رئيس تحرير الدورية الروسية “روسيا في السياسة الدولية” global affairs (تصدر 6 مرات في السنة) Fyodor Lukyanov نشر في 6 المنصرم مقابلة مع الخبير في شؤون الشرق الأوسط ودول الخليج، Nikolai Kozhnov تحت عنوان “وكلاء إيران: شريط مقاومة”.
قدم رئيس التحرير للمقابلة بأن إيران أصبحت لاعباً قوياً، وليس فقط بجيشها القوي “بما فيه الكفاية”، بل وبمنظومة الوكلاء من الجزيرة العربية إلى لبنان والعراق.
في سؤاله الأول قال بأن لديه شعوراً بأن هؤلاء الوكلاء يعترضون طريق الجميع، “ولا مهرب منهم”. فالولايات المتحدة “ترتجف”، أمام الكيانات الفاعلة الرئيسية، التي لا يستطيع أحد شيئاً حيالها. فما هو سر قوة جاذبية إيران لهذه الدرجة؟ وكيف تمكنت من إقامة شبكة على هذا القدر من الإتساع؟
قال Kozhnov بأن الخبراء الغربيين بقوا لمدة طويلة، وخاصة في العقد الأول من القرن الحالي يحاولون إقناع الجميع بأن أهمية هذه التشكيلات متوهمة، أو يجري تضخيمها كثيراً. لكن منذ سنوات 2010 وحتى يومنا هذا يتبين كم هي أداة فعالة بيد إيران. ويشير إلى وجود تقديرات مختلفة لعددهم، لكن التقدير الأدنى هو حوالي 250 ألف مقاتل موزعين في أنحاء الشرق الأوسط.
يرى الخبير أن ثمة عوامل تقف وراء تمكن إيران من حيازة كل هذا النفوذ في المنطقة بواسطة وكلائها. فقد بدأت الجمهورية الإسلامية بتشكيل هذه المجموعة منذ تأسيسها. وكان الإيرانيون يعملون مع تلك القوى في الخارج التي يمكنهم الإعتماد عليها، من جهة لتوسيع الثورة الإيرانية، ومن جهة ثانية للدفاع عن إيران نفسها.
العامل الثاني يراه الخبير في براغماتية الأمة الإيرانية والدولة. لذلك كانوا دائماً يجيدون العمل مع مختلف القوى في المنطقة ـــ في حالات كانت الإيديولوجية فعلاً تفعل فعلها، وفي أخرى كانت الأموال تقوم بدورها.
العامل الثالث رآه في أن الإيرانيين تصرفوا كمهندسين لعملية خلق وكلاء في المنطقة، وقاموا بدور فعال في تشكيل هذه المجموعات. ويستدرك بأن هذه التشكيلات ظهرت غالباً تلبية لحاجات محلية طبيعية، وبالتالي لا يمكن القول بأن الإيرانيين خلقوا شيئاً ما غير طبيعي في هذه البيئة أو تلك. ويرى أننا نشهد الآن تطور هؤلاء من الكمية إلى النوعية. وهم ليسوا دائماً دمى بيد إيران، بل غالباً شركاء وحلفاء، وأكثريتهم لاعبون مستقلون يأخذون رأي طهران بالإعتبار.
يشير الخبير إلى أنه ليس كل وكلاء إيران شيعة، وإن كان الإيرانيون يلعبون الورقة الشيعية بالدرجة الأولى. في سوريا يعملون مع السنة والعلويين، ويدعمون الحوثيين في اليمن وهم ليسوا من الشيعة الإثني عشرية، ولذا لا يجوز تضخيم دور الشيعة. ويرى أن وجود دولة شيعية قوية في مكان ما، لا يعني أن بوسعها إملاء إرادتها على الخارج.
موقع Zahav الإسرائيلي نشر في 7 الجاري نصاً للموقع الروسي المعارض الروسي بحث فيه العلاقة بين روسيا وحزب الله. وأشار إلى أن حزب الله يساعد روسيا في تجاوز العقوبات وفي حربها بأوكرانيا، مقابل المال والسلاح. وقال بأن روسيا التي شطبت من عداد البلدان المتحضرة، أقامت علاقات مع الدول المنبوذة مثلها ـــ إيران، سوريا، فنزويلا، كوريا الشمالية ومع تنظيمات إرهابية متفرقة. ومن بين هذه التنظيمات حزب الله اللبناني الذي يوفر لروسيا مجندين للحرب في أوكرانيا، ويحصل مقابل ذلك على إمكانية شراء الأسلحة الحديثة من موسكو.
يذكر الموقع سرديات عديدة من دون أي إسناد يذكر. وينفي ما تردده بروباغندا النظام التي تصور مقاتلي حزب الله أبطالاً أنقذوا نظام الأسد. ويقول أن الروس منذ قدومهم إلى سوريا بدأوا على الفور التعاون مع مقاتلي الحزب ويقومون بعمليات مشتركة، كما ويخططون لعمليات تالية.
موقع news.nikk الإسرائيلي نشر في 26 أيار/مايو المنصرم نصاً بعنوان “روسيا وحزب الله: تحالف يتوسع ويتعزز”. نقل الموقع عن دراسة للمعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة RUSI إشارتها إلى أن إنتباه العالم الموجه نحو أوكرانيا، يسمح لروسيا بتوسيع وجودها في الشرق الأوسط، بما فيه التعاون مع المجموعة اللبنانية الإرهابية حزب الله. ويجري ذلك في سياق إستراتيجية موسكو زيادة دورها على المسرح الدولي وإضعاف مواقع الولايات المتحدة. إن تعاون روسيا مع حزب الله والشكوك حول وجود مخططات مالية غير مشروعة مرتبطة بإيران يثير اهتمام بعض الدول وقلقها.
تقول الدراسة أن تحالف روسيا وحزب الله بدأ في سوريا، حيث كانوا يقاتلون إلى جانب النظام. وفي وقت لاحق، بدأوا بالمشاركة في مخطط التهريب، والتحايل على العقوبات. وكانت الحكومة الروسية متورطة رسميًا في هذه المخططات، التي موّلت الحرس الثوري الإيراني – فيلق القدس وحزب الله. وتضيف أن وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات على شبكة التهريب هذه. روسيا تتعاون مع هذه الشبكة عبر شركة Rosneft وسواها. وتقول الدراسة أن زيارة وفد حزب الله إلى موسكو في العام 2021 أعقبتها لقاءات عديدة مع رسميين روس. وتشير إلى أن أحد مستشاري حزب الله الإقتصاديين يتعاون مع روسيا وينسق المشاريع، بما فيها مشاريع الإستثمار. التحالف مع حزب الله يمنح روسيا إمكانية الوصول إلى لبنان ويعزز موقع الجماعة.
بعد أن تشير الدراسة إلى أن التعاون مع حزب الله، بما فيه المجال الإقتصادي، يتيح للحزب إمكانية الحصول على السلاح، ويمنح روسيا إمكانية تغطية توسيع وجودها في لبنان. وترى أن التدخل الروسي في الشرق الأوسط وتعزيز قوة منظمة إرهابية يصرفان الإنتباه عن الصراع في أوكرانيا.
وتنتهي الدراسة إلى القول بأنه في عصر المنافسة الإستراتيجية، على الولايات المتحدة أن تلجأ إلى المرونة وعلاقات الشراكة لفهم المخاطر، لا أن تركز على منطقة واحدة فقط، وتهمل الصراعات الأخرى.
أواخر كانون الثاني/يناير المنصرم، كان الإعلام يتداول قصة قصف القاعدة الأميركية من قبل المسيرات الإيرانية ومقتل ثلاثة عسكريين أميركيين. صحيفة الكرملين VZ نشرت في ذلك الوقت نصاً بعنوان “وكلاء القوات الإيرانية وضعوا الولايات المتحدة في طريق مسدود”.
اشارت الصحيفة إلى مطالبة الجمهوريين في الكونغرس بتوجيه ضربة إلى إيران نفسها وليس إلى وكلائها. وقالت أن الخبراء الروس يختلفون في ما بينهم بشأن طبيعة رد واشنطن على قتل الجنود الأميركيين. بعضهم قال بأنه ليس من صالح واشنطن إشعال حرب واسعة النطاق مع إيران. البعض الآخر ربط عدم الإستقرار في الشرق الأوسط بسياسة واشنطن ممارسة الضغط على “اللاعب الرئيسي في المنطقة ـــ إيران”.
مدير مركز دراسة بلدان الشرق الأوسط وآسيا الوسطى Semyon Bagdasarov رأى أنه سيتعين على واشنطن أن ترد على الهجوم. فهو لم يحصل على أهداف في سوريا أو العراق، بل على قاعدة في الأردن تقع في عمق مؤخرة القوات الأميركية في الشرق الأوسط.
البوليتولوغ Boris Mezhuev قال بأن جو بايدن في وضع محرج للغاية. فمن جهة، توجيه ضربة لإيران، حتى لو جاءت في إطار عملية سرية، يمكن أن تحشد أصوات المؤيدين لجورج بوش الأبن الذين ينتهجون سياسة متشددة جداً حيال دول الشرق الأوسط. لكن داخل الحزب الديموقراطي ثمة مؤيدون كثر لفلسطين لا يوافقون على التصعيد الواسع في الوضع.
خبير العلاقات الدولية الإسرائيلي Simon Tsipis قال للصحيفة بأن الأحداث التي تقع في الشرق الأوسط منذ 7 أوكتوبر، بما فيها الهجوم على القاعدة الأميركية، هي حلقات في سلسلة واحدة.