بعد سلسلة من الهجمات التي استهدفت قواعدها في سورية مؤخراً، زادت قوات الاميركية تعزيزاتها العسكرية القادمة من شمال العراق، خاصة في مجال الدفاع الجوي.
وذكر مراسل “العربي الجديد” في الحسكة أن القوات الأميركية قامت خلال اليومين الماضيين بإدخال منظومات دفاع جوي من نوع “ثاد – افنجر” إلى قواعدها في شمال شرق سورية، بهدف مواجهة الهجمات المتكررة بواسطة المسير التي تشنها المليشيات المدعومة من إيران في المنطقة.
يُعتبر هذا النوع من المنظومات نظام دفاع جوي قصير المدى يُثبت على عربات متحركة، ويستخدم لمواجهة الأهداف المنخفضة، مثل المروحيات وطائرات الاستطلاع، وله القدرة على اعتراض الصواريخ البالستية ذات المدى المتوسط والقصير.
من جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات التحالف نقلت خلال الـ24 ساعة الماضية تعزيزات عسكرية كبيرة عبر البر والجو إلى قواعدها في شمال شرق سورية. وهذه التعزيزات وصلت عبر معبر الوليد الحدودي مع إقليم كردستان العراق.
وأشار أنها تتضمن قافلتين تتألفان من 50 شاحنة تحمل مواد لوجستية ومعدات عسكرية، وتوجهت إلى القواعد العسكرية التابعة للتحالف في مناطق رميلان وتل بيدر وقسرك بريف الحسكة.
وأضاف أنه “في تزامن مع وصول هاتين القافلتين البريتين، هبطت 3 طائرات شحن تابعة للقوات الأميركية في تل بيدر ورميلان، وقامت بنقل جنود ومنظومات دفاع جوي متعددة المهام بهدف التصدي للأهداف الجوية ذات الارتفاع المنخفض، مثل المروحيات والطائرات بدون طيار والصواريخ”.
وتأتي هذه التحركات في ظل تزايد الهجمات التي شنتها فصائل موالية لإيران على القواعد الأميركية في سورية والعراق، وذلك في سياق التوتر الإقليمي المتصاعد نتيجة للتطورات في الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية لشبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية أن 24 عسكرياً أميركياً أصيبوا خلال الأسبوع الماضي في سلسلة من الهجمات التي شهدت استخدام طائرات دون طيار مستهدفة القواعد العسكرية الأميركية في العراق وسورية.
وأفادت الشبكة بأن 20 جندياً أصيبوا بجروح طفيفة في 18 الشهر الحالي، حين استهدفت على الأقل طائرتان بدون طيار قاعدة “التنف” العسكرية، الموجودة على مثلث الحدود بين سورية والعراق والأردن. كما أصيب أربعة عسكريين أميركيين في اليوم نفسه بجروح طفيفة في هجومين منفصلين بواسطة طائرات دون طيار استهدفت القوات الأميركية في قاعدة “عين الأسد” الجوية غرب العراق. وأشارت الشبكة إلى وفاة متعاقد مدني أميركي نتيجة لسكتة قلبية أثناء الاحتماء من القصف.
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية في وقت لاحق من يوم أمس أن سرباً من طائرات “أف 16” وصل إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط، بهدف تقديم الدعم والتعزيز للقوات الأميركية في المنطقة لزيادة قدرتها على الدفاع عن نفسها.
تعزيزات روسية
توازياً، استقدمت القوات الروسية تعزيزات عسكرية إلى مناطق تمركزها شمالي غرب سورية خلال، الأمس واليوم.
وأفادت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد” بأن هذه التعزيزات وصلت إلى نقاط تمركز القوات الروسية بالقرب من بلدة كفرنبل ومطار أبو الظهور العسكري.
وبحسب المصادر، تضم هذه التعزيزات طائرات مسيرة حديثة مع منصات إطلاقها، بالإضافة إلى عدد كبير من الآليات العسكرية والمدافع والراجمات.
وشنت الطائرات الحربية الروسية خلال الأيام الأخيرة عدداً من الغارات الجوية على مناطق مدنية وعسكرية في المنطقة، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بين المدنيين. وتشهد المنطقة حالياً تصاعداً في التوتر بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة.