دعا زعماء الأرن ومصر وفرنسا إلى وقف فوري لإطلاق ‏النار في غزة، في مقال نشر يوم الاثنين في عدد من وسائل ‏الإعلام الدولية.‏
ودعا ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح ‏السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في المقال إلى ‏‏”التنفيذ الفوري وغير المشروط لقرار مجلس الأمن رقم ‏‏2728، كما نشدد على الحاجة الملحة للتوصل إلى وقف دائم ‏لإطلاق النار في غزة”، كما دعوا إلى التزام إسرائيل بضمان ‏تدفق المساعدة الإنسانية إلى السكان الفلسطينيين. ‏
نص المقال:‏
إن الحرب في غزة والمعاناة الإنسانية الكارثية التي تتسبب ‏فيها يجب أن تنتهي الآن.‏
إن العنف والإرهاب والحرب لا يمكن أن يجلبوا السلام إلى ‏الشرق الأوسط.لكن حل الدولتين سيحقق ذلك، فهو الطريق ‏الوحيد الموثوق به لضمان السلام والأمن للجميع، وضمان ألا ‏يضطر الفلسطينيون ولا الإسرائيليون إلى أن يعيشوا مرة ‏أخرى الفظائع التي حلت بهم منذ هجمات السابع من تشرين ‏الأول.‏
قبل عشرة أيام، اضطلع أخيرا مجلس الأمن التابع للأمم ‏المتحدة بمسؤوليته من خلال المطالبة بوقف فوري لإطلاق ‏النار في غزة، في خطوة حاسمة يجب تنفيذها بالكامل دون ‏مزيد من التأخير.‏
‏ نحن قادة مصر وفرنسا والأردن، وعلى ضوء الخسائر ‏البشرية التي لا تطاق، ندعو إلى التنفيذ الفوري وغير ‏المشروط لقرار مجلس الأمن رقم 2728، كما نشدد على ‏الحاجة الملحة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة.‏
‏ ونؤكد الضرورة الملحة لتنفيذ مطلب مجلس الأمن بالإفراج ‏الفوري عن جميع الرهائن، ونؤكد من جديد دعمنا للمفاوضات ‏التي تتوسط فيها مصر وقطر والولايات المتحدة بشأن وقف ‏إطلاق النار والرهائن والمحتجزين.‏
‏ وبينما نحث جميع الأطراف على الالتزام بجميع قرارات ‏مجلس الأمن ذات الصلة، فإننا نحذر من العواقب الخطيرة ‏للهجوم الإسرائيلي على رفح، التي نزح اليها أكثر من 1.5 ‏مليون مدني فلسطيني. إن مثل هذا الهجوم لن يؤدي إلا إلى ‏مزيد من الموت والمعاناة، وزيادة مخاطر وعواقب التهجير ‏القسري الجماعي لسكان غزة، ويهدد بالتصعيد الإقليمي. وإننا ‏إذ نؤكد من جديد احترامنا لجميع الأرواح على نحو ‏متساوٍ،وندين جميع انتهاكات القانون الإنساني الدولي ‏وتجاوزاته، بما في ذلك جميع أعمال العنف والإرهاب ‏والهجمات العشوائية على المدنيين، فإننا نعيد التأكيد على أن ‏حماية المدنيين هي التزام قانوني راسخ على جميع الأطراف، ‏وحجر الزاوية في القانون الإنساني الدولي، وأن أي انتهاك ‏لهذا الالتزام هو أمر محظور تماما.‏
‏ لم يعد الفلسطينيون في غزة يواجهون مجرد خطر المجاعة، ‏فالمجاعة بدأت بالفعل، وثمة حاجة ملحة إلى زيادة هائلة في ‏تقديم المساعدة الإنسانية وتوزيعها. هذا مطلب أساسي لقراري ‏مجلس الأمن رقمي 2720 و2728، اللذين يؤكدان الحاجة ‏الملحة لتوسيع إمدادات المساعدات.‏
تؤدي وكالات الأمم المتحدة، بما في ذلك الأونروا، والجهات ‏الفاعلة الإنسانية دورا حاسما في العمليات الإنسانية في غزة. ‏ويجب حمايتها ومنحها إمكانية النفاذ الكامل، بما في ذلك إلى ‏الجزء الشمالي من قطاع غزة. ومن ثمّ، فإننا ندين قتل ‏العاملين في مجال الدعم الإنساني، بما في ذلك الهجوم الأخير ‏على قافلة المعونة التابعة لـ “المطبخ المركزي العالمي”.‏
‏ وتماشيا مع القانون الدولي، فإن إسرائيل ملزمة بضمان تدفق ‏المساعدة الإنسانية إلى السكان الفلسطينيين، إلا أن إسرائيل لم ‏تف بهذه المسؤولية. ونكرر ما طالب به مجلس الأمن من رفع ‏للعوائق أمام المساعدة الإنسانية، وأن تقوم إسرائيل فورا ‏بتيسيردخول المساعدات الإنسانية عبر جميع نقاط العبور، بما ‏في ذلك في شمال قطاع غزة وعبر ممر بري مباشر من ‏الأردن، وكذلك عن طريق البحر.‏
‏ نحن، قادة مصر وفرنسا والأردن، مصممون على مواصلة ‏تكثيف جهودنا لتلبية الاحتياجات الإنسانية والطبية والصحية ‏للسكان المدنيين في غزة، بالتنسيق الوثيق مع منظومة الأمم ‏المتحدة والشركاء الإقليميين.‏
‏ وأخيرا، نؤكد الضرورة الملحة لاستعادة الأمل في تحقيق ‏السلام والأمن للجميع في المنطقة، ولا سيما للشعبين ‏الفلسطيني والإسرائيلي، ونؤكد عزمنا على مواصلة العمل ‏معا لتجنب المزيد من التداعيات الإقليمية، وندعو جميع ‏الأطراف الفاعلة إلى الامتناع عن اتخاذ أي إجراء تصعيدي، ‏ونحث على وضع حد لجميع التدابير الأحادية، بما في ذلك ‏النشاط الاستيطاني ومصادرة الأراضي. كما نحث إسرائيل ‏على منع عنف المستوطنين.‏
‏ كذلك نشدد على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني ‏القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ودور ‏الوقف الأردني تحت الوصاية الهاشمية.‏
‏ ونؤكد تصميمنا على تكثيف جهودنا المشتركة لتنفيذحل ‏الدولتين بشكل فعال. إن السبيل الوحيد لتحقيق سلام حقيقي هو ‏إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على أساس حل ‏الدولتين، وفقا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات ‏الصلة، لتعيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل. ‏ويجب أن يضطلع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بدور في ‏إعادة فتح أفق السلام بشكل حاسم.‏
 
الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ملك المملكة الأردنية ‏الهاشمية
 
عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية
 
إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية