أكد عضو اللجنة التحضرية لمؤتمر المسار الديمقراطي، عصام دمشقي، أن المؤتمر كان خطوة مهمة على طريق توحيد جهود القوى السورية، مشيراً إلى أنهم يسعون في المرحلة المقبلة للعمل على تعزيز العلاقات السورية – السورية، وتشكيل قطب ديمقراطي وطني سوري، ومن ثم سيعملون لكي يكون لهذا القطب دور مؤثر في إخراج سوريا من حالة الاستعصاء.
عصام دمشقي: نعمل على تشكيل قطب ديمقراطي وطني سوري

شهد الملف السوري خلال الأسابيع الماضية محاولة جديدة لدفع المسار السياسي نحو الأمام، وذلك من خلال عقد “مؤتمر المسار الديمقراطي” في 25- 26 تشرين الأول في العاصمة البلجيكية بروكسل، بمشاركة 128 مندوباً بشكل فيزيائي وافتراضي، يمثلون قوى وشخصيات ديمقراطية من سوريا في داخل البلاد وخارجها.

 

المعارض السوري والمشارك في تنظيم هذا المؤتمر، عصام دمشقي، أشار إلى أن المؤتمر كان خطوة هامة على طريق توحيد جهود عدة منظمات وشخصيات ديموقراطية، خاصة في الظروف المعقدة التي تمر بها المنطقة، حيث يبدو في الأفق القريب احتمال إعادة تشكيل للعلاقات الإقليمية والدولية، واحتمال حدوث تغييرات هامة ونوعية في الوضع السوري.

وأضاف: “من جهتنا، في المسار الديموقراطي السوري، أكدنا أن عملنا لم يكن إلا نقطة علامة أو مَعلم على طريق العمل مع جميع الديموقراطيين الذين يعملون كأحزاب أو من خلال تجمعات أو تحالفات سياسية، وفي مرحلة لاحقة مع جميع الوطنيين السوريين سواء في المجال السياسي أو في مجال المجتمع المدني، الذين يرغبون بالتعاون من أجل تحقيق الانتقال السياسي في سورية الموحدة انطلاقاً من القرارات الأممية وخاصة 2254، وذلك ضمن تصور واضح لسورية دولة المواطنة الديمقراطية التي ستحقق الحقوق الفردية لأفرادها والحقوق الجمعية لقومياتها والحقوق الثقافية للجميع”.

وتابع عصام دمشقي: “لقد أثيرت ضجة غير مبررة حول المؤتمر تشي بعدم نضج مسألة العلاقات البينية والتحالفات بين القوى السياسية في سورية، وعدم وجود وعي مستقبلي أن مستقبل سورية سيكون رهناً بالحوار والتفاوض بين السوريين رغم وجود خلافات عميقة بينهم، ولا يجب التفكير بإقصاء أحد، إلا من يرغب بإقصاء نفسه لخدمة مشاريع ذات توجهات غير سورية”.

وحول أهمية النتائج التي حققها المؤتمر، أكد دمشقي: “في المسار الديمقراطي لا نرغب أبداً بتعظيم حجم التوقعات، فأمامنا الكثير من العمل على مستوى العلاقات السورية-السورية؛ لتحقيق قطب ديمقراطي وقطب وطني سوري هام ومؤثر، ثم أمامنا مهمة العمل على المستويات الفاعلة العربية والإقليمية والدولية ليكون لنا دور مؤثر في الخروج من حالة الاستعصاء التي يمر بها الوضع السوري، وليكون هذا الخروج في اتجاه الحل السياسي الشامل في الوضع السوري وليس باتجاه إعادة تعويم النظام المستبد من خلال إجراء إصلاحات تجميلية وترقيعيه”.

واختتم دمشقي حديثه بالقول: “يجب ألّا ننسى أن كل ذلك سيجري في ظروف لا يزال السوريون يفتقدون فيها القوى والأدوات الضرورية التي تجعلهم فاعلاً مؤثراً، وحيث لا تزال القوى الإقليمية والدولية هي المسيطرة، ولا يزال النظام محافظاً على تماسك نسبي يسمح له بأن يلعب دوراً فاعلاً معيقاً للانتقال السياسي المطلوب”.

(آ)