رووداو ديجيتال

ماذا كان سيحدث لو ان قادة الاتحاد الوطني الكوردستاني الذين كلفهم جلال طالباني بادارة الاتحاد في حال غيابه قبل الذهاب في رحلته العلاجية الى عمان عام 2008، حسب ما تحدثنا في الحلقة السابقة، 23؟. وهل كان هؤلاء القادة على استعداد لتنفيذ ما جاء في رسالة زعيمهم؟

في هذه الحلقة، 24، من برنامجنا الحواري”ملفات عدنان المفتي” الذي يقدم حصريا من خلال رووداو عربية، يكشف المفتي عن الكثير من الامور التي تخص قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني وعن اسباب عدم اختيار طالباني خليفة له خلال حياته، منبها الى ان:” الاتحاد اليوم يمر بمرحلة مختلفة عن السابق وهو في مخاض، القيادة الحالية التي يمثلها ولدي مام جلال، بافل وقوباد والآخرين الذين عقدوا مؤتمر وشكلوا قيادة، تقع عليهم مسؤولية كبيرة”.

يقول المفتي موضحا حول رسالة طالباني الى قيادة الاتحاد عام 2008:”مام جلال كان قد كتب هذه الاسالة في 2008، وعاد من هذه الرحلة سالم ومعافى لهذا لم نتحدث في هذا الموضوع وقتذاك، كما انه ليس مناسبا ان نطرح موضوع خلافته وهو مريض، وكنا نرى انه من المخجل طرح هكذا موضوع، لكنه عندما تعرض للمرض ثانية عام 2012 لم يكن وقتذاك قادرا على الحديث او ان يقرر اي شيء . اعني بعد سفره للعلاج في المانيا”.

نساله:كانت تتسرب وقتذاك بعض الاخبار التي اكدت انه بصحة جيدة، هل كان هذا صحيحا؟. يجيب نافيا:”لا.. كان يتعرف على البعض من زواره المقربين، وانه كان يرد على بعض الاسئلة بكلمة او كلمتين، مثلا نساله شلونك يقول زين، او نحكي له نكته فيضحك لها”.

وفي رده عن سؤالنا:لكن الدكتور نجم الدين كريم الذي كان معه غالبا اكد لي شخصيا من برلين بان صحته جيدة وطبيعي، كان هناك غياب للشفافية بهذه الاخبار مع انه كان رئيسا للعراق وليس للاتحاد فقط والعراقيين كان من حقهم ان يعرفوا اخبار صحة رئيسهم بمصداقية؟”يقول:”هم كانوا يتاملون ان يصير زين ..وبصراحة لم يكن كذلك..ما كان زين، انا دائما كنت ازوره في برلين وحتى عندما عاد الى العراق وعرفني وكان يضحك، انا اعرف كيف اتواصل معه وعن اي مواضيع او نكات اقولها له، وكان يضحك، لكنه كان يتحدث بصعوبة وليس بسهولة ان يخرج صوته بطريقة طبيعية”.

وفي تعليقه على عدم العمل برسالته عام 2008، يوضح:” لا..هذه الرسالة كانت في 2008 عندما ذهب للاردن لاجراء العملية، وتعود للزمن الماضي، وعندما عاد اجرينا اجتماعات وعقدنا مؤتمر في 2010 وقيادة جديدة بحضوره، ولم يتحدث هو بالموضوع وكذلك نحن القياديين الـ 8 الذين كلفنا برسالته لادارة الاتحاد فماذا عن اللآخرين؟ وليس سهلا ان نتحدث معه عن الموضوع وهو حي” .مضيفا:”كان الجميع يتجنب سؤاله عن من سيتزعم الاتحاد من بعده منذ 2004 او السنوات اللاحقة..هذا الموضوع حساس، انا سالته ذات مرة ولكن اليوم لا ينفع الحديث فيه، لان مام جلال لم يكن ملك حتى يعين ابنه وكان رأيه قابل للتغيير، مثلا اليوم يقول عنك انت جيد جدا وتصلح لان تكون سكرتير الاتحاد، وبعد يومين يغير رايه”.

لكن طالباني كانت عنده آراء ايجابية باشخاص ولم تتغير.. على مدى سنوات معرفتي به وخلال لقاءاتي معه، كانت عنده آراء ايجابية راسخة باشخاص مثل الدكتور برهم صالح؟

الرئيس بارزاني والرئيس العراقي الراحل جلال طالباني

 

يرد قائلا:”يعني ايجابية بين قوسين، ان يحب شخص ايجابي وطني شغول وشعبيته زينة، هذا لا يغير شيء في الموضوع، لكن ان يختاره سكرتير عام للاتحاد الوطني الكوردستاني، فهذا موضوع آخر”. اعقب قائلا:ماذا يعني اختياره للدكتور برهم صالح وكاكا كوسرت رسول كنائبين للسكرتير العام للاتحاد؟. يقول:”نائبين..نعم.. صحيح لانه واحد من السليمانية وواحد من اربيل، صار توازن وكلاهما كان رئيس وزراء، وقبلهما كان نوشيروان مصطفى لوحده نائبا للسكرتير”.

نذكره بان اكثر حزب كوردي تعرض للانشقاقات هو الاتحاد الوطني الكوردستاني، واكثر انشقاق اتعب الاتحاد هو انشقاق نوشيروان مصطفى، ومام جلال كان متاثرا جدا من هذه الخطوة وقال لي في حوار صحفي بان نوشيروان كان سكرتير مكرر للاتحاد الوطني؟. يوافقني القيادي المعروف في الاتحاد الوطني، عدنان المفتي، ويقول:”اي صحيح..نعم مام جلال كان متالما جدا لانهما، هو و نوشيروان ، امضيا سنوات طويلة في النضال مع بعض وبالفعل كان نوشيروان سكرتير مكرر ..ذات مرة عام 1986 عندما كنا نسعى لتاسيس الجبهة الكوردستانية وكنا نجلس سوية، مام جلال وانا وأعضاء المكتب السياسي، سالته عن كيفية اتخاذ القرار في المكتب السياسي؟ قال: اولا نناقش الموضوع انا وكاكا نوشيروان واذا اتفقنا ينضم الينا دكتور فؤاد معصوم ونصير 3 وبعدها نطرحه للنقاش”.

نسأله: انتم في الاتحاد الوطني دائما كان عندكم مأخذ على الحزب الديمقراطي الكوردستاني وتعتبرونه حزب عائلي او عشائري، واتضح ان الديمقراطي الكوردستاني يعد قيادات سياسية شابة، بينما ظهر ان الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي يعتبر نفسه حزب اشتراكي تقدمي هو اكثر عائليا وعشائريا واكثر عمقا بهذا الموضوع من الديمقراطي..ذكرت قبل قليل بان مام جلال ليس ملكا ليعين ابنه، لكن في النتيجة هذا ما صار؟”.

يوضح بقوله:”ليس هو من عينه..ولسنا نحن من عيناه، بل الامر الواقع بسبب مرض مام جلال وهيرو خان ما كانت قادرة على الاستمرار بمهماتها وكانت مريضة ايضا، ومنذ 2012 ولاربع سنوات كانت قيادة الاتحاد مشلولة بصراحة..كان كوسرت مريض ايضا وهناك خلافات داخلية”.

نستفسر منه: هل تعني خلافات ما بين هيرو خان ودكتور برهم صالح؟ وهل هي خلافات عائلية مثلما يروج لذلك ام خلافات حزبية؟.يرد المفتي قائلا:” هذه جزء منها وليست كلها”، معقبا:”كانت علاقاتهم، هيرو خان وبرهم، قوية في البداية وهي رشحت بقوة تعيينه رئيسا للوزراء، ولا مجال هنا للدخول بهذه التفاصيل ويمكنك ان تسالهما، وحتى لو اعرف لا ادخل بهذا الموضوع..هذا جانب والجانب الآخر تاريخ الشعب الكوردي والثقافة الموجودة في اللاوعي ان الناس عنا لا ينظرون للموضوع بان هذا تقدمي وهذا غير تقدمي او عشائري، كما تنظرون اليه انت ومن امثالك المثقفين..يعني الناس تفضل ابن مام جلال اذا عنده امكانيات وحضور على شخص آخر عنده نفس الامكانيات والحضور لكنه ليس ابن مام جلال.. وهناك حالة نفسية في تقبل ابن مام جلال مقارنة مع الاخرين..ونحن كقيادات سابقة تجاوزنا العمر، ثم ان تيار الشباب استطاع ان ينظم نفسه بهذا الشكل الذي تراه في داخل بيت مام جلال والامن ومكافحة الارهاب والمالية.. وبالجانب الاخر هم اخذوا اتجاه الذي يرفض سياسة الحزب الديمقراطي الكوردستاني وكأننا في القيادة السابقة تنازلنا للديمقراطي وهذا بحث يحتاج الى رد ونفي وشرح طويل، لكن هناك شريحة واسعة في قواعد الاتحاد تتقبل هذا الامر”.

طالباني مع برهم صالح وكوسرت رسول ونوشيروان مصطفى

 

وفي تعليقه على ان العراقيين، العرب، كبار السن منهم خاصة، عندما ياتي ذكر الثورة الكوردية يُذكر اسم ملا مصطفى بارزاني باعتباره قائد هذه الثورة، وليس جلال طالباني، ويسمونها حرب البارزاني باعتباره رمز الثورة الكوردية، وقلنا في حلقة سابقة ان الفترة الذهبية لكوردستان هي فترة اتفاق الحزبين الديمقراطي والاتحاد الوطني الكوردستاني؟، يقول:”لا شك ان ملا مصطفى بارزاني قائد كبير تاريخيا وزمنا ايضا فهو يسبق طالباني لكن طالباني ايضا رمز وقائد كبير خاصة في الثورة الجديدة بعد نكسة 1975 (بعد اتفاقية الجزائر)، ومبادرته بتاسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني واعلانه للثورة ومجيئه الى كوردستان..وجوانبه الايجابية وقيادته للثورة ودوره اكبر بكثير من سلبياته واخطائه، ليس فقط في اقليم كوردستان ولكن في المجتمع الدولي، وانا اتصور كلاهما، بارزاني وطالباني، من رموز الحركة التحرري الكوردية، وهو مع كاكا مسعود كانا يكملان بعضهما الاخر والشعب الكوردي كان بحاجة الى جهودهما والفترة التي تعاونا فيها مع بعضهما هي فترة الانجازات ولولا الجبهة الكوردستاني ووجودهما مع بعض ما كان تحقق ما تحقق بما في ذلك انتفاضة 1991 والانتخابات وتشكيل برلمان اقليم كوردستان والحكومة والدستور العراقي”.

وماذا عن حرص قيادات الاتحاد على حاضره ومستقبله:انتم وكاكا كوسرت والدكتور برهم صالح وغيركم من القيادات قدمتم تضحيات كبيرة الستم حريصون على مسيرة الاتحاد؟ هل الاتحاد اليوم يلعب نفس الدور المؤثر للشعب الكوردي ولاقليم كوردستان؟ حتى في بغداد اذا تبنى الديمقراطي موقف بالمقابل يتبنى الاتحاد موقف مضاد له؟.يرد عدنان المفتي، القيادي المعروف في الاتحاد الوطني الكوردستاني قائلا:”دعني اقول بصراحة، الاتحاد اليوم يمر بمرحلة مختلفة عن السابق وهو في مخاض، القيادة الحالية التي يمثلها ولدي مام جلال، بافل وقوباد والآخرين الذين عقدوا مؤتمر وشكلوا قيادة، تقع عليهم المسؤولية، خارج هذه القيادة يوجد عدد كبير من القيادات السابقة،والقيادة الحالية اختلفت ايضا وخرج عنهم لاهور ومعه كوادر ، وانا قلت لبافل وقيادات اخرى اذا كانوا يسيرون على خطى مام جلال فكان عنده مقولة يرددها يقولها بالكوردية(ما عندنا واحد زايد)، اي ما ننتظر احد وتعني ما نوقف مسيرتنا على احد او بسبب احد واذا واحد تركنا الله وياه”.موضحا عن الانشقاقات التي حدثت في الاتحاد:”نحن انشققنا(في إشارة لانشقاقهم عن الاتحاد وتاسيس الحزب الاشتراكي)، قسم كبير منا رجع للاتحاد، ئالاي شورش وملا بختيار انشقوا ورجعو، برهم عمل تنظيم آخر ورجع ، نوشيروان، توفي الله يرحمه، لو بقي لكان اليوم عنده دور كبير رغم انشقاقه وتاسيسه لحركة گوران، والسؤال اليوم لماذا لا يتوحد هؤلاء، گوران ولاهور، لندع سياسة الاتحاد الجديدة بلم الكورد، هذا لصالح البارتي ايضا”.

نساله:هل تعتقدون هناك مثل هذا المخطط؟، يرد:”لا..للاسف ماكو ولكن اذا صار فسيكون لصالح البارتي ايضا لان الاتحاد اذا يضعف فهذا ليس لصالح الديمقراطي ولا لصالح الكورد ..لان ما هو البديل؟ البديل احيانا هي الفوضى..وان شاء الله ما نصل الى هذه المرحلة..الخلافات ممكن حلها، لكني اقول هذا لانني غير مطمئن تماما لانهم بحاجة لان يكون شعورهم كبير بالمسؤولية وان يدركوا ان هذه مسالة ليست هينة فالاتحاد أمانة وان ما تكون هناك قرارات انفعالية بل انت كقائد في الاتحاد يجب ان تتعامل مع الحالة الموجودة داخل الاتحاد وان تتعامل مع القوى السياسية داخل الاقليم، مع البارتي وگوران والقوى الاسلامية وكذلك تعاملك مع بغداد ومع جيرانك، تركيا وايران والـ( به كه كه)، كل هذه الملفات صعبة جدا واي خطأ يؤثر سلبيا..قيادة الاتحاد حاليا ان لا تستعجل القرارات وان تحاول لملمة صفوفها وان تنفتح لضم كل التيارات..على الانسان ان لا يتصور انه قوي، عندما تشعر انك قوي وليس بحاجة لاحد فسوف تفشل ..هذه حتمية تاريخية، عندما يصاب الشخص بالغرور فسوف يفشل.

سؤال اخير.. هل يمكن ان يتقاعد السياسي؟،اذا لم يكن المسؤول الاول واذا عنده عقل شوية فعليه ان يمنح نفسه راحة وعندما يجد نفسه لا يمكنه الاستمرار او ان هناك جيل جديد صاعد غير قادر على التواصل معهم فيجب ان يتقاعد”.