Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • ماذا يعني أن يتحوّل الإنسان إلى مشروع هندسة وراثية؟ أورنيلا سكر….المصدر: ضفة ثالثة
  • مقالات رأي

ماذا يعني أن يتحوّل الإنسان إلى مشروع هندسة وراثية؟ أورنيلا سكر….المصدر: ضفة ثالثة

khalil المحرر يوليو 7, 2025

نعيش اليوم في زمن متحوّل وسريع الإيقاع. بعضهم يرى فيه تطوّرًا طبيعيًا، وآخرون يعدّونه تمرّدًا على إرادة الله. غير أن الواقع يُظهر أن كلّ تقدّم تكنولوجي يحمل معه مفاهيمه، وتحدياته، وأسئلته الكبرى. فالشر، منذ بدء الخليقة، كان حاضرًا بوصفه جزءًا من التكوين البشري، مما يعيد إلى الواجهة ثلاث أطروحات متداخلة:
ــ الأولى ترى أن الشر الإنساني أبدي، وإن وُجد الخير ليقاومه، كما لخّص نجيب محفوظ في رائعته “أولاد حارتنا”.
ــ الثانية تنفي وجود “جوهر ثابت” للإنسان، كما بشّرت بذلك فلسفة التنوير الأوروبي؛ فالإنسان ليس كيانًا واحدًا، بل جماعات بشروط إنسانية متعددة، تسبقها قوةٌ فاصلة بين الهويات.
ــ أما الثالثة، فتُختزل في عبارة للفيلسوفة الألمانية حنة أرندت: “لا ينفصل العنف أبدًا عن الوسائل التي يستخدمها، ولا عن الغايات التي يسعى إليها”.
من هذه الخلفية، يأتي كتاب “نهاية الجنس ومستقبل التكاثر” (2016) للمفكّر الأميركي هنري تي. غريلي، الصادر عن منشورات جامعة هارفارد، والذي يُعدّ من أبرز الكتب التي ناقشت الثورة المقبلة في مفهوم الإنجاب والعلاقات البيولوجية والجنسية.

نحو تكاثر بلا جنس
يرى غريلي أننا نتّجه نحو عالم لا حاجة فيه إلى ممارسة الجنس من أجل الإنجاب. فالتكاثر البشري في المستقبل، بحسب رؤيته، سيكون في الغالب نتاجًا لعمليات اختيار جيني في المختبر، حيث يقوم الوالدان باختيار أجنة تمّ إنتاجها من خلايا الجلد، بعد تحليلها جينيًا واختيار الأفضل بينها.
هذه الآلية تسمح للآباء باختيار جنين خالٍ من الأمراض الوراثية، يحمل صفات “مثالية” محددة، مثل الطول، لون البشرة، الذكاء، وربما حتى الشخصية. ويتوقّع غريلي أن تصبح هذه الطريقة سائدة خلال العقود القادمة (20 إلى 40 سنة).
لكن هذا المستقبل يطرح إشكالات وجودية كبرى:
ــ هل نحن على مشارف نهاية الطبيعة؟
ــ ما مصير الجنس بمعناه الإنساني، والديني، والروحي إذا لم يعد وسيلةً للإنجاب؟
ــ هل سنشهد أمومة “مخبرية باردة” بلا شعور ولا علاقة جسدية؟
ــ هل ستُستبدل الفطرة بتقنيات تكرّس عبودية رقمية جديدة، قائمة على الهيمنة والتحكم والتمييز الجيني؟

من العدالة إلى التمايز
لا شكّ في أن تحسين النسل قد يبدو مسألة علمية مشروعة، لكن بشرط أن يتم في إطار من العدالة الاجتماعية لا يُنتج طبقيات وراثية، ولا يُقسّم الناس إلى “مثاليين” و”طبيعيين”. غير أن ما يحدث فعليًا، كما يحذّر غريلي، هو نوع من التمرّد على إرادة الخالق، من خلال إحلال الإنسان مكانه، عبر تقنيات تهدف إلى السيطرة على الخَلق.

“يرى غريلي أن التكاثر البشري في المستقبل، بحسب رؤيته، سيكون في الغالب نتاجًا لعمليات اختيار جيني في المختبر، حيث يقوم الوالدان باختيار أجنة تمّ إنتاجها من خلايا الجلد، بعد تحليلها جينيًا واختيار الأفضل بينها”

 

هذه الرؤية تقودنا إلى نظام هندسي يُنتج بشرًا “حسب الطلب”، ضمن منظومة رأسمالية استهلاكية تُخضع الجنين لاختيار وتحسين مسبق، وتقضي على عفوية الحياة، وجمالها، وعيوبها، وفلسفتها الوجودية.

نهاية الإنسان الطبيعي؟
إن ما يُقلق هو أن هذه التكنولوجيات تكرّس نموذجًا لا إنسانيًا مغرقًا في الأنانية والتشييء، يُحوِّل الإنسان إلى كائن تتحكم به خوارزميات جينية، ويدخل في سباق شرس نحو “الأصلح”.
وقد سبق للفيلسوف الإنكليزي هربرت سبنسر أن صاغ مقولته الشهيرة: “البقاء للأصلح”. وقد استخدمها في كتابه “مبادئ البيولوجيا” عام 1864، مؤكدًا أن من يتكيّف مع التغييرات البيئية والاجتماعية والتكنولوجية هو من يملك المستقبل.
وفي الاتجاه ذاته، يرى غريلي أن من يتبنّى تقنيات الإنجاب المستقبلية، ويتقن استخدامها، سيكون أقدر على ضمان بقاء نسله وتفوّقه.
لكن يبقى السؤال الأخطر: أين تبدأ حرية الإنسان، وأين تنتهي؟
هل نحن أمام نسخة جديدة من “اليوجينيا”، أي تحسين النسل، على أسس تحكمية لا أخلاقية؟ وهل دخلنا زمن العبودية الجينية المغلّفة بشعارات الحداثة والتطوّر؟

رقابة… أم فوضى جينية؟
يرى غريلي أن السيطرة على هذا المسار يجب أن تكون من خلال تشريعات حكومية وتنظيمات أخلاقية. لكنه يعترف بصعوبة احتواء هذه الثورة.
هل ستكون هذه الضوابط كافية فعلًا؟ أم أننا نفتح الباب لعصر “ما بعد الإنسان”، حيث تتبدّل مفاهيم الأمومة، والهوية، والاختلاف، والمرض، والعلاقات العاطفية؟
وماذا عن المجتمعات المتدينة، أو الثيوقراطية؟ هل يمكن أن تقبل بأن تُساق البشرية نحو ديستوبيا بيولوجية تجعل من الإنسان كائنًا “مثاليًا” بالتصميم؟
وهل يمكن فصل الحب عن التكاثر من دون أن نفقد جوهر الهوية الإنسانية؟
أين يصبح موقع العاطفة، والالتصاق الروحي، والدفء العائلي، إذا ما أصبحت العلاقات القادمة مبنية فقط على المتعة والاستهلاك المادي البارد؟

إنسان بلا روح؟
الكاتب، وإن كان يعالج هذه القضايا بلغة علمية صارمة، إلا أنه يغفل الجانب الروحي والهوية الوجودية للإنسان، متناسيًا أن الكمال لا يُبنى فقط بالجينات، بل بالمشاعر، بالعلاقات، وبالاختبارات الروحية.
خلقُ كائنات باردة، مبرمجة، محسّنة وراثيًا، خاضعة للرقابة الجينية، يعني في جوهره إلغاءً لمفهوم الإرادة الإلهية والقدر.

“ما يُقلق هو أن هذه التكنولوجيات تكرّس نموذجًا لا إنسانيًا مغرقًا في الأنانية والتشييء، يُحوِّل الإنسان إلى كائن تتحكم به خوارزميات جينية، ويدخل في سباق شرس نحو “الأصلح””

 

فما مصير المرأة ـ الأم، إذا ما فُصلت عن أمومتها الجسدية والروحية؟ وما الفرق بين الرجل والمرأة في ظل هذا النظام؟ وما هو دور القانون إذا لم يحمِ الإنسان من عبودية بيولوجية جديدة تُعيد صياغة الإنسان على نحو خالٍ من العيوب… وخالٍ من الروح؟

إنسانية جديدة… أم مرحلة الانقراض؟
هل نعيش اليوم نهاية “الإنسان الطبيعي”، وبداية كائن بيولوجي جديد؟
هل ما ينتظرنا هو نسخة مطوّرة من الإنسان، محسّنة جينيًا، لا تنشأ بالتربية والخبرة بل بالبرمجة؟ هل سنشهد طلاقًا تامًا بين الروح والجسد لصالح نسخة بلا عيوب، لكن أيضًا بلا عاطفة؟
من المهم أن تتقدّم البشرية في العلم والمفاهيم، لكن يبقى السؤال الأهم:
هل الحياة جميلة بمثاليتها الكاملة، أم بتعرجاتها، بعيوبها، بصراعاتها، بتنوّعها واختلافها؟
وما معنى أن نعيش في عالم بلا شرّ، إن لم نختبر الخير؟ وهل يمكن أن تستقيم الحياة من دون تناقض، ومن دون ألم، ومن دون سؤال؟
ربما ليس كل ما يُحسّن الجينات، يُحسّن الإنسان أيضًا.

* كاتبة وأستاذة جامعية- لبنان.

 

Continue Reading

Previous: بعد 15 عاماً من القطيعة… النسيج التركي يشق طريقه إلى سورية اقتصاد عربي دمشق نور ملحم…..المصدر : العربي الجديد
Next: السيناريوهات المتوقعة لما بعد الرد اللبناني على الورقة الأميركية..المصدر:خاص – المدن

قصص ذات الصلة

  • مقالات رأي

حازم نهار الجنائي والتحليلي والتحريضي…..المصدر: صفحة الكاتب

khalil المحرر يوليو 7, 2025
  • مقالات رأي

“مرونة” حزب الله بلا استجابة… وشبح “عودة الحرب” يطلّ برأسه  عريب الرنتاوي، مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية..المصدر: صفحة الكاتب

khalil المحرر يوليو 7, 2025
  • مقالات رأي

سوريا وإسرائيل… سلام دافئ أم عابر؟  ترتيب أولويات المائدة التفاوضية ضرورة حيوية لتثبيت انتقال سوريا من محور إلى محور.  إبراهيم حميدي..المصدر:المجلة

khalil المحرر يوليو 7, 2025

Recent Posts

  • توماس برّاك يخرج بأجواء إيجابية بعد لقائه عون: حان الوقت للتغيير تقارير عربية بيروت ريتا الجمّال. المصدر: العربي الجديد
  • المحكمة الاتحادية برئاستها الجديدة: نقف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء المصدر: رووداو ديجيتال
  • حازم نهار الجنائي والتحليلي والتحريضي…..المصدر: صفحة الكاتب
  • “مرونة” حزب الله بلا استجابة… وشبح “عودة الحرب” يطلّ برأسه  عريب الرنتاوي، مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية..المصدر: صفحة الكاتب
  • أميركا تحذّر: لا تسافروا إلى لبنان… وثلاث مناطق في دائرة الخطر.المصدر:لبنان الكبير

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • يوليو 2025
  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • توماس برّاك يخرج بأجواء إيجابية بعد لقائه عون: حان الوقت للتغيير تقارير عربية بيروت ريتا الجمّال. المصدر: العربي الجديد
  • المحكمة الاتحادية برئاستها الجديدة: نقف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء المصدر: رووداو ديجيتال
  • حازم نهار الجنائي والتحليلي والتحريضي…..المصدر: صفحة الكاتب
  • “مرونة” حزب الله بلا استجابة… وشبح “عودة الحرب” يطلّ برأسه  عريب الرنتاوي، مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية..المصدر: صفحة الكاتب
  • أميركا تحذّر: لا تسافروا إلى لبنان… وثلاث مناطق في دائرة الخطر.المصدر:لبنان الكبير

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • الأخبار

توماس برّاك يخرج بأجواء إيجابية بعد لقائه عون: حان الوقت للتغيير تقارير عربية بيروت ريتا الجمّال. المصدر: العربي الجديد

khalil المحرر يوليو 7, 2025
  • الأخبار

المحكمة الاتحادية برئاستها الجديدة: نقف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء المصدر: رووداو ديجيتال

khalil المحرر يوليو 7, 2025
  • مقالات رأي

حازم نهار الجنائي والتحليلي والتحريضي…..المصدر: صفحة الكاتب

khalil المحرر يوليو 7, 2025
  • مقالات رأي

“مرونة” حزب الله بلا استجابة… وشبح “عودة الحرب” يطلّ برأسه  عريب الرنتاوي، مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية..المصدر: صفحة الكاتب

khalil المحرر يوليو 7, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.