رووداو ديجيتال
توقعت نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركية، ترشيح البيت الأبيض لسفير جديد لبلادها إلى العراق، مشددة على أن “الحكومة العراقية بحاجة إلى اتخاذ خطوات للسيطرة على الجماعات الإرهابية التي لا تلعب أي دور في حماية أمن العراق”.
وفي مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية في واشنطن، أشارت فيكتوريا تايلر، نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركية، إلى أنهم يفضلون استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان عبر خط الأنابيب، لأن هذا ليس جيداً لحكومة إقليم كوردستان فحسب، “بل نعتقد أنه يصب في المصلحة الأفضل للحكومة العراقية وبغداد أيضاً. وهناك عدد من شركات النفط الدولية حريصة على إعادة تشغيل خط الأنابيب”.
كما أجابت المسؤولة الأميركية على أسئلة رووداو حول قضية رواتب إقليم كوردستان، والعلاقات بين أربيل وواشنطن، والعديد من القضايا التي تخص العراق.
فيما يلي نص مقابلة ديار كورده، مسؤول مكتب رووداو في واشنطن، مع فيكتوريا تايلر:
رووداو: لنبدأ بزيارتكم الأخيرة إلى إقليم كوردستان، حيث ذهبت إلى ملتقى السليمانية. ما هي الرسالة التي حملتموها إلى الأشخاص الذين التقيت بهم في كوردستان واجتمعت معهم؟ ما الذي ناقشتموه خلال زيارتكم؟
فيكتوريا تايلر: نعم، كنت في العراق مؤخراً. أتيحت لي الفرصة لزيارة أربيل والسليمانية والمشاركة في حلقة نقاش في ملتقى السليمانية. عندما كنت هناك، تمكنت من مقابلة عدد من المسؤولين الكورد، بمن فيهم رئيس الوزراء مسرور بارزاني، والرئيس نيجيرفان بارزاني، ونائب رئيس الوزراء قوباد طالباني، ورئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل طالباني. كما أتيحت لي الفرصة للقاء السيد مسعود بارزاني. لذلك أعتقد أنني تمكنت من إجراء محادثات جيدة وإيجابية مع جميع القادة. ينصب تركيز المحادثة دائماً على أهمية الشراكة الأميركية مع إقليم كوردستان؛ ما الذي يمكننا فعله ليس فقط للحفاظ عليها، ولكن أيضاً لتعزيزها. وهناك أيضاً بعض القضايا الرئيسية التي نركز عليها. أولاً، نواصل مطالبة أصدقائنا الكورد بالتحرك بسرعة لتشكيل حكومة جديدة لإقليم كوردستان. هذا عمل مهم، ليس فقط لتحقيق المهام المهمة لشعب إقليم كوردستان العراق، ولكننا نعتقد أيضاً أنه من مصلحة العراق أن يتم تشكيل حكومة إقليم كوردستان في أقرب وقت ممكن.
رووداو: على هامش ملتقى السليمانية، التقيت مع رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني. لقد اجتمعت به في السليمانية وليس في أربيل. ما الذي ناقشتموه مع رئيس إقليم كوردستان؟ هل تحدثتم عن إصلاحات قوات البيشمركة، بالنظر إلى أن رئيس إقليم كوردستان يرأس عملية الإصلاح هذه داخل قوات البيشمركة؟
فيكتوريا تايلر: لقد ناقشت بعض القضايا الوثيقة الصلة ببعضها البعض طوال زيارتي لإقليم كوردستان العراق، بما في ذلك في اجتماعاتي مع عدد من المسؤولين الكورد، حيث ركزت على الإسراع في تشكيل حكومة إقليم كوردستان؛ كما أتيحت لي الفرصة للتحدث عن أولوياتي فيما يتعلق بالمخاوف الإقليمية، بما في ذلك سوريا؛ وكذلك تسليط الضوء على ما يمكن لحكومة إقليم كوردستان وشركائنا القيام به لإعادة تشغيل خط أنابيب النفط العراقي – التركي. هذه أولوية، ليس فقط لحكومة إقليم كوردستان، ولكننا نعتقد أيضاً أنها تخدم المصلحة الأفضل للحكومة العراقية وبغداد. هناك أيضاً عدد من شركات النفط الدولية حريصة على إعادة تشغيل خط الأنابيب.
رووداو: خلال هذه الزيارة لإقليم كوردستان، هل اجتمعت مع أي مسؤولين عراقيين أو زرت بغداد؟
فيكتوريا تايلر: لم أزر بغداد، لكن أتيحت لي الفرصة للاجتماع برئيس الوزراء السوداني؛ كما أتيحت لي الفرصة لمناقشة الشراكة بين الولايات المتحدة والعراق وما يمكننا القيام به لتعزيزها. كان التركيز على كيفية بناء وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين العراق والولايات المتحدة. بالطبع، استضافت بغداد مؤخراً وفداً كبيراً من الشركات الأميركية برئاسة غرفة التجارة الأميركية – العراقية، مما يعني أننا نرى الكثير من الفرص، في بغداد وفي إقليم كوردستان العراق أيضاً، لإيجاد فرص للشركات الأميركية لتوسيع هذه العلاقات الاقتصادية.
رووداو: تحدثت عن استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان. هذه قضية قائمة منذ حوالي عامين، وفي الوقت نفسه تولي هذه الإدارة اهتماماً كبيراً بهذا الموضوع. لذلك، حسب فهمكم، لماذا لم تبدأ الحكومة العراقية وحكومة إقليم كوردستان والشركات الأميركية أو تركيا في تصدير النفط حتى الآن؟ الجميع يقولون إننا موافقون وعلى وشك البدء، لكنهم لا يبدأون أيضاً. أين تكمن المشكلة؟
فيكتوريا تايلر: نعم، لقد أصبح هذا أكثر تعقيداً مما يرغب فيه أي شخص. بقاء خط الأنابيب مغلقاً لمدة عامين هو وقت طويل. هناك خسائر اقتصادية، ليس فقط للشركات، ولكن أيضاً لحكومة إقليم كوردستان العراق والعراق الفيدرالي. لذلك نحن حريصون على معرفة ما إذا كانت هناك أية طريقة لتحقيق توافق في الآراء بين جميع الأطراف لإعادة تشغيل خط الأنابيب. لسوء الحظ، لم يتم التوصل إلى هذا التوافق حتى الآن، لكننا نواصل تشجيع جميع الأطراف على أن يكونوا مرنين وبناءين قدر الإمكان في هذه المناقشات.
رووداو: لننتقل إلى قضية تشكيل حكومة إقليم كوردستان. لقد اجتمعت مع مختلف الأطراف السياسية في أربيل والسليمانية. التقيت بالرئيس بارزاني والسياسيين المختلفين. كيف ترون الجهود المبذولة لتشكيل حكومة موحدة في إقليم كوردستان؟ هل رأيتم استعداداً من كلا الجانبين لتشكيل حكومة موحدة؟ هل أنتم على اتصال بهم حتى يتم تشكيل هذه الحكومة الموحدة؟
فيكتوريا تايلر: نعم بالتأكيد، نواصل تشجيع الجميع على العمل بسرعة لإيجاد أرضية مشتركة ضرورية لتشكيل الكابينة. أعتقد أنه من خلال محادثاتي مع كبار المسؤولين في الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، لدي اقتناع راسخ بأنه هناك فهم جدي بأن تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن يصب في مصلحة الشعب ومصلحة الحزبين أيضاً. لذلك نأمل أن يتمكنوا من تشكيل الكابينة الجديدة في أقرب وقت ممكن، لكن بالطبع سمعنا أن المحادثات مستمرة، ومع ذلك سمعنا رسالة متفائلة ورغبة حقيقية من جميع الأطراف التي تحدثنا معها لتشكيل الحكومة.
رووداو: ما هو رأيكم في الخلافات بين أربيل وبغداد بشأن الميزانية وقضية رواتب إقليم كوردستان؟
فيكتوريا تايلر: من الواضح أن هذه قضايا معقدة للغاية ونحن نواصل تشجيع كل من بغداد ومسؤولي أربيل على إجراء مناقشات وثيقة بهدف إيجاد حل. من الواضح أنه من المهم أن يكون لدى إقليم كوردستان رواتب بشكل مستمر. ونعتقد أيضاً أنه من مصلحة العراق الفيدرالي أن يكون لديه إقليم كوردستان عراق قوي ومتين.
رووداو: لنعد إلى العراق. في الأسبوع الماضي، اجتمعت مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية العراقي. هل ناقشتم قضية الجماعات المسلحة العراقية في تلك الاجتماعات؟ هل طلبت هذه الإدارة من العراق حل هذه الجماعات المسلحة، وخاصة تلك التي لا تستجيب للقائد العام للقوات المسلحة العراقية؟
فيكتوريا تايلر: في الواقع، هذا موقف أميركي طويل الأمد بأن لديه مخاوف بشأن الجماعات المسلحة المدعومة من إيران التي حددناها كمنظمات إرهابية موجودة داخل الحشد الشعبي. ولطالما قلنا، سواء علناً أو سراً، إن الحكومة العراقية بحاجة إلى اتخاذ خطوات للسيطرة على تلك الجماعات الإرهابية. وهذا ليس فقط في مصلحة أميركا؛ نعتقد أنه في مصلحة العراق أيضاً. هذه الجماعات لا تلعب أي دور في حماية أمن العراق.
رووداو: هل اتخذوا أي خطوات حتى الآن؟ هل رأيتم أي خطوات منهم لحل تلك الجماعات من أجل وضع تلك الجماعات تحت مظلة الحكومة العراقية؟
فيكتوريا تايلر: هذه، بالطبع، مناقشة مستمرة مع الحكومة العراقية بشأن ليس فقط كيف يمكن للعراق اتخاذ خطوات لتعزيز استقراره وسيادته، ولكن أيضاً كيف يمكننا المضي قدماً في الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة والعراق وتلك المناقشات مستمرة.
رووداو: سؤالي الأخير. ليس لدى الولايات المتحدة حالياً أي سفير في العراق؟ كان هناك مرشح تم ترشيحه من قبل الرئيس بايدن سفيراً في العراق، لكن الكونغرس لم يوافق عليه. إذن، هل سنرى سفيراً جديداً في العراق قريباً؟ هل ناقشتم هذا الموضوع؟ في رأيكم، ما هو انعكاس عدم وجود سفير في العراق في هذا الوقت المهم؟
فيكتوريا تايلر: بالتأكيد، أتوقع تماماً أن يقوم البيت الأبيض بترشيح سفير للعراق، لكن ليس لدي أي أخبار لك الآن. لكن هذه، بالطبع، علاقة مهمة للغاية ونحن نوليها اهتماماً كبيراً.