هناك احتمال واحد من ثمانية أن تكون واحدًا من الأشخاص الذين يبدأون يومهم بشرب فنجان قهوة، المشروب الأكثر انتشارًا في العالم. لكن، هل أنت متأكد من أن ما ترتشفه بتلذذ وبطء هو قهوة؟
في الغالب، ما تتلذذ بارتشافه قهوة مزيفة، بطريقة أو بأخرى. هناك قلق متزايد بين صنّاع القهوة البرازيلية من لجوء الشركات إلى تزييف القهوة المعروضة في الأسواق للاحتفاظ بالمستهلكين الذين يشعرون بالضائقة المالية.
ووصل إتقان التزييف حدًا يصعب معه التفريق بين ما هو حقيقي وما هو مزيف. وعلى العكس من تزييف العملة الذي يعرض مرتكبيه لعقوبات شديدة، ينجو مزيفو القهوة من أي عقاب.
لا يكفي ارتفاع السعر واسم العلامة التجارية المطبوعة على العبوة للتأكد من أن ما تشتريه هو قهوة حقيقية.
أول طرق التزييف هي خلط حبوب القهوة بحبوب منخفضة الجودة ومن نوعيات رديئة، أو حتى حبوب أخرى لا علاقة لها بالقهوة، مثل الحمص والصويا، واستبدال الحبوب الفاخرة مثل الحبوب العربية بنوعية أرخص، وإضافة منكهات صناعية لتحسين النكهة وإعطائها طعم يصعب تمييزه حتى على مدمني القهوة وعشاقها.
وإذا كنت من بين عشاق القهوة العضوية، فأنت غالبًا ضحية للاحتيال. ومن أساليب التزييف عدم الإفصاح عن مصدر القهوة أو أين زرعت. في المرة القادمة التي تشتري فيها عبوة قهوة، حاول أن تعثر على منشئها بين التعليمات المكتوبة بأحرف صغيرة. غالبًا لن تجد ما يشير إلى المصدر.
وقد يتم تحميص حبوب قهوة رخيصة أو حتى تالفة بشكل مكثف لإخفاء طعمها الرخيص. لذا، يجب أن ينتابك الشك عندما تجد القهوة التي اشتريتها داكنة اللون.
التزييف يطال أيضًا العلامات التجارية، باستخدام أكياس وشعارات تُشبه العلامات التجارية الشهيرة لإيهام المستهلك بأنه يشتري منتجًا أصليًا.
باختصار، المساحيق التي تُباع على أنها قهوة اليوم قد تحتوي على مخلفات القهوة، مثل القشور أو الأوراق ولب الخضروات الأخرى، والعهدة في ذلك على سيليريو إيناسيو، المدير التنفيذي لاتحاد محمصي البن في البرازيل.
وبعد أن كان التزييف وسيلة لخفض الأسعار، تحول إلى وسيلة لجني الأرباح. اليوم، لن تستطيع أن تحكم على جودة القهوة بسعرها.
لارتفاع أسعار القهوة أسباب، منها: التغيرات المناخية، ارتفاع أسعار الأسمدة، نقص الأيدي العاملة، وارتفاع الأجور. لكن السبب الأهم هو ارتفاع الاستهلاك، خاصة بعد أن منحت الجهات الصحية براءة للقهوة، وبدأت تنصح الناس بشرب فنجان أو فنجانين من القهوة يوميًا، على الأقل، بعد أن ارتبط اسمها سابقًا بمجموعة من الأضرار التي ثبت بطلانها.
2.25 مليار فنجان من القهوة تُشرب يوميًا حول العالم، من الإسبريسو إلى القهوة المفلترة. ويُعتبر الفنلنديون من أكثر الشعوب استهلاكًا للقهوة. صدق أو لا تصدق، الفنلندي الواحد يستهلك 12 كوبًا من القهوة يوميًا.
بأرقام مثل هذه، لا أمل في أن نرى انخفاضًا في سعر القهوة، حتى بالمنظور البعيد.
قبل خمسين عامًا، غنت صباح: “ما دام جيت على الحارة ما تشرفنا بزيارة، ما رح بتكلفنا كتير فنجان قهوة وسيجارة.”
يومها كان فنجان القهوة زهيد الثمن. ما غنته صباح عام 1971 لا يصحّ عام 2025. القهوة اليوم مكلفة.