Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • فلتقسّموني… إن قسّمت بلادي ملحق سورية الجديدة رباب هلال….المصدر :العربي الجديد
  • مقالات رأي

فلتقسّموني… إن قسّمت بلادي ملحق سورية الجديدة رباب هلال….المصدر :العربي الجديد

khalil المحرر أبريل 22, 2025

تقسيم؟ فدرلة؟ تقسيم؟ فدرلة؟ لم تكد أصابعي تنزع أربع بتلات من وردة جوريّة حتّى ذبلت، وخزتني شوكتها بقسوة لأسقطها من يدي. سقطت الوردة. ماتت الوردة.
أصوات صخب، تجييش، تشبيح، تخوين، شماتة، تهديد، أحقاد، انتقامات، جهل، غباء، نحيب، عويل، دماء، نزوح، تهجير، استغاثات، فوضى، ضباب، وجنون! والوردة انتحرت. ركعت بجانبها أقسم بأغلظ الإيمان، وبأغلظ آيات القهر والعجز المديديْن، على براءتي من تلويث بتلاتها بالبغضاء. ومن راحة يدي سالت الدماء، فاحمرّ موت الوردة. أيّها الأحمر لمَ لا تلوّن وجنات الحقد القاتل، لعلّه يخجل، فيستكين. لمَ لا تصبغ ضمائر الأغبياء والجهلة من شبّيحة ومحرّضين، وضمائر المتآمرين، لعلّ الوردة تقوم. لعلّ البلاد تكشّ عن وجهها ذباب الضياع، وتهشّ غبار اندثارها المحتمل، لتكفّ عن وخز القلب بحشرجات احتضارها.
منذ عتق وجودنا، ما زال ثمّة ناطقون يرسّمون أنفسهم نيابة عنّا، وباسمنا يتحدّثون، ويقرّرون، نحن فقراء هذه الأرض وملحها المغبّر، ملح نرشّه فوق جراحنا النازفة. لهم المنابر والمسارح، لهم التخمة، ولنا الهباء.
هل ينفع أن أردّد ثانية إنّ هذه الأرض المقدّسة الملعونة لنا جميعاً؟
علّمتني تجارب حياتي العرجاء أن أصفّ لعينيّ الاحتمالات كلّها، ثمّ أبحث في اتساع المابعد لابتسامة انتصار الأمل. إنّما اليوم، تتقاذفني الأحداث بطيشها العجول. تركلني شهوات الشرّ المترعة بالساديّة، بالتواطؤ، والغدر. تصمّني الأبواق الإعلاميّة الملوّثة ببقايا أنفاسنا الوجلة.
من باب اللّاتشاؤم، ومن الدراية بتلقّي الصدمات المعتادة، ومن عجزي المرتعد، ولاحتمال قتلي في عمائنا، أو انتحاري، أكتب وصيّتي لمن يهمّه الأمر.
إن قُسّمت سوريتنا، فلتقسّموني معها، ولتوزّع أعضائي على تراب البلاد:
لدمشق الحياة، حيث رأيت، رأسي. لقلمونها، بنك القلوب الصافية وبذخ الأيادي الخضراء، صدري. لدرعا وحورانها، هناك غطست روحي في يناعة العزّة الوارفة، والكرم الطائيّ. ساقيّ. للسويداء كاشطة الضيم عنّا بأكملنا، من حجارتها السوداء استنشقت رحيق الإباء. كليتيّ. للقنيطرة وجولاننا، بأمّ الحزن والفخر، شاهدت استبسال نزيف الجراح لصون الهويّة. رئتيّ. لحمص العديّة واسطة العقد، فيها عرفت تجسّد الرحمة المكتملة، وفوران الحنان. ذراعيّ. لحماه وريفها سمفونيّة النواعير القديمة، والفداء الشامخ، هناك فهمت كيف يُبستن نقاء الوطن، والأنفة والجود. كبدي. لإدلب، حيث تباركت يديّ بزيتها وزيتونها، وسحرتني حكايات قراها المنسيّة، وسرديّات تاريخ البهاء. بنكرياسي. لحلب الشهباء، مصنع الأصالة والطرب، مصنع الوطن الغنيّ العزيز. ظهري. لشمالنا الفراتيّ والخابور، أذهلتني حنايا الروافد بكنوز أمننا الشاهق؛ ارتوائنا والشبع، دفئنا والنور، وحِنّة الألوان المزدحمة. كبدي. وللساحل السوريّ، الشامخ كجباله، شاسع الصبر والطيبة، الكريم كرم ينابيعه وأنهاره، حقوله والبساتين، والصامد كبحره. هناك مسقط رأسي، طفولتي واليفاعة وبعض شبابي. في بيتنا، لطالما صخب فرح والديّ، باستقبال أصحابنا من الأصقاع السوريّة قاطبة، وعديد من البلدان العربيّة. دفء، كتب، صحف، وحكايات جدّتي العمياء الآسرة. هناك تعلّمت كيف أصيغ هويّتي الشخصيّة المغايرة، كيف أعتز بأنوثتي، وكيف أحلّق خارج السرب، وأطير صوب مستقبلي. وفي غابة من السنديان والبلّوط الشاهقين والرياحين، تحت كثافة اخضرارها الأزليّ، يغطّ الأسلاف والأجداد في نومهم الأبديّ. بين شموخ الأشجار وتواضع القبور، كوّنت فلسفتي الخاصّة بالوجود والحياة. لهناك بكامل قيافة أخضر جباله وأزرق بحره: قلبي.
فليقرأ الملأ ما حفر على شاهدة قبري: “هنا ترقد الأنثى، تحضن خريطة سوريّة الموحّدة، وترانيم بأس عشّاقها الصناديد”.

 

Continue Reading

Previous: الجدّ… عيون بابا عمرو وطفلها العنيد ملحق سورية الجديدة خالد أبو صلاح…..المصدر :العربي الجديد
Next: خمسون عامًا على الحرب الأهلية اللبنانية: بيروت تحكي الحرب رباب دبس..المصدر :ضفة ثالثة

قصص ذات الصلة

  • مقالات رأي

من الشّرع إلى جعجع: هل تبدأ إيران مرحلة الاغتيالات؟ قاسم يوسف..المصدر:اساس ميديا

khalil المحرر يوليو 11, 2025
  • مقالات رأي

الشرق الأوسط الجديد بين أجندتين نبيل عمرو……المصدر:اساس ميديا

khalil المحرر يوليو 11, 2025
  • مقالات رأي

جعجع لعون: بلا تكاذب بلا مسايرة! ملاك عقيل……..المصدر:اساس ميديا

khalil المحرر يوليو 11, 2025

Recent Posts

  • من الشّرع إلى جعجع: هل تبدأ إيران مرحلة الاغتيالات؟ قاسم يوسف..المصدر:اساس ميديا
  • الشرق الأوسط الجديد بين أجندتين نبيل عمرو……المصدر:اساس ميديا
  • جعجع لعون: بلا تكاذب بلا مسايرة! ملاك عقيل……..المصدر:اساس ميديا
  • DNA لبنانيّ لبارّاك ولقاح إيرانيّ لـ”الحزب” وليد شُقَير…المصدر:اساس ميديا
  • إردوغان: بدء حزب العمال الكردستاني إلقاء سلاحه خطوة مهمة ستؤدي إلى نتائج إيجابية..أنقرة المصدر : الشرق الأوسط

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • يوليو 2025
  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • من الشّرع إلى جعجع: هل تبدأ إيران مرحلة الاغتيالات؟ قاسم يوسف..المصدر:اساس ميديا
  • الشرق الأوسط الجديد بين أجندتين نبيل عمرو……المصدر:اساس ميديا
  • جعجع لعون: بلا تكاذب بلا مسايرة! ملاك عقيل……..المصدر:اساس ميديا
  • DNA لبنانيّ لبارّاك ولقاح إيرانيّ لـ”الحزب” وليد شُقَير…المصدر:اساس ميديا
  • إردوغان: بدء حزب العمال الكردستاني إلقاء سلاحه خطوة مهمة ستؤدي إلى نتائج إيجابية..أنقرة المصدر : الشرق الأوسط

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • مقالات رأي

من الشّرع إلى جعجع: هل تبدأ إيران مرحلة الاغتيالات؟ قاسم يوسف..المصدر:اساس ميديا

khalil المحرر يوليو 11, 2025
  • مقالات رأي

الشرق الأوسط الجديد بين أجندتين نبيل عمرو……المصدر:اساس ميديا

khalil المحرر يوليو 11, 2025
  • مقالات رأي

جعجع لعون: بلا تكاذب بلا مسايرة! ملاك عقيل……..المصدر:اساس ميديا

khalil المحرر يوليو 11, 2025
  • مقالات رأي

DNA لبنانيّ لبارّاك ولقاح إيرانيّ لـ”الحزب” وليد شُقَير…المصدر:اساس ميديا

khalil المحرر يوليو 11, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.