حديث لـ”اندبندنت عربية” قال الإدلبي إن النقاط المتفق عليها في الاجتماع هي بمثابة اتفاق مبدئي لبدء التفاوض مع دمشق، مشدداً على أن “قوات سوريا الديمقراطية” والإدارة الذاتية أعلنت مسبقاً عن هذه المبادئ ولكنها لم تتلقَ رداً من دمشق، والنقطة المهمة حالياً هي إيجاد آلية متفق عليها مع دمشق لتطبيق البنود المتفق عليها من قبل شمال وشرق سوريا، وخصوصاً الدمج مع الجيش السوري، وتفعيل مؤسسات المدنية الحكومية كالسجل المدني والعقاري ودائرة الهجرة والجوازات وغيرها من المؤسسات، وذلك ضمن آلية تحفظ حقوق مؤسسات الإدارة الذاتية وموظفيها البالغ عددهم نحو 200 ألف موظف في مناطق الإدارة الذاتية، وإعادة النازحين والمهجرين إلى مناطقهم الأصلية بشكل لائق يضمن سلامتهم، مؤكداً أن الكرة الآن في ملعب دمشق.
وأشار قائد لواء الشمال الديمقراطي المنضوي إلى “قسد” في حديثه، إلى أن الظروف الحالية لبدء المفاوضات تتطلب مناخاً يستدعي من دمشق ممارسة الضغط على الفصائل الموالية لتركيا لوقف القتال في ريف منبج وسد “تشرين”، والاتفاق على آليات واضحة بين الأطراف لتطبيق البنود المعلن عنها من قبل شمال وشرق سوريا.
ولفت الإدلبي إلى أن دمشق طالبت سابقاً باستلام ملف سجون ومراكز احتجاز مقاتلي تنظيم “داعش”، وهو ما ترك للتباحث لاحقاً مع دمشق، لأنه متعلق بأمن المنطقة عموماً وموقف التحالف الدولي، كما يحتاج مشاورات دقيقة والتفرغ لها بعد الاتفاق على الملفات البينية الأخرى.
جهود التحالف
مصدر مطلع أفاد أن النقاط التي أعلنتها شمال وشرق سوريا في شأن استعدادها للاتفاق مع دمشق، تحظى بدعم من التحالف الدولي العامل في بهذه المناطق، وأن دولاً من التحالف وبالتحديد الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا تبذلان جهوداً كبيرة لتقريب وجهات النظر بين الشرع وعبدي بغية الوصول لاتفاق من شأنه إطلاق عملية تفاوضية طويلة بين الطرفين وصولاً إلى دمج القوات معاً والتتويج باتفاق سياسي جامع لكل السوريين.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أشاد في “مؤتمر باريس” الذي عقد في 13 فبراير (شباط) الجاري، بدور “قوات سوريا الديمقراطية”، قائلاً إن “من واجبهم الدفاع عن مصالح أصدقائهم في (قسد) وعدم التخلي عنهم، وإن دمجهم في العملية الانتقالية السورية سيخدم هدفهم الأمني في محاربة الإرهاب، لأنهم مقاتلون أقوياء”.
من جهتها لم تعلق دمشق على المبادئ التي أعلنت عنها “قوات سوريا الديمقراطية”، في وقت تجري اللجنة التحضيرية للحوار الوطني اجتماعاتها في المحافظات السورية كحماة وطرطوس والسويداء.