يبدو أن الصور التي يلتقطها قائد “هيئة تحرير الشام” أحمد الشرع إلى جانب النساء وخلال لقاءاته السياسية، ستكون محطة رصد حامل للدلالات. فالرجل الذي خلع عباءة التطرف، واعتمد خطاباً معتدلاً، طلب من شابة سورية تغطية رأسها للموافقة على التقاطها صورة إلى جانبه، واستقبل
مبعوث الأمم المتحدة غير بيدرسون إلى سوريا والوفد المرافق له الذي ضمّ نساء وضعن غطاء الرأس. لكن الشرع استقبل لاحقاً كلاً من ستيفن هيكي، مدير قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البريطانية، وآن سنو، مبعوثة بريطانيا إلى سوريا التي ظهرت إلى جانب الشرع من دون غطاء رأس.
الشرع خلال لقائه الأمم المتحدة.
وقالت قيادة الهيئة السياسية إن الشرع بحث مع بيدرسون ضرورة توفير البيئة الآمنة لعودة اللاجئين وتقديم الدعم الاقتصادي والسياسي لذلك. كما بحث الحاجة لإعادة النظر في خارطة طريق وضعها مجلس الأمن الدولي في 2015.
والتقى مسؤولون من الحكومة البريطانية القائد الجديد لسوريا في أول مهمة ديبلوماسية إلى دمشق من قبل دولة غربية نافذة منذ سقوط بشار الأسد.
وأظهرت صور الوفد البريطاني مع الشرع، سنو من دون غطاء رأس. ويُعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها الجولاني، الذي يسعى لتغيير صورته لكسب الدعم ورفع العقوبات عن سوريا، إلى جانب امرأة بدون حجاب.
وكان الشرع قد اشترط سابقاً تغطية النساء لشعورهن في الصور معه.
ووعد الشرع بحكم سوريا بنظام جديد متسامح، على أمل توحيد الفصائل والتواصل مع الشركاء الدوليين.
وقلّل أحمد الشرع من احتمال فرض الشريعة الإسلامية في البلاد، وقال في مقابلة مع “التايمز”: “أعتقد أن سوريا لن تتدخل بصورة عميقة في الحريات الشخصية”، لكنها ستأخذ “العادات” في الحسبان.
وكشفت وزارة الخارجية الأميركية عن حصول تواصل مع “هيئة تحرير الشام” في سوريا خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر للصحافيين إن الاتصال ركز إلى حد كبير على الحصول على المساعدة في العثور على أوستن تايس، الصحافي الأميركي الذي وقع في الأسر في سوريا عام 2012، وكذلك على مبادئ المرحلة الانتقالية في سوريا.