يدور الحديث هُنا عن اللغة الكُرديَّة، وعن يوم اللغة الكُرديَّة الذي يُصادف يوم الخامس عشر من أيار، اليوم الذي أصدر فيه جلادت بدرخان (Celadet Bedirxan) العدد الأول من مجلة هاوار في العام 1932 من منفاه بدمشق. وما نعنيه في هذا السياق لدى الحديث عن اللغة الكُرديَّة هي تلك اللغة التي يتحدث بها الكُرد جميعهم.
ولكن، لدى التمعن في الأمر أكثر نجد أنَّ هذا اليوم ليس يوماً “للغة الكُرديَّة” في حقيقة الأمر، وإنَّما يوم “اللهجة الكُرمانجيَّة”، وهي إحدى اللهجات الرئيسية في اللغة الكُرديَّة الحديثة، والتي تحولت مع الزمن إلى لغة قائمة بحد ذاتها. علاوة على ذلك، فإنَّ المُتحدثين بالسورانيَّة (أو الكُرديَّة المركزية) ومجموعات اللهجات اللوريَّة والكورانيَّة لا يحتفلون بهذا اليوم، ولا يعتبرونه يوماً للغة الكُرديَّة أصلاً. وبهذا يكون مُصطلح “يوم اللهجة/اللغة الكُرمانجيَّة” ضمن السياق التاريخي لنشوء هذا اليوم، وسبب اختياره أقرب إلى الصواب. حيثُ إنَّ مجلة هاوار لم تكن موجهة للكُرد المُتكلمين باللهجات/اللغات الكُرديَّة الأخرى على وجه الخصوص باستثناء بعض المقالات التي كانت تُنشر في المجلة باللهجة/اللغة السورانيَّة وبالأحرف العربيَّة وذلك حتّى العدد رقم 23 (قارن. هاوار 2012: 9 – 375). فالكُرد المُتحدثون باللهجة/اللغة السورانيَّة (وهي إحدى ثاني اللهجات الرئيسية، والتي تطورت أيضاً على نحو كبير حتّى غدت لغة قائمة بحد ذاتها، تختلف عن مجموعة اللهجات اللوريَّة والكورانيَّة اختلافاً مُثيراً للاهتمام. لذلك فمن الصواب نعت ما نسميها اليوم “اللهجات الكُرديَّة” باللغات الكُرديَّة) يكتبون بأبجدية مُغايرة عن تلك الأبجدية اللاتينيَّة المُعَدَّلة التي نشرها جلادت بدرخان أول مرة في مجلته الآنفة الذكر (مع ضرورة الإشارة إلى أنَّ جلادت لم يكن أول من وضع أبجدية لاتينية مُعَدَّلة للغة الكُرديَّة، فقد سبقه إلى ذلك عددٌ من المُستشرقين الغربيين، واللغويين الكُرد من كُردستان قفقاسيا)، وهي الأبجدية العربيَّة المُعَدَّلة. كما أنَّ المُتحدثين بمجموعة اللهجات الكورانية واللورية يستخدمون الأبجدية العربيَّة المُعَدَّلة نفسها في الكتابة. والأهم من كل هذا أنَّ حكومة إقليم كُردستان لا تعتبر يوم الخامس عشر من أيار يوماً للغة الكُرديَّة ضمن حدود إقليم كُردستان المُتعارف عليها حالياً.
إذاً من يعتبر يوم الخامس عشر من أيار يوماً للغة الكُرديَّة؟ فقط من يستخدمون الأبجدية اللاتينيَّة المُعَدَّلة، والتي عمل جلادت بدرخان على وضعها خلال ثلاثة عشر عاماً: من 1919 إلى تاريخ صدور العدد الأول من مجلة هاوار في منتصف أيار 1932، وهم كُرد شمال وغرب كُردستان، بالإضافة إلى كُرد قفقاسيا أيضاً؛ مع ضرورة الإشارة إلى أنَّهم استخدموا لفترة طويلة أبجدية ثالثة غير الأبجدية العربيَّة واللاتينيَّة المُعَدَّلتان والتي عُرفت بالكريلية، وهي أبجدية متطورة عن الأبجدية الروسيّة.
نعلم أنَّ اللغة الكُرديَّة هي ثاني لغة رسمية في جمهورية العراق الفِدرالية، وهي اللغة الرسمية الأولى في جميع محافظات إقليم كُردستان: في المدارس والجامعات والدوائر الحكومية، كما وفي جميع مرافق الحياة العامة. ولكن هل تُمثل هذه “اللغة الكُرديَّة” (وهو المصطلح المُعتمد في الوثائق الرسمية) جميع اللهجات/اللغات الكُرديَّة؟ بالطبع لا. فهذه “اللغة الكُرديَّة” تمثل بعض فروع اللهجتين/اللغتين الرئيسيتين: اللهجة/اللغة الكُرمانجيَّة، واللهجة/اللغة السورانيَّة (الكُرديَّة المركزية)، وهذه الفروع هي: السورانيَّة والسليمانية (أي لهجة السليمانية) في محافظات هولير والسليمانية والمناطق التابعة لهما إدارياً، والبهدينانيّة (وهي إحدى فروع اللهجة/اللغة الكُرمانجيَّة) في محافظة دهوك (قارن. محمود 2014: 3).
إنَّ اتخاذ يوم الخامس عشر من أيار يوماً للغة الكُرديَّة ضمن وضعه الحالي يستند إلى بُعدين رئيسيين هُما:
1. البُعد اللغوي (البعد اللهجوي): حيثُ يتمتع هذا اليوم بأهمية بالغة لدى الناطقين باللهجة/اللغة الكُرمانجيَّة. إذ يُصادف اليوم الذي أصدر فيه جلادت بدرخان العدد الأول من مجلة هاوار، والتي نشر فيها الجزء الأول من سلسلة التعريف بالأبجدية الكُرديَّة اللاتينيَّة المُعَدَّلة الجديدة. ولكن هذا اليوم لا يتمتع بالأهمية نفسها لدى الناطقين باللهجات/اللغات الكُرديَّة الأخرى، لأن الناطقين بالكُرمانجيَّة لا يُمثلون كل كُرد العالم، وإنَّما جزءاً من الكُرد، ولهجتهم /لغتهم هي إحدى تلك اللهجات/اللغات الكُرديَّة. وبناءً على ذلك، يُمكن القول وبكل بساطة أنَّ يوم الخامس عشر من أيار لا يعني للمُتكلمين باللهجات/اللغات الكُرديَّة الأخرى بشيء سوى أنَّه يُصادف اليوم الذي أصدر فيه جلادت بدرخان من منفاه بدمشق أول عددٍ من مجلة هاوار، وهذا كل ما في الأمر.
من الضروري الـتأكيد على نقطةٍ في غايةٍ من الأهمية ضمن هذا السياق، وهي أنَّ هذا الطرح لا يُقلل البتّة من أهمية جلادت بدرخان ومجلته، وبالتالي الأبجدية الكُرديَّة اللاتينيَّة المُعَدَّلة بمُجملها، إلّا أنَّ المقصود من وراء الأمر هو كثرة القواسم المُشتركة بين اللهجة/اللغة الكُرمانجيَّة ومجلة هاوار، مع الـتأكيد الشديد على أنَّ مجلة هاوار ارتبطت بالكُرد الناطقين بالكُرمانجيَّة في كل من شمال وجنوب غرب كُردستان أكثر من ارتباطها بالكُرد المُتكلمين بلهجات/لغات كُردية أخرى.
2. البُعد السياسي: من الناحية الرسمية تم تحديد هذا اليوم المُصادف الخامس عشر من أيار من كل سنة “يوماً للغة الكُرديَّة” من قِبل المؤتمر القومي الكُردستاني KNK ببروكسل عام 2006. وقد جرت العادة منذ ذلك التاريخ – من الناحية الرسمية على أقل تقدير – الاحتفال بهذا اليوم من خلال القيام بعددٍ من النشاطات الثقافية ذات الصلة باللغة الكُرديَّة في مناطق كل من كُردستان الشمالية والغربية، وذلك على مدى ثلاثة أيام مُتتالية تبدأ من الرابع عشر من أيار وتنتهي في يوم السادس عشر (قارن. المؤتمر القومي الكُردستاني 2009).
يظهرُ البُعد السياسيُّ هُنا بشكلٍ واضح. فمُنظمة المؤتمر القومي الكُردستاني مُنظمة تابعة لحزب العمال الكُردستاني، النشط بالأكثر في الفضاء الكُردي المتحدث بالكُرمانجيَّة. وحينما اتخذت يوم 15 أيار يوماً للغة الكردية فقد سَيَّست بذلك الأمر على نحو واضح. فهي باختيارها لهذا اليوم ودعوتها الكُرد للاحتفال به – باعتبارها سلطة مرجعية – عَمّقت جدلية الخلاف القائم بينها وبين محور أربيل أكثر.
كان لهذا القرار السياسي تأثيره على المناطق الكُرديَّة بسوريا أيضاً. إذ تعتبر الإدارة الذاتية يوم الخامس عشر من أيار حالياً يوماً للغة الكُرديَّة، كذلك الأمر أحد أهم مؤسساتها اللغوية، مؤسسة اللغة الكُرديَّة (SZK: Sazîya Zimanê Kurdî).
سأعمل الآن على تقديم عرضٍ تاريخيٍ مُوجز لأمثلة ثلاث تم فيها تحديد يوم من السنة للاحتفال به على أنَّه يومٌ للغة القومية. هذه الأمثلة الثلاث تتناول ثلاث فضاءات لغوية، وهي: اللغة الإنجليزيَّة، اللغة العربيَّة واللغة الألمانيَّة، لنقف على خلفية وأسباب تحديد كل فضاء لغوي ليوم اللغة الخاص به.
جاء تحديد يوم اللغة “القومية” لدى كل شعب وفضاء لغوي في فترات متفاوتة. فاليوم العالمي للغة الإنكليزيَّة والموافق 23 أبريل من كل عام يصادف يوم ميلاد ووفاة الشاعر الإنكليزي وليام شكسبير. هُنا تم اعتبار تاريخ وفاة وميلاد شخصية أدبية مهمة في الفضاء اللغوي المُتحدث بالإنكليزيَّة يوماً عالمياً للاحتفال بهذه اللغة (قارن. الأمم المتحدة 2010).
أمّا يوم اللغة الألمانيَّة فيُصادف السبت الثاني من شهر أيلول من كل عام، وهو تاريخٌ حددته “جمعية اللغة الألمانيَّة” في دورتموند. حيث وقع الاختيار على هذا اليوم لسببٍ يتعلق بحادثة ما. حيثُ اعتزمت هذه الجمعية في ذلك اليوم من العام 2001 شن “حربٍ” على “الأنجليستيين”، وهم من يستخدمون كلمات وتعابير إنكليزية في لغتهم الألمانيَّة. يتضح لنا هُنا أنَّ خلفية الأمر مُختلفة تماماً عمّا هو عليه الحال بالنسبة للغة الإنكليزية (قارن. جمعية اللغة الألمانيَّة 2001).
أمّا اليوم العالمي للغة العربيَّة، والذي يُصادف الثامن عشر من ديسمبر من كل عام فقد جاء تحديده في سياق تاريخيٍ آخر. حيث وقع الاختيار على هذا اليوم لكونه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 من العام 1973، والذي أقرت بموجبه إدخال اللغة العربيَّة ضمن اللغات الرسمية، ولغات العمل في الأمم المتحدة (قارن. اليونسكو 2020).
ولكن ماذا بالنسبة للكُرد وللفضاء اللغوي الكُردي عموماً؟
بداية لا بُدَّ من البحث عن مُشتركٍ تاريخيٍ أوسع، بحيثُ يشمل الكُرد جميعهم، واتخاذه من ثم كيوم عالمي للغة الكُرديَّة. ولمّا لم يكن تاريخ صدور العدد الأول من مجلة هاوار الآنفة الذكر تاريخاً مُتفقاً عليه بين جميع الكُرد المُتحدثين باللهجات/اللغات المُختلفة، وحيثُ أنَّه جاء ضمن سياقٍ لهجويٍ/مناطقيٍ بحت خاصٍ بفئة مُعينة دون غيرها (وليس لغوي جامع) وآخر سياسي (تحديد KNK لهذا اليوم بصيغته الرسمية)؛ فلا بُدَّ عندئذ من البحث عن حلول أخرى خارج الاستقطاب اللهجوي من جهة، والسياسي – الأيديولوجي من جهة أخرى.
من الثابت أنَّ تَسْييسَ المسألة من قِبل جهة سياسية مُعينة مُمَثلة بحزب ومحور كُردستاني (منظمة المؤتمر القومي الكُردستاني)، واعتبارها قضية لهجة/لغة كُردية (الكُرديَّة الكُرمانجيَّة) بحد ذاتها قد زاد من التباعد بين الفضاءين الثقافيين واللغويين الكُرديين الرئيسيين على نحو كبير. وهذا التباعد والانقسام يُضاف إلى الانقسام الجغرافي المُهيمن أساساً على واقع كُردستان الحالي (حدود كُردستان كأرض تاريخية للكُرد) والسياسي (محوري قنديل وأربيل)، وهذا ما يعزز حالة التشرذم والتشتت على مُختلف الصعد. ففي الوقت الذي يجب أن تنصب فيه المساعي للعمل على تحديد لغة كُردية معياريّة “Kurdîya Bilind” وتأسيس مجمعٍ للغة الكُرديَّة، ووضع قاموس مُشترك جامع لكل اللهجات/اللغات الكُرديَّة، وتجسير الفضاءات الثقافية الكُرديَّة المُختلفة، لتغدو فضاءات عابرة للحدود الدولية التي فرضها الاستعمار الأوروبي والإقليمي على الكُرد؛ فإنَّنا نتجه نحو مزيدٍ من التقسيم والتباعد والتشرذم وكل ذلك عن وعي مُسبقٍ بالأمر.
ما سأقترحه الآن مجرد مسودة قابلة للنقاش والتداول ضمن الأوساط الثقافية المعنية والمُختصة.
بحثتُ في التاريخ اللغوي الكُردي قديماً وحديثاً كثيراً لعلني أحظى بشخصيةٍ، أو حدثٍ، أو مُؤَلَّفٍ، أو أي مُناسبةٍ تجب إحياء ذكراها واتخاذها من ثم كيوم عالميٍ للغة الكُرديَّة، فانتهى بي البحث في آخر المطاف إلى أحمد خاني (1650 – 1707). ففي شخصيته ومكانته في التاريخ الثقافي الكُردي مُجملاً تتوفر عدة عناصر جامعة. فهو مشتركٌ قوميٌ وثقافيٌ ولغويٌ يجمع الكُرد من مختلف اللهجات/اللغات. إذ أنَّه يُعد من أوائل الأدباء الكُرد الذين ناقشوا القضية القومية الكُرديَّة، وقضية اللغة الكُرديَّة في ملحمته الشهيرة “مم وزين”، التي تحتوي على موروث لغوي وثقافي كُردي كبير. كما وأنَّه مقبولٌ لدى مُختلف المُجتمعات الكُرديَّة، ولا وجود لإشكاليات حول شخصيته أو أعماله أو أفكاره.
إلّا أنَّنا الآن نواجه صعوبة في تحديد تاريخ ميلاده كاملاً. فكل ما نعرفه أنَّه ولد في سنة 1061 للهجرة، وهو يذكر سنة ولادته في البيت الشعري رقم 2654 من ملحمته “مم وزين”. إذ يقول:
“Lewra ku dema ji xeybê fek bû
Tarîx hezar û şêst û yek bû ” (Xanî 2010: 813)
الترجمة الإجمالية للبيت: “لذلك فعندما انفصل عن عالم الغيب (أي عن بطن أمه) قد كان التاريخ سنة ألف وواحد وستين” (خاني 2010: 813).
يتضح لنا من البيت الشعري أعلاه أنَّه مولودٌ في سنة 1061 للهجرة والموافق سنة 1650 ميلادية (حسب حسابنا الزمني الحالي)، ولكن ليست لدينا أيَّة أدلة تُشير إلى اليوم والشهر الذي ولد فيه خاني. وهذا يُصَّعِبُ علينا إلى حدٍ ما مُهمة تحديد تاريخ ميلاده باليوم والشهر بشكل دقيق. وعليه، فلا بُدَّ لنا من حل المشكلة عن طريق وضع افتراض معقول يُستخدم عادة في هكذا حالات.
فإذا اعتبرنا أنَّه ولد في اليوم الأول من الشهر الأول لعام 1061، كما هو الحال لدى كل من لا يملك تاريخ ميلاد مُحدد باليوم والشهر، فهذا يعني أنَّه ولد في الأول من شهر مُحَرَّم من العام 1061 هجرية الموافق 25.12.1650 ميلادية.
وبناءً عليه، فيُمكن لنا الآن اعتبارُ يوم 25 من شهر ديسمبر/كانون الأول من كل عام “اليوم العالمي للغة الكُرديَّة”.
قائمة المصادر والمراجع:
المراجع العربيَّة:
1. محمود، برزو (2014): اللغة الكُرديَّة ولهجاتها، إسطنبول: مركز عمران للدراسات الاستراتيجية.
2. منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة – اليونسكو (2020): اليوم العالمي للغة العربيَّة ]أونلاين[ https://ar.unesco.org/commemorations/worldarabiclanguageday ] 12.05.2021[
المراجع الكُرديَّة:
1. Hawar: Hemû Hejmar 1- 57 (1932 – 1943), Stenbol: Belkî.
هاوار: الأعداد الكاملة 1 – 57 (1932 – 1943)، إسطنبول: بلكي.
2. Kongreya Neteweyî ya Kurdistanê (2009): Daxuyanîya Komisyona Ziman, Perwerde, Çand û Hunerê ya KNKyê, [online] http://www.kongrakurdistan.eu/…/daxuyaniya-komisyona…/ [12.05.2021].
المؤتمر القومي الكُردستاني (2009): بيان لجنة اللغة، التربية، الثقافة والفن التابعة ل KNK.
3. Xanî, Ehmed (2010): Mem û Zîn, amadekar: Perwîz Cîhanî, Stenbol: Nûbihar.
خاني، أحمد (2010): مم وزين، إعداد وتحقيق: برويز جيهاني، إسطنبول: نوبهار.
المراجع الإنكليزية والألمانيَّة:
1. United Nation (2010): English Language Day 23 April, [online] https://www.un.org/en/observances/english-language-day [12.05.2021].
الأمم المتحدة (2010): يوم اللغة الإنكليزية 23 نيسان.
2. Verein Deutsche Sprache (2001): Tag der deutschen Sprache, [online] https://vds-ev.de/service-view/tag-der-deutschen-sprache/… [12.05.2021].
جمعية اللغة الألمانيَّة (2001): يوم اللغة الألمانيَّة.