مبان مدمّرة في غزة. (أ ف ب)

مبان مدمّرة في غزة. (أ ف ب)
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أن مسلّحيها أطلقوا أسلحة رشاشة وقذائف مضّادة للدبّابات باتجاه القوات الإسرائيلية في شمال قطاع غزة وجنوبه في وقت مبكر اليوم الثلثاء فيما استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف القتال الذي أدّى لتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
وقُتل عشرات الفلسطينيين في قصف جوي ومدفعي نفّذته الطائرات والمدفعية الإسرائيلية فجر اليوم الثلثاء على معظم مناطق القطاع.
في شمال القطاع وجنوبه…
ووسّعت إسرائيل عملياتها البرية في غزة في إطار سعيها لمعاقبة “حماس” على الهجوم المسلّح الذي وقع قبل ثلاثة أسابيع والذي تفيد السلطات الإسرائيلية بأنه أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص.
وذكر شهود أن القوّات الإسرائيلية استهدفت الطريق الرئيسي الذي يربط بين الشمال والجنوب في غزة أمس الإثنين وهاجمت مدينة غزة من اتجاهين.
وأشارت “كتائب القسّام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، إلى أن مسلّحين اشتبكوا في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلثاء مع القوات الإسرائيلية “المتوغّلة في محور جنوب غزة… بالأسلحة الرشّاشة ويستهدفون أربع آليات بقذائف الياسين 105″، في إشارة إلى قذائف محلية الصنع مضّادة للدبابات.
ولفتت “كتائب القسّام” إلى أن المسلحين استهدفوا أيضاً دبّابة وجرافة إسرائيليتان في شمال غرب غزة بقذيفتين.
وأعلنت “استهداف قوّة راجلة صهيونية قرب معبر كرم أبو سالم بقذائف و3 مصفّحات”.
ولم تتمكّن “رويترز” من تأكيد التقارير عن القتال. ولم يكن لدى الجيش الإسرائيلي تعليق فوري.
وقال الجيش الإسرائيلي “إنّنا قتلنا شخصاً تجاوز الحدود من غزة إلى منطقة الغلاف فجر اليوم”، مشيراً إلى أن “800 ألف فلسطيني نزحوا من شمال قطاع غزة إلى جنوبه”.
وأعلن مهاجمة 300 هدف عسكري لـ”حماس” في غزة خلال 24 ساعة.
ولفت إلى أن “قوّاتنا البرية تتقدّم في غزة ومدعومة بمعلومات استخبارية دقيقة”.
وقال: “حماس لديها مخازن أسلحة تحت المستشفيات في غزة وتُطلق صواريخ من مناطق قريبة منها”.
وأفاد عن مقتل قائد كتيبة بيت لاهيا في الحركة.
وتشير السلطات الصحية في غزة إلى أن 8306 أشخاص، من بينهم 3457 قاصراً، قتلوا في الهجمات الجوية والبرية الإسرائيلية. وأوضح مسؤولون بالأمم المتحدة أن أكثر من 1.4 مليون من السكّان المدنيين في غزة، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، أصبحوا بلا مأوى.
وأثار عدد القتلى المتزايد دعوات من الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، ودول أخرى والأمم المتّحدة إلى هدنة للسماح بوصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وقال نتنياهو في وقت متأخر أمس الإثنين إن إسرائيل لن توافق على وقف العمليات القتالية ضد “حماس” في غزة وستمضي قدماً في خططها للقضاء على الحركة.
وأضاف في تصريحات بثها التلفزيون “الدعوات لوقف إطلاق النار هي دعوات لاستسلام إسرائيل لحماس وللإرهاب وللهمجية. وهذا لن يحدث”.
قصف قرب مستشفى القدس
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني فجر الثلثاء أنّ الجيش الإسرائيلي قصف مواقع في شمال قطاع غزة قريبة جداً من مستشفى القدس التابع له والذي نزح إليه آلاف المدنيين للاحتماء من القصف الإسرائيلي.
وقالت الجمعية في منشور بالإنكليزية عبر منصّة “إكس”: “قصفٌ مدفعي وجوي متواصل على منطقة تلّ الهوى في غزة حيث يقع مستشفى القدس”.
وأضافت أنّ “المبنى يهتزّ، والمدنيّون النازحون والطواقم العاملة يشعرون بالخوف والهلع”.
وسبق للهلال الأحمر أن أعلن عن تعرّض المنطقة نفسها لقصف مماثل مساء الأحد.
وكان مدير المستشفى بشار مراد قال لوكالة “فرانس برس” الأحد “تلقّينا اليوم تهديدات شديدة اللهجة من قوّات الاحتلال (الإسرائيلي) بالإخلاء الفوري لمستشفى القدس… كونه سيُقصف”.
ووصف المدير العام لمنظّمة الصحة العالمية هذه الدعوة بأنّها “مثيرة للقلق العميق”، مؤكّداً أنّه من المستحيل إخلاء مستشفى من دون تعريض حياة المرضى للخطر.
وبالإضافة إلى المرضى، يؤوي المستشفى 14 ألف نازح لجأوا إليه هرباً من القصف الإسرائيلي، وفقاً للهلال الأحمر.
وتتّهم إسرائيل “حماس” بأنّها تستخدم مستشفيات لإخفاء أسلحتها ومقاتليها، لكنّ الحركة الإسلامية الفلسطينية تنفي ذلك.
“كارثة فوق كارثة”
أعلن الصليب الأحمر أن “المساعدات التي دخلت غزة بعيدة للغاية عن الاحتياجات الكبيرة لسكّان القطاع”، داعياً لإنشاء ممرّات آمنة للعاملين في المجال الإنساني.
وكشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن أن إمدادات المياه عبر خط أنابيب يمتد من إسرائيل إلى جنوب غزة انقطعت أمس الإثنين “لأسباب غير معروفة”، والإصلاح المعلن لخط أنابيب آخر يصل إلى وسط القطاع لم يتم.
وأضاف المكتب على موقعه الإلكتروني “حتى وقت كتابة هذا، لم توفّر المياه لغزة من إسرائيل”.
ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة إن عدد شاحنات المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى الجيب المحاصر أقل بكثير مما هو مطلوب، وانهار النظام مع اقتحام السكّان مستودعات تابعة للأمم المتحدة بحثاً عن الطعام.
ولفتت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أمس الإثنين إلى أن ذلك أدى إلى توقف أربعة من مراكز توزيع المساعدات التابعة للأمم المتحدة ومنشأة تخزين عن العمل.
وقال مدير برنامج الطوارئ بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط ريك برينان “إنّها كارثة فوق كارثة. الاحتياجات الصحية تتزايد وقدرتنا على تلبية تلك الاحتياجات تتراجع بسرعة”، مكرّراً المناشدات الدولية لوقف إطلاق النار من أجل توسيع نطاق العمليات الإنسانية.
ودخلت شاحنات مساعدات إلى غزة من مصر بوتيرة بطيئة خلال الأسبوع الماضي عبر معبر رفح الذي أصبح النقطة الرئيسية لدخول المساعدات منذ أن فرضت إسرائيل “حصاراً شاملاً” على غزة بعد السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
وشدّد البيت الأبيض على أنه يعمل على إدخال المزيد من شاحنات المساعدات إلى غزة.
في السياق، رأت الأمم المتحدة أن إيصال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر يتطلّب وجود أكثر من معبر حدودي وإن معبر كرم أبو سالم الخاضع لسيطرة إسرائيل هو الوحيد المجهز لاستيعاب ما يكفي من الشاحنات.
وقالت مسؤولة المساعدات البارزة بالأمم المتحدة أمام مجلس الأمن الدولي ليزا دوتن “من الضروري وجود أكثر من نقطة دخول إلى غزة إذا أردنا إحداث الفارق.. كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة هو المعبر الوحيد المجهز للتعامل بسرعة مع عدد كبير بما فيه الكفاية من الشاحنات”.