يمكن النظر إلى ظاهرة “النطام الجديد ، إذا صح التعبير، كجزء من التحولات الكبيرة التي تمر بها المجتمعات التي شهدت حروباً أهلية وصراعات طويلة. كونهم من خلفيات جهادية أو راديكالية، فإن الخطاب الجديد الذي يروج لمفاهيم الدولة المدنية والحوار الوطني يعكس تحولًا قد يكون ناتجًا عن عوامل عدة، مثل:
غالبًا ما تضطر الجماعات الراديكالية لتعديل خطابها لتلبية متطلبات الحكم، خصوصًا إذا انتقلت من المعارضة إلى موقع المسؤولية. هذا قد يكون نابعًا من رغبة في اكتساب شرعية دولية أو قبول شعبي.
قد يكون تغيير الخطاب نتيجة لضغوط دولية، أو لرغبة في احتواء التوترات الداخلية وتحقيق استقرار سياسي واجتماعي.
قد تعكس هذه التغيرات محاولة لتقديم أنفسهم كأطراف معتدلة قادرة على إدارة دولة، بدلاً من الاقتصار على دور المجموعات المسلحة أو المعارضة.
قد تكون هناك بالفعل مراجعات فكرية داخلية لدى هذه الجماعات، حيث يعيد بعض أعضائها النظر في أفكارهم السابقة، خاصةً بعد رؤية نتائج ممارساتهم في سياقات معينة.
رغم ذلك، تبقى هناك تساؤلات جوهرية حول مدى مصداقية هذا التحول. هل هو حقيقي ومستدام؟ أم مجرد تكتيك مرحلي للوصول إلى السلطة أو تثبيت النفوذ؟
أهم التحديات تشمل:
بناء الثقة مع بقية الأطياف السياسية والاجتماعية.
الانتقال من خطاب يركز على الهوية الدينية إلى خطاب جامع يمثل الجميع.
الاستمرار في مواجهة ضغوط داخلية من المتشددين داخل صفوفهم.
كيف يمكن تقييم هذا التحول؟
متابعة القرارات والسياسات التي يطبقونها على الأرض.
مستوى المشاركة والتفاعل مع الأطياف السياسية والمجتمعية الأخرى.
مراقبة خطابهم ومقارنته بممارساتهم الفعلية……