عقد المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي، أكبر أحزاب الإدارة الذاتية في شمال وشرق سورية، اجتماعا مشتركا اليوم الثلاثاء في استراحة الوزير بمدينة الحسكة، بإشراف مظلوم عبدي، قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وبرعاية أميركية تجسدت بحضور المبعوث الأميركي الخاص لمنطقة شمال وشرق سورية، سكوت بولز. ويأتي الاجتماع استكمالًا لاجتماعات سابقة عُقدت في القامشلي وأربيل ودهوك عبر سنوات عديدة، بهدف تشكيل وفد كردي مشترك للذهاب إلى دمشق، واستكمال مناقشة البنود الخلافية التي لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها بعد.
وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس الوطني الكردي فيصل يوسف لـ”العربي الجديد”، إن الاجتماع كان إيجابيًا، وناقش الرؤية السياسية الكردية المشتركة حول سورية، “وبقيت بعض الأمور العملية لتشكيل الوفد، والتي سيتم حسمها بعد ثلاثة أيام، أي بعد عيد نوروز”.
من جهته، قال عبدي على منصة “إكس” اليوم الثلاثاء: “نحن مصممون على نجاح الحوار الكردي-الكردي، وقد اجتمع الطرفان الكرديان PYD وENKS لوضع خطة مشتركة وتحقيق الوحدة الكردية في هذه المرحلة”. وأضاف أن “المواقف والرؤية من كلا الطرفين كانت إيجابية ومصدرًا للارتياح”، مشددًا على أن هذا الاجتماع يمثل خطوة نحو تحقيق الوحدة الكردية، وبناء سورية متعددة الألوان وديمقراطية تضمن حقوق جميع المكونات.
من الغارات الإسرائيلية على درعا أمس 17 فبراير 2025 (إكس)
أخبار
توغل قوة مشاة إسرائيلية في ريف درعا الغربي جنوبي سورية
بدوره، قال محمد موسى، سكرتير الحزب اليساري الكردي في سورية، وهو أحد الأحزاب المتحالفة مع “الاتحاد الديمقراطي” ضمن ما يُعرف بـ”أحزاب الوحدة الوطنية”، إن إصرار المجلس الوطني الكردي على الاجتماع مع حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) فقط يمثل عائقًا أمام العمل السياسي المشترك للقوى السياسية في المشهد الكردي العام. وأضاف لـ”العربي الجديد”: “ليس لدينا مشكلة في اجتماع المجلس مع الاتحاد الديمقراطي، إلا أن هذا الحزب لا يمثل أحزاب الوحدة الوطنية (PYNK)، وبالتالي لسنا مسؤولين عما يتوصل إليه الجانبان من نتائج في اجتماعهما”. وأكد أن حزبه أبدى “مرونة” في التعاطي مع هذه المسألة “كي لا نكون عائقًا أمام عقد مؤتمر واسع للقوى السياسية الكردية في سورية”، متهمًا المجلس الوطني بمحاولة “شق صفوف أحزاب الوحدة الوطنية” بقراره الاجتماع مع حزب الاتحاد الديمقراطي فقط، مشيرًا إلى أن هناك عدة أحزاب ضمن “الوحدة الوطنية”، وليس فقط الاتحاد الديمقراطي.
وأوضح أن المجلس يسعى لإيصال رسالة إلى الشارع السياسي الكردي مفادها أن “أحزاب الوحدة الوطنية تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي ولا رأي لها”، معتبرًا أن ذلك غير صحيح ويُسيء لهم سياسيًا. وكرر التأكيد على أن حزبه لن يقبل بأي مخرجات تصدر عن اجتماع المجلس مع الاتحاد الديمقراطي، واصفًا ما يجري بأنه “مؤامرة” و”لعبة سيئة” من طرف المجلس. وأضاف أن تشكيل وفد يمثل الشارع السياسي الكردي للتفاوض مع السلطات في دمشق يجب أن يكون نتيجة توافقات بين جميع القوى السياسية، لا أن يقتصر الأمر على المجلس والاتحاد الديمقراطي وحدهما.
وكانت المفاوضات بين الطرفين بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2014، برعاية من قيادة إقليم كردستان العراق، وأفضت إلى اتفاقية دهوك التي أرست أساسًا لهذه المفاوضات. ونصّت الاتفاقية على تشكيل مرجعية سياسية كردية، بحيث تكون نسبة تمثيل “حركة المجتمع الديمقراطي” (لاحقًا أحزاب الوحدة الوطنية الكردية – 25 حزبًا) فيها 40%، و”المجلس الوطني الكردي” 40%، و20% للأحزاب والقوى غير المنخرطة في الجسمين السياسيين. كما تم الاتفاق على أن يكون عدد أعضاء المرجعية 32 شخصًا، موزعين بواقع 12 من “حركة المجتمع الديمقراطي”، و12 من “المجلس الوطني”، و8 من القوى السياسية من خارج الإطارين المذكورين.
الهجري يتحدث من دمشق، 26 ديسمبر 2024 (الأناضول)
أخبار
حكمت الهجري: لن ننفذ إعلاناً لا يتوافق عليه كل السوريين
في سياق متصل، شهدت مدينة القامشلي تظاهرة احتجاجية انطلقت بدعوة من مجموعة من النشطاء الأكراد السوريين، من إعلاميين ومثقفين وكتّاب، رفضًا للإعلان الدستوري المؤقت الصادر عن الحكومة السورية الجديدة. وانطلقت التظاهرة من أمام الملعب البلدي واتجهت نحو مبنى الأمم المتحدة، حيث شارك فيها العشرات من سكان المدينة وريفها والمدن والقرى المجاورة، رافعين لافتات تحمل شعارات متنوعة، منها: “القضية الكردية هي قضية أرض وشعب”، “أنا كردي القومية وطائفتي سورية”، “الإعلان الدستوري يعني حكم الإعدام على الديمقراطية”، “تاريخيًا يحق لنا المزيد، لكن اكتفينا بالفيدرالية حفاظًا على الجمهورية السورية”، و”الدستور يجب أن يكون ديمقراطيًا حتى إن كانت العقلية شوفينية”، إلى جانب شعار آخر دعا فيه المتظاهرون لسورية المستقبلية، إلى أن تكون سورية “ديمقراطية، تعددية، ولامركزية سياسية”.
google newsتابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News