Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • “الوحدة 8200″… قلب الآلة العسكرية الإسرائيلية مايكل هوروفيتز……المصدر :المجلة
  • مقالات رأي

“الوحدة 8200″… قلب الآلة العسكرية الإسرائيلية مايكل هوروفيتز……المصدر :المجلة

khalil المحرر يوليو 4, 2025

في السادس من يونيو/حزيران 1967، خلال اليوم الثاني من حرب الأيام الستة، وبعد ساعات فقط من توجيه سلاح الجو الإسرائيلي ضربة قاصمة لنظيره المصري، اعترضت وحدة إسرائيلية صغيرة مكالمة هاتفية محورية جمعت بين الرئيس المصري جمال عبد الناصر وعاهل الأردن الملك حسين.

خلال المكالمة، زعم ناصر كذبا أن الطائرات المصرية كانت تضرب أهدافا إسرائيلية، وحث الأردن على تصعيد النزاع، في ما بدا أنه محاولة لتخفيف الضغط الإسرائيلي المتزايد على القاهرة. كما اتفق الزعيمان على تداول رواية ثانية أكثر جرأة، مفادها أن طائرات بريطانية وأميركية كانت تشارك في الهجوم على مصر، لتأطير الحرب الإقليمية كصراع عالمي.

سُرعان ما جرى بث هذه الرواية عبر المحطات الإذاعية في القاهرة وعمان ودمشق، ثم وصلت أصداؤها إلى موسكو، حيث كرر السفير المصري لدى الاتحاد السوفياتي الادعاء ذاته، على الأرجح في محاولة لدفع الاتحاد السوفياتي إلى التدخل، تماشيًا مع اتفاقية الدفاع المصرية-السوفياتية التي تنص على تدخله إذا انخرطت الولايات المتحدة في الحرب إلى جانب إسرائيل.

وبعد تردد كبير من وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها موشيه دايان، وعلى الرغم من اعتراض رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية، اتخذ الوزير قرارا جريئا، وبثّ محتويات المكالمة عبر الراديو العسكري الإسرائيلي، بعد ساعات قليلة من اعتراضها.

كان قرار دايان المرة الأولى التي تكشف فيها إسرائيل علنا عن اتصالات تم اعتراضها، مما أظهر قدرات جهاز استخبارات الإشارة لديها، رغم ما شكله ذلك من تهديد لسرية عمليات مستقبلية. كما شكّل هذا الكشف أول نجاح علني كبير لوحدة كانت قد أسست حديثا في وقتها، ولكن ذات أهمية متزايدة ضمن مديرية المخابرات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، عرفت باسم “الوحدة 515”. وكانت مهمة الوحدة الأساسية جمع معلومات الاستخبارات الإشارية (SIGINT)، ثم خضعت لتسميات متعددة وتوسعت تدريجيا لتشمل مجالات متقدمة مثل الحرب السيبرانية.

وفي تجسدها الأخير، تُعرف الوحدة عامّيًا بالعبرية باسم “شمونة ماتايم” أو “8200”، وهي اليوم تشكل قلب الآلة العسكرية الإسرائيلية، ويُنسب إليها الفضل في عدد من أبرز إنجازات الجيش الإسرائيلي، ولكن أيضا بعض أكثر إخفاقاته تأثيرا.

بدايات متواضعة
لم تكن الوحدة 8200 تُشبه القوة العظمى التي باتت عليها اليوم. قبل سنوات قليلة من اعتراض المكالمة بين الرئيس جمال عبد الناصر والملك حسين، كانت الوحدة 515، كما كانت تُعرف حينها، قد نجحت في فك شيفرة الاتصالات بين ناصر وصديقه المقرب ونائبه المشير عبد الحكيم عامر. وقتها لم تُعَر تلك المعلومات أهمية، مما أدى إلى ضياع فرصة استخباراتية حاسمة كان من شأنها أن تكشف مناورات الجيش المصري في سيناء خلال الستينات. لم تكن الوحدة تحظى بالسمعة التي تتمتع بها اليوم، كما كانت إسرائيل لا تزال تعتمد إلى حد كبير على الاستخبارات البشرية بدلا من الاستخبارات التقنية.

أما بدايات الوحدة فكانت متواضعة، إذ نشأت كخلية اعتراض صغيرة مسؤولة عن مراقبة الاتصالات العسكرية خلال فترة الانتداب البريطاني. وبعد قيام دولة إسرائيل، أُضفي الطابع الرسمي عليها لتُعرف باسم “شيروت موديعين-2” أو “شين ميم-2”. ورغم انضمامها إلى الجيش الإسرائيلي، بقيت الوحدة آنذاك ظلا باهتا لما ستغدو عليه لاحقا، حيث كانت تعمل من مبنى صغير مكوّن من طابقين في مدينة يافا، ثم بدأت بالتوسع تدريجيا لتشغل المباني المجاورة.

وفي وقت لاحق، جرى تخصيص الطابق الأرضي من المبنى لاستقبال أول حاسوب من طراز “IBM” يدخل الخدمة في الوحدة، وقد استخدمه “فريق فك الشيفرات” في مهامه المتعلقة بتحليل الرموز المشفّرة. قبل ذلك، كان الفريق يعتمد على الورق والقلم في إنجاز عمله، إلى أن أُدخل الحاسوب كأداة مركزية في العمليات. وقد خضعت هذه الأجهزة لاحقا لتحديثات وتعديلات بمبادرة من معهد وايزمان، في واحدة من أولى المحاولات لتطويع التكنولوجيا الغربية وفق احتياجات الوحدة وبصمتها المحلية. ومع ذلك، كانت تلك المرحلة لا تزال بعيدة عن “أيام المجد” التي شهدت تحوّل الوحدة إلى الأكبر في الجيش الإسرائيلي. ففي أوائل الستينات، حين أنشئ أول مختبر تقني تابع للوحدة، لم يكن له مكان سوى مطبخ أحد المنازل في يافا.

 

أما بدايات الوحدة فكانت متواضعة، إذ نشأت كخلية اعتراض صغيرة مسؤولة عن مراقبة الاتصالات العسكرية خلال فترة الانتداب البريطاني. وبعد قيام دولة إسرائيل، أُضفي الطابع الرسمي عليها لتُعرف باسم “شيروت موديعين-2” أو “شين ميم-2”

شكلت حرب “يوم الغفران” عام 1973 نقطة تحول كبرى أعادت تشكيل الوحدة بالكامل. بحلول ذلك الوقت، كانت الوحدة قد توسعت بشكل ملحوظ، وبلغ عدد عناصرها أكثر من ثلاثة آلاف جندي، إضافة إلى عدة محطات تَنصُّتٍ موزعة في أنحاء إسرائيل، مع تركيز خاص على الاتصالات المصرية والسورية. ومع ذلك، منيت الوحدة بأول انتكاسة كبرى، حين فشلت في تحذير القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية من الهجوم المصري السوري المفاجئ خلال عطلة عيد الغفران اليهودي، رغم اعتراضها برقية من حكومة الاتحاد السوفياتي إلى سفاراتها في المنطقة تحذر من ضرورة إجلاء الرعايا السوفيات تحسبا لهجوم وشيك.

وبعد مرور خمسين عاما، عانت الوحدة من فشل مشابه في تحذير القيادة الإسرائيلية، خلال هجوم حركة “حماس” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وهو إخفاق لا يزال يخضع للتحقيق حتى اليوم. وتفاقم فشل عام 1973 بعد أسر أحد أفراد الوحدة في هجوم أولي نفذه مظليون سوريون على موقع عسكري في الجولان، وهو ما أتاح لدمشق الاطلاع على آليات عمل الوحدة، ما أدى إلى إعادة هيكلتها بالكامل ومنحها اسمها الحالي: “الوحدة 8200”.

على مدى عقود، لم يكن يُذكر اسم أكبر وحدة في الجيش الإسرائيلي إلا همسا. ولكنها بلغت، مع مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مبلغا أصبحت فيه إنجازاتها أكبر من أن تُتجاهل، ما جذب انتباها واسعا. وتحت قيادة عاموس يادلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي آنذاك، أثبتت الوحدة أنها إحدى أبرز أدوات القوة الإسرائيلية. وقد شهد مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي تحوّلا لافتا، من الاعتماد على المصادر البشرية إلى الأساليب التقنية المتقدمة، وهو تحول عكس، إلى حد بعيد، ما كان يجري عند الحليف الرئيس لإسرائيل: الولايات المتحدة.

ساهمت الحقبة التي أعقبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول في تسريع التحول نحو المراقبة الجماعية، مما عزز مكانة عمليات الاعتراض كدعامة رئيسة لمجتمع الاستخبارات الأميركي. وسارت إسرائيل في الاتجاه ذاته، فأنشأت قاعدة ضخمة لجمع المعلومات الاستخباراتية (SIGINT) أُطلق عليها اسم “يركون”، تقع قرب كيبوتس أورميا في صحراء النقب. وقد كشفت صحيفة “لوموند دبلوماتيك” الفرنسية عن وجود هذه القاعدة في تقرير بعنوان “آذان إسرائيل التي تعرف كل شيء”، ووصفتها بأنها “من أهم وأقوى مواقع جمع المعلومات الاستخباراتية في العالم”.

رأس حربة إسرائيل السيبرانية
في الفترة ذاتها تقريبا، ترسخت مكانة الوحدة 8200 بوصفها رأس الحربة في آلة الحرب الإسرائيلية. وسّعت الوحدة نطاق عملياتها لتشمل الفضاء السيبراني، ولم يكن ذلك مجرد توسيع لميدان عملها، بل كان تحولا جذريا في طبيعة مهامها من دورها السابق بوصفها الذراع الاعتراضية الأساسية للجيش الإسرائيلي إلى أداء هجومي نشط جعل منها إحدى أكثر أدواته كفاءة في ميدان الحرب الإلكترونية.

وتُنسب إلى الوحدة، على وجه الخصوص، عملية تطوير فيروس “ستاكس نت” ضمن عملية حملت الاسم الرمزي “الألعاب الأولمبية”. ولا يزال هذا الفيروس من أقوى الأسلحة السيبرانية التي أُنتجت على الإطلاق. وقد استُخدم ضد البرنامج النووي الإيراني، حيث أصاب منشآت التخصيب بما يشبه التسارع الجنوني. إذ انفجرت أجهزة الطرد المركزي الإيرانية تباعا في سلسلة من التفاعلات المدمّرة، تاركة المسؤولين يضربون أخماسا في أسداس. ويُعتقد أن نجاح العملية كان من الأسباب التي دفعت القيادة الإسرائيلية إلى العدول عن توجيه ضربة عسكرية مباشرة لإيران في تلك المرحلة، قبل أن تعدل عن ذلك وتنفذ ضربات من هذا النوع في الأسابيع الأخيرة.

وشهد الفيروس نسخة متطورة حملت اسم “دوكو 2.0″، تمكّنت من اختراق أحد منتجات شركة “كاسبرسكي” الشهيرة لمكافحة الفيروسات. ويُرجّح أن البرنامج الخبيث استُخدم للتجسس على المفاوضات التي سبقت توقيع الاتفاق النووي الإيراني عام 2015 في فيينا، كما كُشف أنه استهدف تقفّي أنشطة عملاء روس كانوا يستخدمون برمجيات “كاسبرسكي” ذاتها كأداة خلفية لشن هجمات إلكترونية وسرقة بيانات حساسة. وقد استُخدمت في “دوكو 2.0” ثغرات من نوع “يوم الصفر”، وهي من النوع الذي لا يتطلب تفاعل المستخدم أو نقره على رابط، ما أصبح لاحقا علامة فارقة في الأسلحة السيبرانية الإسرائيلية. وأشار تقرير صادر عن “كاسبرسكي” إلى أن “فلسفة دوكو 2.0 وطريقة تفكير مطوريه تسبق جيلا كاملا من التهديدات السيبرانية المتقدمة”، وأن الفيروس “كاد أن لا يخلّف أي أثر”، بل ظل في وضع الكمون لأشهر، بحسب ما أفادت به الشركة.

منيت الوحدة بأول انتكاسة كبرى، حين فشلت في تحذير القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية من الهجوم المصري السوري المفاجئ خلال عطلة عيد الغفران اليهودي

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تخوض فيها الوحدة 8200 مجال الحرب السيبرانية؛ إذ يُرجّح أن أول سلاح سيبراني من هذا النوع طُوّر ونُفّذ في تسعينات القرن الماضي. لكن بحلول العقد الثاني من الألفية، أصبحت الوحدة الخيار المفضل للجيش الإسرائيلي، وأداة أساسية لتفوقه الاستخباراتي على خصومه. وتزايدت الثقة بالوحدة، بالتوازي مع تنامي الاستثمارات في القطاع السيبراني، وانتشرت شهرتها بسرعة، حتى باتت قادرة على انتقاء نخبة النخبة من المجندين الإسرائيليين، إلى جانب إطلاق برامج خاصة لإعداد المرشحين الواعدين قبل انخراطهم في الخدمة العسكرية.

وفي عام 2018، وأثناء استعراضه لتفوق إسرائيل السيبراني المتنامي، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن شهرة الوحدة باتت تفوق نظيرتها الأميركية، وكالة الأمن القومي (NSA)، مضيفا: “إذا كنتم لا تعرفون ما هي وكالة الأمن القومي الأميركية، فهي تعادل الوحدة 8200 الإسرائيلية”. وفي المؤتمر ذاته، صرّح نتنياهو بأن إسرائيل باتت توجه “لكمة تفوق وزنها الحقيقي بمئتي ضعف” في الفضاء السيبراني، ونسب لنفسه الفضل في ذلك الإنجاز، بسبب قراره تكليف الجيش تطوير برامج تجعل من إسرائيل واحدة من القوى الثلاث الأولى عالميا في هذا المجال، وهو هدف جرى تحقيقه، بحسب تعبيره، وربما تجاوزه.

جندي من مديرية الاستخبارات العسكرية في جيش الدفاع الإسرائيلي يعمل على جهاز كومبيوتر
وتحولت الوحدة إلى ظاهرة اجتماعية أيضا، إذ أسس الكثير من خريجيها شركات ناشئة ناجحة في إسرائيل و”وادي السيليكون” على حد سواء. وغدت “شمونه ماتايم” ركيزة أساسية في بيئة التكنولوجيا المتقدمة الإسرائيلية المزدهرة. وأصبح الانضمام إلى هذه الوحدة النخبوية هدفًا مرموقًا لدى نوابغ التكنولوجيا الشباب، الساعين إلى إثبات ذواتهم عسكريًا ومدنيًا. وقد أثار هذا الوهج بعض الانتقادات في الإعلام الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بضعف التنوع الاجتماعي داخل صفوفها، حيث يُقال إن الغالبية العظمى من مجنديها ينحدرون من أسر ميسورة. وتفيد التقارير بأن الوحدة تبدأ في استقطاب المواهب المحتملة منذ المرحلة الجامعية، من خلال مراقبة برامج مخصصة للطلبة المتفوقين في علوم الحاسوب، لضمان عدم تفويت العناصر المتميزة.

لقد باتت الوحدة، اليوم، بعيدة كل البعد عن بداياتها المتواضعة، حين كان جلّ مجنديها من أبناء المهاجرين الفقراء القادمين من بلدان عربية مجاورة، مثل العراق ومصر.

إخفاقات ونجاحات
على الرغم من كل ما يُنسب إليها من نجاحات، لم تكن الوحدة 8200 محصنة ضد الفشل، ولعل أكثرها فداحة كان عدم قدرتها على تنبيه القيادة الإسرائيلية إلى مجزرة 7 أكتوبر/تشرين الأول قبل وقوعها. وقد تعمقت خطورة الفشل عندما كشفت التحقيقات أن خطة “حماس” قد تم اكتشافها بالفعل قبل عام وتم حتى منحها اسما رمزيا عبريا هو “أسوار أريحا”. على الرغم من التحذيرات من داخل الوحدة 8200 التي أشارت إلى تدريبات عسكرية لـ”حماس” عكست الخطة التي كشف عنها الجيش الإسرائيلي عن كثب، تم تجاهل التهديد باعتباره خيالا أو سيناريو غير معقول اختلقته “حماس”.

أحد أنظمة المراقبة الرئيسة المستخدمة لمراقبة قيادة “حماس” في غزة تم تهميشه وسط مزاعم بأنه لا ينتج معلومات استخباراتية قابلة للتنفيذ وغير متوفرة في مكان آخر. وقد أثارت ضابطة رفيعة، يشار إليها باسم “V”، متابعة تلك المؤشرات، وكانت ترسل رسائل إلكترونية إلى المسؤول المباشر عنها، لكنها قوبلت بالتجاهل باستمرار.

لقد هز الفشل الوحدة. بهدوء، استبدل رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد، إيال زامير، حوالي اثني عشر ضابطًا رفيعي المستوى داخل الوحدة 8200، وسط انتقادات خفية، ولكن متزايدة، حول كيفية اختيار قيادتها العليا، والتي غالبا ما يتم جلبها من وحدات أخرى بدلا من صعودهم عبر مراتب المخابرات العسكرية الإسرائيلية. ربما تكون الوحدة التي بنيت على دمج البراعة البشرية والتكنولوجية قد بالغت في تقدير الأخيرة، على حساب الأولى.

ما فشل في 7 أكتوبر لم يكن التكنولوجيا نفسها، بل كان دورة الاستخبارات التقليدية: الإشارات الحاسمة لم تصل إلى القمة أبدا، على الأرجح لأن كبار المسؤولين في الوحدة- وفي مؤسسة الاستخبارات الأوسع-اعتقدوا أن “حماس” قد تم ردعها بفعالية

ما فشل في 7 أكتوبر لم يكن التكنولوجيا نفسها، بل كان دورة الاستخبارات التقليدية: الإشارات الحاسمة لم تصل إلى القمة أبدا، على الأرجح لأن كبار المسؤولين في الوحدة- وفي مؤسسة الاستخبارات الأوسع- اعتقدوا أن “حماس” قد تم ردعها بفعالية. الفشل متناقض بشكل لافت للنظر، نظرًا لأن الوحدة 8200 تفتخر بتعزيز ثقافة “التفكير خارج الصندوق” وروح “دائمًا تشكك في السلطة”- وهي مبادئ كان ينبغي أن تحميها من هذا النوع بالذات من الأخطاء الاستراتيجية. ومع ذلك، تاريخيًا، أظهرت الوحدة قدرة على التعافي من أخطائها، بما في ذلك كارثة حرب يوم الغفران- وهو فشل لا يختلف عن فشل 7 أكتوبر.

أ.ب.أ.ب.
صواريخ منظومة “القبة الحديدية” الاسرائيلية خلال اعتراضها صواريخ بالستية إيرانية في مدينة تل أبيب، إسرائيل، 14 يونيو 2025
منذ ذلك الحين، يُنسب إلى الوحدة أيضا نجاحات عملياتية رئيسة. من المرجح أن تكون جوانب من عملية “بيبر”– التي أضعفت “حزب الله” قبيل الهجوم البري الإسرائيلي– قد طُورت داخل مختبر أسلحة الوحدة 8200. ويعتقد أن موجة من الهجمات السيبرانية– لم يُكشف عن نطاقها الكامل حتى الآن– إلى جانب قدرة إسرائيل على رسم خريطة دقيقة للدفاعات الجوية الإيرانية، وسلسلة القيادة، وتحديد مواقع القادة الإيرانيين، كانت على الأرجح وراء الضربة الافتتاحية المذهلة التي نفذتها في “عملية الأسد الصاعد” (الهجوم على إيران الذي بدأ في 13 يونيو/حزيران. ويبدو أن إيران قد أخذت ذلك في الاعتبار عندما حاولت استهداف مقر الوحدة 8200 في شمال تل أبيب.

تبدو الوحدة الآن وكأنها على أعتاب “عصر ذهبي” جديد، على الرغم من أنه أشبه بحلقة من مسلسل “بلاك ميرور”، حيث تدمج القدرة العسكرية مع التطورات المتطورة في الذكاء الاصطناعي. وقد عززت أدوات مثل “غوسبل” (Gospel)، وهو برنامج مدعوم بالذكاء الاصطناعي يوصي بأهداف الضربات استنادا إلى مصادر استخباراتية مختلفة، قوة نيران الجيش الإسرائيلي. ومع ذلك، يحذر بعض النقاد من أن هذا النهج الميكانيكي للاستهداف قد يزيد من احتمالية الأضرار الجانبية والضحايا المدنيين. واليوم، تقف هذه الوحدة، التي بدأت حرفيا في مطبخ منزل عادي، على حافة شكل جديد من أشكال الحرب الحديثة: شكل من الحرب الحديثة فيه من التطور بقدر ما فيه من القسوة.

+ / –
font change
حفظ
شارك

Continue Reading

Previous: بن فرحان يحذّر لبنان: اغتنموا الفرصة.. وإلا الحرب مجدداً غادة حلاوي…..المصدر : المدن
Next: هل ينجح ترمب في إنهاء حرب غزة؟ كون كوخلين……..المصدر :المجلة

قصص ذات الصلة

  • مقالات رأي

اكرم حسين عن هشاشة القوى الوطنية السورية..؟…المصدر : صفحة الكاتب

khalil المحرر يوليو 4, 2025
  • مقالات رأي

هل يُحرم الكرد “المكتومون” و”الأجانب” من مجلس الشعب السوري؟ شفان ابراهيم. المصدر : موقع درج

khalil المحرر يوليو 4, 2025
  • مقالات رأي

هل ينجح ترمب في إنهاء حرب غزة؟ كون كوخلين……..المصدر :المجلة

khalil المحرر يوليو 4, 2025

Recent Posts

  • اكرم حسين عن هشاشة القوى الوطنية السورية..؟…المصدر : صفحة الكاتب
  • هل يُحرم الكرد “المكتومون” و”الأجانب” من مجلس الشعب السوري؟ شفان ابراهيم. المصدر : موقع درج
  • دلشاد شهاب: نيجيرفان بارزاني يعمل منذ عام 2022 على الجولة الحالية من عملية السلام في تركيا..المصدر :رووداو ديجيتال
  • هل ينجح ترمب في إنهاء حرب غزة؟ كون كوخلين……..المصدر :المجلة
  • “الوحدة 8200″… قلب الآلة العسكرية الإسرائيلية مايكل هوروفيتز……المصدر :المجلة

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • يوليو 2025
  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • اكرم حسين عن هشاشة القوى الوطنية السورية..؟…المصدر : صفحة الكاتب
  • هل يُحرم الكرد “المكتومون” و”الأجانب” من مجلس الشعب السوري؟ شفان ابراهيم. المصدر : موقع درج
  • دلشاد شهاب: نيجيرفان بارزاني يعمل منذ عام 2022 على الجولة الحالية من عملية السلام في تركيا..المصدر :رووداو ديجيتال
  • هل ينجح ترمب في إنهاء حرب غزة؟ كون كوخلين……..المصدر :المجلة
  • “الوحدة 8200″… قلب الآلة العسكرية الإسرائيلية مايكل هوروفيتز……المصدر :المجلة

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • مقالات رأي

اكرم حسين عن هشاشة القوى الوطنية السورية..؟…المصدر : صفحة الكاتب

khalil المحرر يوليو 4, 2025
  • مقالات رأي

هل يُحرم الكرد “المكتومون” و”الأجانب” من مجلس الشعب السوري؟ شفان ابراهيم. المصدر : موقع درج

khalil المحرر يوليو 4, 2025
  • الأخبار

دلشاد شهاب: نيجيرفان بارزاني يعمل منذ عام 2022 على الجولة الحالية من عملية السلام في تركيا..المصدر :رووداو ديجيتال

khalil المحرر يوليو 4, 2025
  • مقالات رأي

هل ينجح ترمب في إنهاء حرب غزة؟ كون كوخلين……..المصدر :المجلة

khalil المحرر يوليو 4, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.