اغتال مجهولون المرافق الشخصي السابق لقائد مليشيا “الدفاع الوطني” في دمشق وريفها فادي صقر، فيما شنت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، فجر اليوم الأربعاء، حملة دهم واعتقالات في بلدة غرانيج بريف دير الزور الشرقي، أوقفت خلالها أكثر من 20 شخصاً. وذكرت شبكات محلية أن مسلحين مجهولين اغتالوا فجر اليوم نمير مرشد، المرافق الشخصي السابق لقائد مليشيا “الدفاع الوطني” في دمشق وريفها فادي صقر، وذلك في حي التضامن جنوب دمشق.
ويتهم ناشطون فادي صقر بالمسؤولية عن ارتكاب العديد من المجازر والانتهاكات حين كان يتولى قيادة الدفاع الوطني في دمشق، وعموم سورية، ويعتبرونه أحد أهم المسؤولين عن عمليات القتل الممنهج التي تمت في حي التضامن بدمشق عام 2013، والتي راح ضحيتها أكثر من 280 مدنيا، حيث نفذ العناصر التابعون له إعدامات ميدانية للمدنيين وقاموا بتصويرها كنوع من “التباهي وإظهار الولاء والبطولة”. وأثار ظهور صقر في أكثر من مناسبة، عقب سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، أواخر عام 2024، جدلا محليا حول سبب تسوية الحكومة الجديدة الخلاف معه وعدم اعتقاله.
وكانت وزارة الداخلية السورية أعلنت أمس القبض على أحد أبرز الضباط المسؤولين عن سجن صيدنايا سيّئ السمعة، الذي كانت تديره قوات النظام السوري السابق في ريف دمشق. وقالت الداخلية السورية، في منشور على “تليغرام”، إن قواتها نجحت في اعتقال العقيد الركن ثائر حسين، أحد أبرز معاوني مدير سجن صيدنايا، وذلك أثناء اختبائه في إحدى المناطق النائية بريف طرطوس، وقد جرى تحويله إلى القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.
بعد التفجير في كنيسة مار إلياس، 22 يونيو 2025 (فرانس برس)
تقارير عربية
تحضيرات لحملة عسكرية ضد “داعش” في البادية السورية
وذكر مصدر مقرب من الداخلية لـ”العربي الجديد” أن اعتقال العقيد ثائر حسين جاء بعد 15 يوما من الرصد والمتابعة الدقيقة، إثر تلقي معلومات بأن زوجة حسين، وهي موظفة بنك بدمشق، طلبت النقل إلى طرطوس برفقة زميل من قريتها، وهو ما أثار الشبهات ودفع الجهات الأمنية لمراقبة تحركاتها والتأكد من ارتباطها بالشخص المطلوب. وأضاف أنه تمت مداهمة منزل ريفي في طرطوس واعتقاله دون مقاومة، مشيرا إلى أن ثائر حسين يُحمّل مسؤولية الإشراف على جرائم جسيمة بحق معتقلين سوريين، بينها إعدامات جماعية خارج القانون ودفن في مقابر جماعية. كما أعلنت وزارة الداخلية السورية أمس القبض على العقيد زياد كوكش، المتهم بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات بحق السوريين في عهد النظام السابق.
اعتقالات في شرق سورية
من جهة أخرى، اعتقلت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، فجر اليوم الأربعاء، أكثر من 20 شخصا خلال حملة دهم واعتقالات في بلدة غرانيج بريف دير الزور الشرقي. وذكر الناشط محمد الخلف لـ”العربي الجديد” أن الاعتقالات تركزت في حي الهمايل في البلدة، من دون معرفة التهم الموجهة إليهم، مشيرا إلى أن عمليات الاعتقال رافقها اعتداء من جانب عناصر “قسد” على سكان بعض المنازل بالضرب والشتم، إضافة إلى سرقة بعض محتويات المنازل.
كما ضبطت مديرية الأمن الداخلي في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي شحنة صواريخ غراد كانت بحوزة مجموعة من تجار السلاح في المنطقة. وذكرت محافظة دير الزور أن مديرية الأمن الداخلي شنت، أمس الثلاثاء، عملية في إطار مكافحة تهريب وتجارة الأسلحة، أسفرت عن ضبط شحنة الصواريخ، مشيرة إلى مصادرة الشحنة والقبض على المتورطين، وإحالتهم إلى القضاء.
تخريج 3000 عسكري
وفي حلب، شمالي البلاد، أعلنت وزارة الدفاع السورية أمس الثلاثاء، تخريج دفعة مكونة من 3 آلاف مقاتل من الفرقة 76 ضمن حفل رسمي في الأكاديمية العسكرية بحلب. وشارك في التخريج وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة، إلى جانب عدد من القادة العسكريين والمسؤولين الرسميين. وقدم المقاتلون عروضاً ميدانية شملت الآليات القتالية الخفيفة والثقيلة، كما نفذوا إنزالاً جوياً من المروحيات القتالية.
عربة عسكرية لـ”قسد” تجوب البصيرة بمحافظة دير الزور، 4 سبتمبر 2023 (فرانس برس)
أخبار
“قسد” تعتقل قادة عرباً في “الأسايش” بعد استدعائهم لاجتماع
فصل 200 من متطوعي الأمن
إلى ذلك، أعلنت قيادة الأمن الداخلي في محافظة درعا جنوبي سورية سلسلة من الإجراءات التنظيمية والتأديبية، شملت فصل ما لا يقل عن 200 عنصر بسبب “مخالفات سلوكية وارتكاب تجاوزات لا تتوافق مع القيم والمبادئ الأمنية”. وأوضحت القيادة، في بيان، أن الإجراءات تأتي ضمن خطة لتعزيز الانضباط والارتقاء بالأداء الأمني، عبر خطة تطوير تستهدف تأهيل الكوادر ورفع كفاءتها المهنية، إلى جانب اتخاذ إجراءات صارمة بحق كل من يخلّ بالمبادئ والانضباط المؤسسي.
وتتضمن الخطة، وفق البيان، برامج تدريب دورية تركّز على تعزيز الالتزام بالقيم المؤسسية، وترسيخ مبادئ احترام القانون، والتعامل المسؤول مع المواطنين، وذلك ضمن منهجية شاملة تضع المهنية والانضباط في صدارة الأولويات. وكانت إدارة الأمن الداخلي، في محافظة ديرالزور شرقي سورية، قررت أيضا في وقت سابق فصل عدد من العناصر الأمنية من الخدمة “بعد ثبوت تورطهم في مخالفات عديدة” تتضمن تجاوزات قانونية وأخلاقية مثل الرشوة، التهريب، إساءة استخدام السلطة، وحيازة مواد ممنوعة. وأعلنت وزارة الداخلية في الحكومة السورية، منتصف الشهر الماضي، عن افتتاح أول دائرة لاستقبال شكاوى المواطنين، وحددت موقع الدائرة المُحدثة، خلف مبنى وزارة الداخلية القديم في حي المرجة بدمشق.