تقرير تيار مستقبل كردستان سوريا : الانتهاكات ، وجرائم الحرب ، والتغيير الديمغرافي في منطقة عفرين الكردستانية.
تشهد منطقة عفرين الكردستانية (جيايي كرمينج) منذ احتلالها من قبل الجيش التركي ، والميليشيات المسلحة التابعة له في 18 مارس 2018 سلسلة من الانتهاكات والجرائم ، التي أدت إلى تدهور كبير في الوضع الإنساني ، الاقتصادي، والبيئي ، في المنطقة. كما يجري تغيير ديمغرافي متعمد من خلال إقامة مستوطنات جديدة ، ومنع الأهالي من العودة إلى منازلهم وقراهم.
• تتعامل الميليشيات المسلحة في منطقة عفرين بعقلية انتقامية تجاه السكان الكرد ، الأمر الذي يجعل العودة إلى المنازل أكثر صعوبة وتعقيداً. حيث تواجه العودة ، عراقيل عديدة مثل الاعتقال والاستجواب وفرض أتاوات ضخمة. على سبيل المثال ، يشترط على كل شخص يرغب في العودة إلى قريته دفع مبالغ تتراوح بين 3000 و5000 دولارا لاستعادة منزله ، بالإضافة إلى رسوم إضافية تصل إلى 100 دولار عن كل منزل يسكنه صاحبه الأصلي، و200 دولار في حال كان الشخص ميسوراً، و200 دولار عن كل دكان.
• على الرغم من وفرة المحاصيل الزراعية في عفرين مثل الزيتون والخضروات والفواكه والقمح، يعاني السكان من حالة فقر مدقع . حيث تتسبب السرقات والضرائب والأتاوات الجائرة المفروضة من قبل الميليشيات المسلحة في دفع العديد من العوائل إلى تحت خط الفقر. ففي ناحيتي شيه (شيخ الحديد) ومعبطلي ، فرضت ميليشيا السلطان سليمان شاه (العمشات) ضرائب باهظة تصل إلى 2000 دولار على كل معصرة زيتون ، و3000 إلى 5000 دولار لاستعادة المنازل.
• تم فرض ضرائب على الآبار الارتوازية ، حيث تصل تكلفة عزل بئر قديم إلى 300 دولار، بينما يتعين على الآبار التي تُحفر مجدداً دفع 1000 إلى 1500 دولار، مما يثقل كاهل السكان المحليين.
• تستمر الانتهاكات في منطقة عفرين من خلال الاعتقالات التعسفية ، الاختطاف، وسلب الممتلكات . حيث تمارس الميليشيات المسلحة ضغوطاً مالية على المدنيين، وتستخدم السجون الخاصة لاحتجاز الأفراد وتعذيبهم وابتزازهم . هذا الوضع أدى إلى تفاقم معاناة السكان ودفع العديد منهم إلى حافة الفقر.
• في يوليو 2024، اندلعت حرائق واسعة في غابات عفرين، التي يبدو أنها كانت متعمدة . فقد دمرت هذه الحرائق مساحات كبيرة من الغابات والأراضي الزراعية مثل أشجار الزيتون والكرز والتين ، وأصبحت تجارة الأحطاب مربحة للميليشيات، بينما كانت جهود إخماد الحرائق محدودة، مما أدى إلى تدمير الموارد الطبيعية في المنطقة.
• إلى جانب الانتهاكات الإنسانية والبيئية، تقوم الميليشيات المسلحة بإقامة مستوطنات جديدة في عفرين، مما يؤدي إلى تغيير ديمغرافي متعمد. حيث يتم الاستيلاء على الممتلكات والأراضي لتوطين أفراد من خارج المنطقة، الأمر الذي يغيّر من التركيبة السكانية ، ويعزّز السيطرة العسكرية على المنطقة.
• تشير الأدلة والبيانات الواردة إلى أن الوضع في منطقة عفرين الكردستانية يزداد سوءاً ، بسبب الانتهاكات المستمرة ، وجرائم الحرب ، والتغيير الديمغرافي الذي تمارسه الميليشيات المسلحة المدعومة من الجيش التركي ، وهي موضع استنكار وإدانة . حيث تتطلب هذه الأوضاع تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي ، لمحاسبة المسؤولين ، وتقديم الدعم للمتضررين . فمن الضروري أن تركز الجهود على حماية حقوق الإنسان، واستعادة الاستقرار في المنطقة، وضمان التعويض العادل للمتضررين من هذه الجرائم ، ومحاسبة مرتكبيها ، وإخراج الميليشيات المسلحة من المدن والبلدات ، وتشكيل مجالس مدنية منتخبة من سكان منطقة عفرين الأصلاء لتسيير شؤونهم وإدارة أنفسهم .
قامشلو ١ ايلول 2024
تيار مستقبل كردستان سوريا
الهيئة التنفيذية