عصاب جماعي مشترك منتشر بين السوريين العرب، بدأ خجولاً وناعماً، منذ بداية الاحتجاجات، وبات الآن فاجراً وصارخاً، يتمثل في في الحقد والغل الشائع ضد الكرد وقضيتهم في الأوساط السياسية والشعبية السورية. منشأ هذه الكراهية القصوى هو خطاب سلطة الاستبداد البعثي طوال عقود سابقة، إلا أن من غذّاها ورعاها على شكل خطاب أخلاقي وسياسي، وحتى ديني، كانت أحزاب المعارضة المرتزقة لدى تركيا، وفي مقدمتها تلك كانت عصابة الإخوان المسلمين، التي تلقت دروسها في الكراهية العارية والممنهجة وفطمتها من ثدي المخابرات التركية ودوائر الخطاب الأيديولوجي للطورانية، وراحت تروّج لها كخطاب سياسي وأخلاقي، رؤية وممارسة، ضد الإنسان الكردي السوري، بعدها معياراً لثورية أي سوري يريد التخلص من النظام( العلوي) المستبد، المعارض لعروبة سوريا وإسلامها. المعارضة السورية الآن تعرّت تماماً من كل شيء، حتى من قدرتها على ادّعاء الخجل أو انتحاله، وكشفت عن وجهها العنصري والطائفي القميء، وراحت تجاهر بأن محاربة الكرد و وجودهم أهم من محاربة الاستبداد، لأن التخلص من الكرد هو شرط حتمي للتخلص من استبداد بشار الأسد، حسب رأيها، وقد يفضي إلى تحرير فلسطين أيضاً من البحر إلى البحر. بالطبع بعض الكرد الوطنچيين( المنافقين)و ( المثوّرين) كان لهم دور في الترويج لمثل هذا الخطاب أو التمهيد لشيوعيه، نتيجة مهادناتهم الرخيصة والوضيعة للمرتزقة من البعثيين الجدد والمتأسلمين، هؤلاء نتيجة وعيهم الدوني بذواتهم ووجودهم أقدموا على تنازلات، ليست سياسية فحسب، وإنما حتى أخلاقية للعنصريين والطائفيين، على حساب كرامة الإنسان الكردي، ودون خجل. أيّاً تكن نتائج مثل هذه الهيستيريا العنصرية البذيئة والطائفية، ومهما كانت عواقبها سيئة، فهي بالدرجة الأولى ستنعكس على مستقبل سوريا أولاً، ولن يكون الكرد فيه أوّل الخاسرين أو أكبرهم، إنما الأقل ضرراً والأكثر سموّاً في ترفعهم على وضاعة السوقة المأجورين وفي عدالة قضيتهم…. سربست نبي