سلسلة تصعيدات متتالية عاشتها سوريا خلال الساعات الماضية، وسط قصف إسرائيلي استهدف قصر الرئاسة السورية ووزارة الدفاع ومبنى رئاسة الأركان العامة في دمشق. وعلى الرغم من أن منسوب التوتر إرتفع بصورة كبيرة إلا أن إعلان وقف إطلاق النار في السويداء، أعاد الأوضاع المتفاقمة الى الوراء وسط نشر حواجز أمنية في المدينة، واندماجها الكامل ضمن الدولة السورية. ويبقى السؤال الأهم اليوم هل تم ضبط الأوضاع في سوريا أم أن التخوف لا يزال سيّد الموقف من إحتمال أي تصعيد؟ وماذا عن حال لبنان هل سيتأثر بكل ما يحصل مع جارته سوريا؟
الحلو: الأوضاع ذاهبة نحو التهدئة
في هذا السياق، أشار العميد المتقاعد خليل الحلو في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى أن الرئيس السوري أحمد الشرع وافق على إتفاق وقف إطلاق النار، موضحاً أن “أول الاشكالات كان عبارة عن مناوشات على الخفيف توقفت بعد ساعات عدّة، لكن بعدما عاد الاشتباك نتيجة الاحتقان الموجود كان الموقف الأميركي بضرورة أن تتوقف إسرائيل عن هجماتها وأن تتفاوض مباشرةً مع الحكومة السورية لتهدئة الأوضاع، ما يعني أن الأميركي غير مسرور من كل ما يحصل، لا من أداء الحكومة السورية من جهة ولا من التدخل الاسرائيلي الذي لا يساعد في إعادة الاعمار ولا في توحيد سوريا ولا في الحكومة المركزية السورية من جهة أخرى”.
وتوقع الحلو “أن تكون هناك ضغوط أميركية لوقف كل ما يحصل وتسوية الأوضاع ليبقى السؤال: هل الفوضى في سوريا تضر بمصلحة الولايات المتحدة أم لا؟ اذا كانت تضر بمصلحة أميركا فهذا يعني أن الأخيرة سترفع بقوة الصوت على إسرائيل لايقافها، وفي الوقت نفسه للشرع ليشد نفسه من خلال ضبط جيشه. أما اذا كانت الفوضى في سوريا مناسبة لأميركا وهذا ما أشك فيه، فأعتبر أن واشنطن بما تمتع به من قدرة وقوة ديبلوماسية وعسكرية في المنطقة ستجعل الأوضاع تذهب نحو التهدئة، مع العلم أن الاسرائيليين لن يساعدوا وسيكونون سلبيين”.
واعتبر أن “قصف القصر الجمهوري وقيادة القوات المسلحة السورية ليست نقطة متعلقة بالدروز، انما يريدون خراب سوريا”.
وعن مدى إنعكاس التوترات في سوريا على الأوضاع في لبنان، شدد الحلو على وجوب أن يقوم الجيش والقوى الأمنية اللبنانية بواجباتهما بالكامل، لكنه رأى أن “الأجهزة تقوم بالواجبات والجيش اللبناني يتخذ إجراءات مهمة جداً، وأي تحرك يحدث في المناطق الجيش يتدخل ويمنع الأوضاع من التطور، لذلك أعتقد أن قيادة الجيش واعية للموضوع. وبالتالي أعتبر أن الأوضاع تبقى تحت السيطرة لدينا”.
منصور: وجود الشرع حماية لسوريا
أما الصحافية عالية منصور فأكدت أن “هناك فئة كانت رافضة وتضع شروطاً تعجيزية للانضمام الى الدولة وتستقوي بالخارج أي إسرائيل مع أن السلطة منذ 7 أشهر تتحاور معها ويعود الحوار لعدم الوصول الى أي نتيجة، واليوم ما حصل معركة مؤسفة وكل الانتهاكات مستنكرة ومدانة ولكن في النهاية الدولة دخلت الى مدينة سورية، ولا يمكن للأصوات التي تخرج من لبنان وتبرر حمل السلاح وهي نفسها من تطالب بنزع سلاح الميليشيات في لبنان تطالب ببقاء السلاح في سوريا، وبالتالي إما نريد العمل بمنطق الدولة أو الميليشيات لأننا دائماً نتلقى ذرائع للحفاظ على السلاح”، مشيرةً الى “أننا نريد عملاً سياسياً في سوريا، نريد المعارضة بالسياسة وليس بالسلاح”.
وحول سيناريوهات إغتيال الشرع المتداول بها، ذكرت منصور بأن “الرئيس الشرع منذ اليوم الأول مهدد أمنياً، ونتمنى السلامة له، لأن وجوده على رأس حرم السلطة في سوريا حماية لسوريا، وهو الوحيد القادر على ضبط الشارع السوري اليوم”.