المصدر صفحة السيد. رياض درار
تتردد دعوات لعقد مؤتمرات وطنية بتسميات متعددة، مايستدعي التوضيح حول مؤتمر المعارضة الديمقراطية الذي يدعو إليه مجلس سوريا الديمقراطية، ويسعى لعقده في فرصة قريبة، مع التنويه أنه لايتعارض مع مؤتمر القاهرة3 الذي يشارك فيه مجلس سوريا الديمقراطية، ويساهم في اعداد أوراقه والدعوة إليه، حيث أن مؤتمر المعارضة الديمقراطية هو تتويج لأعمال سابقة غايتها دعم المسار الديمقراطي للادارة الذاتية وتقوية حضورها في الأوساط السياسية. فقد عقد لهذا المؤتمر خمس ورشات في أوربا، وسبق ذلك ثلاثة مؤتمرات حوارية داخل سوريا، استمرت منذ شهر تموز 2018. خرجت بوثائق أولية ترسم ملامح سوريا بناء على رؤية المشاركين. ولم تدع أنها بديل أحد وكانت تعمل على استيعاب المرحلة والاطلاع على تجربة الادارة الذاتية في شمال وشرق سوريا مالها وماعليها وأن تكون نقطة جذب للمعارضة الديمقراطية للمشاركة في ادارة المراحل اللاحقة وصولا إلى المؤتمر الوطني العام.
من حق كل من يفكر بحل وطني أن يدعُو إلى مؤتمر وطني، ولكن ليس من حق أحد احتكار الوطنية في شخصه أو في جماعته، أو يدعٍي أن الحل الوطني عنده ويمرًَ من خلال مؤتمره هو. فأي مؤتمر وطني يعني أنه للسوريين كلهم فلا يستثنى منه أحد إلا بصفة تخرجه عن كونه وطنيا بالمعنى السياسي، أو يكون فاسدا أو قاتلا. فهو مواطن ولكنه يخرج عن كونه وطنيا. والمؤتمر الوطني لكل السوريين وعليه أن يضع مفهوم الوطنية بالمعنى الانساني أولا للمواطن كفرد له حقوق وواجبات وكرامة وحريات وأن يشارك في الادارات في مراكز الدولة دون تمييز. وللمواطنين كجماعات لهم حقوق في اللغة الخاصة والثقافة الخاصة. والانتماءات كمكونات تاريخية لها طقوسها وتعبيراتها سواء كانت اثنية أم دينية.
وباعتبار المؤتمر الوطني هو إنجاز السوريين من أجل اعادة بناء الدولة والمجتمع، وليس منصة لصناعة شروط التغيير، أو المنافسة مع المنصات لانجاز ماعجزت هي عن انجازه، فإننا في مجلس سوريا الديمقراطية لم ندع احتكار التمثيل، ودعونا لمؤتمر المعارضة الديمقراطية، إيمانا منا بأن تمثيل هذه القوى في قوة وازنة يمكنها من مواجهة الاستحقاقات القادمة، وتكون تعبيرا تمثيليا مستقبليا يمكنه منافسة ومواجهة قوى مجتمعية أخرى ذات منشأ وأهداف دينية أو قومية ليست ديمقراطية، وهذه القوى لايمكن استثناؤها في مؤتمر وطني جامع للسوريين، يضع ملامح الادارة والسياسة العامة للدولة، ولكن في مثل هذا المؤتمر يجب أن يكون للقوى الديمقراطية منبرها وبرامجها التي تكسب من خلالها تأييد الشارع وتستقطب المؤيدين.
إن الدعوة إلى مؤتمر المعارضة الديمقراطية هو سعي لجمع القوى المعارضة وتشكيل ركيزة في الحوار السوري السوري، بغاية الانفتاح على الجميع، وتقرير المصلحة السورية الجامعة، وفتح طريق لعمل جماعي يوفر مساحة للحوار والنقاش وتقديم رؤية جديدة للمستقبل، والبناء على مااتفق عليه. ولذلك على اللجنة التحضيرية ألا تكتفي بأسماء المشاركين في الورشات، بل تسعى للقاءات مع القوى التي لم تجد الفرصة للمشاركة سابقا في الورشات، أو التي كانت مترددة لأسبابها ولحسابات تنتظرها، أو التي كانت تنتظر نتائج الورشات ومخرجاتها، في كل ذلك وجوبا على اللجنة التحضيرية ايجاد طرق التواصل لمشاركة أوسع، وتأمين الأدوات والوسائل التي تمكن من ايجاد أوسع مدى من الاستقلالية والقدرة على التمثيل والشمولية.
إن عملية التحضير لمؤتمر كبير لأطياف متعددة من المعارضة الديمقراطية ليس بالأمر الذي يرتجل، فهو يحتاج لخطة عمل واضحة لاتنتهي بإطلاق المؤتمر، وإنما تستمر وفق رؤية سياسية وبرنامج عمل طويل الأمد، وخطاب واضح، وقدرة إعلامية هائلة تنسجم مع الوثائق، وتتطور مع الأحداث والمستجدات، وأن ترسم لاحقا للدعوة إلى مؤتمر وطني هو الفيصل في ولادة سوريا الجديدة. التي تقوم على إعادة بناء المجتمع في مناخ من الحرية، وتغيير قواعد السلطة وتحصينها بقوة القانون وحصانة الدستور.
تصريح صادر عن … ورشة بروكسل ….
تحت شعار “معًا لبناء توافق سوري”، استكمل مجلس سوريا الديمقراطية المؤتمرات والورشات الحوارية التي عقدها في الداخل السوري وفي أوروبا من خلال عقد ورشة بروكسل بغية تشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر المعارضة الديمقراطية، حيث يهدف إلى بناء تجمع ديمقراطي واسع يشارك في أية استحقاقات سياسية وفعاليات وطنية غايتها القطع مع الاستبداد بكافة أشكاله ورموزه ومرتكزاته، وإقامة دولة المساواة والعدالة والقانون.
إن إيجاد تمثيل سياسي للقوى الديمقراطية، يرى في الديمقراطية نظامًا انسانيًا حداثيًا، يستوجب من اللجنة التحضيرية دعوة جميع الديمقراطيين أفرادًا وتجمعات، والتقريب بينهم وتأسيس رؤية مشتركة، والتأكيد أن المشروع الديمقراطي مسألة وطنية تتطلب وحدة الاتجاه وتوحيد الموقف والهدف. والدعوة لمؤتمر المعارضة الديمقراطية لتشكيل قوة تساهم في الحل السياسي لسوريا، وتواجه التطرف والتشدد والسكونية، والعمل على وضع أوراق تتميز بالاعتراف والمشاركة وعدم الاقصاء، ترسخ المبادئ الديمقراطية باعتبار المساواة بين البشر نساءً ورجالًا، وتعتبر الانسان معيارًا لجميع القيم، وتؤكد أن الجماعات الدينية والإثنية متساوية في القيم الأخلاقية، وأن حقهم في المشاركة العامة يستوجب الترابط مع العلمانية، وأن مفهوم الديمقراطية ملازم لمبادئ إنتاج السلطة، وأن المستقبل الديمقراطي يتطلب إعادة التعريفات وإقامة دولة الحق والقانون.
كما اتفق المشاركون والمشاركات على ضرورة أن تختار اللجنة التحضيرية منسقًا لها، وتجتمع لاحقًا لوضع لائحة داخلية لعملها وآليات نشاطها، كما تحدد مدة زمنية لإنجاز مهامها في وضع الوثائق اللازمة والتواصل مع القوى والشخصيات الديمقراطية، بالإضافة إلى تحديد الدعوات والمدعوين، وتحديد مكان وزمان المؤتمر، والحشد والتأييد والترويج بما يتطلب من زيارات وجولات إقليمية ودولية.
يحق للجنة التحضيرية أن تستعين بمن تراه مناسبًا، كما يعتبر المشاركون والمشاركات في لقاء بروكسل مرجعية للجنة التحضيرية.
وتم انتخاب عشرة أسماء بالتصويت والاقتراع السري كأعضاء في اللجنة التحضيرية تستكمل بـ سبعة أشخاص من مؤتمرات الحوار السوري السوري التي جرت في الداخل السوري.
بروكسل 09. شباط 2020