Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • جدل «التحريفيّة»: لماذا لا يوجد لدينا «صراع مؤرخين»؟ …. محمد سامي الكيال……المصدر: القدس العربي
  • مقالات رأي

جدل «التحريفيّة»: لماذا لا يوجد لدينا «صراع مؤرخين»؟ …. محمد سامي الكيال……المصدر: القدس العربي

khalil المحرر يوليو 4, 2024

 

تتسم الصراعات الحالية في المنطقة بتعدد جذورها الأيديولوجية، إذ يلعب الدين والطائفة، والتصورات عن العرق، وكذلك نزعة التفوّق في الثقافة، بل حتى في نمط الحياة، دوراً كبيراً في تحريك عوامل الانفجار الاجتماعي، متعدد العوامل والأسباب. إلا أن كل تلك الجذور الأيديولوجية مرتبطة أساساً برواية تأسيسيّة عن التاريخ، خاصة الحديث والمعاصر، تنتظم ضمنها معظم المعتقدات حول الدين والعرق والثقافة. ويختلف تحديد نقطة تركيز، وربما بدء تلك الرواية، حسب أيديولوجية المتكلمين، فقد تكون الاستعمار الغربي؛ أو ضعف الدولة العثمانية، وقيامها بالتحديث؛ أو إعلان إنهاء الخلافة؛ أو استقلال الدول العربية؛ أو الانقلابات العسكرية؛ أو مجزرة ما، إلخ.
يمكن اعتبار الأهمية المركزية للرواية التاريخية التأسيسية، سمة من سمات التحديث، والدول القومية عموماً، إذ لم يعد من الممكن قيام التجمعات البشرية على أسس باتت توصف بـ»الخرافية» أو «البدائية» مثل الشرعية الدينية لحاكم، أو إمبراطور، أو علاقات القرابة البسيطة. وما دام «الشعب» أو «الأمة» مصدر السيادة نظرياً، فلا بد أن تبرز أسئلة مثل: من نحن؟ ولماذا نعيش معا، ضمن حدود معينة؟ ولماذا هذه الحدود دون غيرها؟ من أين أتينا، وإلى أين نحن ذاهبون، وماذا نريد؟ وكيف نميّز صديقنا من عدونا؟ تساهم الرواية التاريخية بإعطاء إطار للإجابة عن كل تلك الأسئلة، وتفرز الإجابات المقبولة من غير المقبولة. بعبارة أخرى، يمكن اعتبار الرواية التاريخية الأسطورة المؤسِّسة للسيادة المُعلمنة. و»أسطورة» هنا لا تعني الخرافة، بل سرداً معيارياً لرواية تأسيسية، يتمّ عبر مؤسسات ما؛ فيما «مُعلمَنة» لا يعني أنها بالضرورة ترفض الرموز الدينية، لكن أن موضوعها ليس العقيدة والإيمان، وإنما السيادة، التي باتت بشرية وعامة، وليست تفويضاً إلهياً لأصحاب امتياز ديني (كنيسة، خلافة عن نبوّة، ملوك بحق إلهي، إلخ).
مَنْ يبني الروايات التاريخية عادةً ليس المؤرخين الاختصاصيين، وإنما غالباً أيديولوجيون وسياسيون وأدباء. في الحالة العربية مثلاً، كان من روى لنا قصة ذاتنا في التاريخ، شخصيات مثل رفاعة الطهطاوي وشكيب أرسلان وميشيل عفلق وسيد قطب؛ ومفكري اليسار القومي، الناصري وبعد الناصري؛ ومؤخّراً ناشطون يركزون على «الماضي الكولونيالي» وضرورة «نزع الاستعمار». فيما يعمل المتخصّصون غالباً ضمن أطر الرواية القومية والسياسية السائدة، وفي أحيان استثنائية قد يتمرّدون عليها بقوة، محاولين إنتاج سرد جديد، أقرب لما يرونه «العلميّة» دون أن يعفيهم هذا من الغايات الأيديولوجية والاجتماعية. وهذا يؤدي لـ»حروب ثقافية» متداخلة في كل مجالات الصراع الاجتماعي والطبقي والسياسي، ولعله منشأ معظم محاولات «التأريخ الجديد» الذي قد يصفه خصومه، أو يصف نفسه أحياناً، بـ«التحريفيّة» أو «التنقيحية» Revisionism.
اللافت أن العالم العربي لم يعرف محاولات «تحريفيّة» جديّة في مجال التأريخ، أو صراعات فكرية ومفاهيمية معقدة بين المؤرخين، تراجع رواياتنا المؤسِّسة من جذورها، باستثناء بعض محاولات تقليد مناهج «ما بعد الاستعمار» و»نقد الحداثة» ودون ابتكار ملحوظ. وهي مناهج، فضلاً عن تقادمها عالمياً، يمكن أن تصبّ في المحصّلة في الرواية القومية/الإسلامية السائدة، المتشكّية دوماً من «الغرب» والحداثة، وهذا قد يُفسّر انتشارها الكبير حالياً. ألا نحتاج إلى قليل من «التحريفيّة» الجذرية أكثر، والتي قد تخرجنا من حدود تلك الرواية؟ أم أن كل منظوراتنا الحالية عن ذواتنا وشعوبنا ومظالمنا، هي الواقع الموضوعي المطلق، الذي لا يحتاج إلى تأريخ وإعادة تأريخ؟ والسؤال الأخير تهكّمي طبعاً.

المؤرخون الأشرار

أطلق الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس، في الثمانينيات من القرن الماضي، صفة «التحريفيين» على المؤرخين الذين حاولوا مناقشة الرواية المركزية المؤسِّسة لـ»الجمهورية الاتحادية» (وكانت تساوي وقتها ألمانيا الغربية) أي الهولوكوست، بوصفه ذنباً استثنائياً للقومية الألمانية (وهي نموذج تأسيسي فكرياً لكثير من القوميات الأخرى، بما فيها القوميات التركية والإيرانية والعربية). ما أدى لاندلاع ما عُرف بـ»صراع المؤرخين» بين مؤيّد لهابرماس ومعارض له. الوصف كان صادماً، خاصةً أنه جاء من فيلسوف، يُعتبر أبرز الممثلين الأحياء لـ»النظرية النقدية». كيف يمكن للنقديّة أن تدين التحريفيّة؟
ما رآه هابرماس أن تلك «التحريفيّة» ليست نقديّة فعلاً، بل ربما «ثورة مضادة» محافظة، تسعى إلى إعادة إنتاج المنظور الألماني التقليدي عن الذات، عبر تخليص الألمان المعاصرين من عقدة الذنب. أو ما سمّاه المستشار الألماني، المسيحي الديمقراطي هيلموت كول «نعمة الولادة المتأخّرة» أي عدم مسؤولية من ولدوا بعد عام 1930 على الأقل عن الإبادة الجماعية لليهود. بالنسبة لهابرماس لا يتعلّق الموضوع بأجيال شاركت أو لم تشارك في المجزرة، بل بمفهوم الذات السياسية الجماعية، التي يجب أن تبقى عند نقطة الشعور بالعار من القومية العدوانية، المبنية على مزيج من شعوري التفوّق والتعرّض للظلم التاريخي، والانتماء بدلاً من ذلك لما سمّاه «الوطنية الدستورية» التي تؤمِّن التعددية والمشاركة للجميع، والعلاقات الجيدة مع الغرب والعالم، والحفاظ على الأفضل في مشروع الحداثة.
ما كان يعني هابرماس إذن هو علاقة التأريخ ببناء الذات الجماعية في الحاضر، وهو لا يطالب بحقيقة مسيّسة أو أيديولوجية، بقدر ما ينبّه إلى المعنى التداولي للحقيقة التاريخية: يمكننا أن نعرف حقاً الوقائع التي حدثت، وسياقاتها، لكنّ هذه الوقائع وحدها لا تقول «الحقيقة» بشكل بديهي ومباشر، لأنه لا يمكننا إدراك الحقيقة إلا عبر فعل تواصلي مع آخر في إطار تعددي، وأفضل من يوفر ذلك الإطار هو «الوطنية الدستورية» التي يجب الدفاع عنها ضد «الثورات المحافظة».
ربما ما لم يقله هابرماس إن ألمانيا أنجزت ثورتها «التحريفيّة» في مجال التأريخ مسبقاً، بعد هزيمتها في الحرب، ونتيجة تدخّل خارجي، أسقط «الرايخ الثالث» وما ثبّته من روايات عن الذات القومية والمظالم التاريخية، وبنى عوضاً عنه «الجمهورية الاتحادية». فهابرماس لن يرفض بالتأكيد «تحريفية» نقدية، من النوع الذي كان سائداً في أنحاء أخرى من العالم، إبان «صراع المؤرخين» الألماني، ومن أبرز أمثلته الموجة التي تُعرف بـ«المؤرخين الإسرائيليين الجدد» مثل بيني موريس وأفي شلايم، في أواخر الثمانينيات.
يمكن اعتبار أولئك المؤرخين الإسرائيليين، «ما بعد الصهاينة» أقرب لطرح هابرماس النقدي، فهم حاولوا تفكيك الرواية القومية الإسرائيلية، القائمة أيضاً على المظلمة التاريخية، والشعور بالتفوّق ضمن محيط عربي وإسلامي؛ بل إدخال معاناة الفلسطينيين والعرب إلى قلب الرواية اليهودية عن الذات. وعلى الرغم من أن ظهور أولئك المؤرخين ارتبط بفتح الأرشيف الإسرائيلي عام 1988، إلا أن منظوراتهم «التحريفية» لا تتعلّق فقط بانكشاف وقائع غير معروفة، وإنما بتغيّر منهجي في فهم التاريخ، ورغبة في مراجعة روايات ومفاهيم المجتمع الإسرائيلي، ومحاولة إعطاء فرصة للانفتاح على الآخر، والسلام معه. الأمر «ليس نابعاً من الكشف عن وثيقة جديدة، بقدر ما هو ناتج عن أسئلة جديدة» حسب تعبير الباحث الإسرائيلي غال ليفي. لكن «أين العرب» من كل هذه المفاهيم المعقدة، عن التاريخ والحقيقة والروايات المؤسسة للجماعة، والذات والآخر؟

المشفقون على ذاتهم

قد يبدو استعمال لفظ «تحريفيّة» سلبياً في الثقافة العربية المعاصرة، لكن ليس لأسباب شبيهة برفض هابرماس لتحريفيّة خصومه من المؤرخين الألمان، فالمفردة دخلت أصلاً إلى اللغة العربية نتيجة ترجمة بعض الأدبيات الماركسية، التي يتهم كتّابها خصومهم بتحريف نظريات ماركس، وهو بالفعل السياق الأصلي الذي نشأ فيه المصطلح، لكن دلالته اختلفت بعد ذلك كثيراً. يمكن أيضاً أن يُذكّر اللفظ عربياً بسياقات أبعد وأكثر عقائدية: تحريف الكتب السماوية المقدسة، على يد بعض أتباع الديانات الأخرى. توجد بالتأكيد محاولات لمؤرخين عرب، قد تعتبر بشكل ما «تحريفية» عن الرواية الوطنية التقليدية، مثل كتابات المؤرخ المصري خالد فهمي، إلا أن هذه الكتابات لم تخرج كثيراً عن تطبيق مناهج، باتت كلاسيكية في دراسة التحديث (جينالوجيا المؤسسات العسكرية والطبيّة والقضائية وغيرها، والسياسات الحيوية، ودورها في تأسيس الذاتية) ولم تناقش نقدياً، من الأساطير التأسيسية للدولة المصرية، أكثر من مفاهيم «النهضة» و«العصرنة». في ما يبدو أنها تجنّبت البحث المتعمّق في نشأة «دين الدولة» وفرضه بشكل أحادي، وارتباطه بالتحديث، وكيفية تأسيسه لوعينا العقائدي والوطني الحالي، وفهمنا لمعاركنا مع العدو.
في كل الأحوال، قد تبدو «التحريفية» الجديّة، في قراءة وتأريخ الروايات المؤسسة للذات السياسة العربية، انتهاكاً خطيراً لمقولات عن الدين والقومية والوطنية والشعب، ومواجهة الهيمنة الغربية، والتحرر من الاحتلال، بل ربما قد تكون بالنسبة لكثير من الناشطين العرب اليوم أقرب لـ»كراهية الذات» أو «جلدها». إلا أن هذا الرفض الشرس لـ»التحريفيّة» لا يطرح على نفسه الأسئلة الأكثر أهمية عن منشأ مقولات الذات، التي يجب عدم كُرهها أو جلدها، وارتباطها بسياسات الدول القومية العربية الحديثة، التي قامت على نمط قاسٍ من الأحادية، وإنكار التعددية الاجتماعية، والحريات الأساسية، وعلى رأسها حرية المعتقد، مع ممارسات ترقى في كثير من الأحيان إلى مستوى الإبادة الجماعية، والانتزاع الشامل من الأرض. ما يجعل المقولات المذكورة أقرب لعناصر في تأسيس قومي عدواني، لا تقل انتهاكاته عن جرائم من يعتبرهم الأعداء التاريخيين.
ربما يفيد بعض «التحريفية» في إعادة بناء مفاهيمنا عن الدين والوطن والتحرر، بعيداً عن ذلك التأسيس الأحادي والعدواني، الذي لم يفد تلك المفاهيم، بل أوصلها فعلياً إلى درجة غير مسبوقة من الانهيار والهزيمة. وربما لا تكون المشكلة في «كراهية الذات» بقدر اعتبار التصورات عنها حقائق لا يمكن تحريفها، ومن ثم الشفقة عليها بوصفها ضحية. وبالتأكيد لن يكون المشفقون على ذات من ذلك النوع مناهضين فعليين للاستبدادية والاحتلال، بل مكرّسين لهما، ومعيدين إنتاجهما.

كاتب سوري

Continue Reading

Previous: تشومسكي وقطيع سوريا التائه ……..علي سفر………….المصدر: المدن
Next: «هيمن تكنسين ظلالكِ»: السوري في زمن الحرب …. نيجرفان رمضان………المصدر: القدس العربي

قصص ذات الصلة

  • مقالات رأي

ساطع نورالدين سلاح “الدرون” الذي يمنع الحرب ..أو يشعلها……المصدر :صفحة الكاتب

khalil المحرر يونيو 8, 2025
  • مقالات رأي

العلاقات المصرية-الإيرانية… تقدم حقيقي أم خلافات متجذرة؟.عمرو إمام……….المصدر : المجلة

khalil المحرر يونيو 8, 2025
  • مقالات رأي

سلام هشّ في جنوب آسيا ……… كاسوار كلاسرا……..المصدر : المجلة

khalil المحرر يونيو 8, 2025

Recent Posts

  • ساطع نورالدين سلاح “الدرون” الذي يمنع الحرب ..أو يشعلها……المصدر :صفحة الكاتب
  • العلاقات المصرية-الإيرانية… تقدم حقيقي أم خلافات متجذرة؟.عمرو إمام……….المصدر : المجلة
  • سلام هشّ في جنوب آسيا ……… كاسوار كلاسرا……..المصدر : المجلة
  • “الحرب المؤجلة” بين ترمب وماسك… محطاتها وأسلحتها……طارق راشد…المصدر : المجلة
  • “كرنفال الثقافات” في برلين: في تعزيز ثقافة التنوع…….. سوسن جميل حسن…المصدر : ضفة ثالثة

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • ساطع نورالدين سلاح “الدرون” الذي يمنع الحرب ..أو يشعلها……المصدر :صفحة الكاتب
  • العلاقات المصرية-الإيرانية… تقدم حقيقي أم خلافات متجذرة؟.عمرو إمام……….المصدر : المجلة
  • سلام هشّ في جنوب آسيا ……… كاسوار كلاسرا……..المصدر : المجلة
  • “الحرب المؤجلة” بين ترمب وماسك… محطاتها وأسلحتها……طارق راشد…المصدر : المجلة
  • “كرنفال الثقافات” في برلين: في تعزيز ثقافة التنوع…….. سوسن جميل حسن…المصدر : ضفة ثالثة

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • مقالات رأي

ساطع نورالدين سلاح “الدرون” الذي يمنع الحرب ..أو يشعلها……المصدر :صفحة الكاتب

khalil المحرر يونيو 8, 2025
  • مقالات رأي

العلاقات المصرية-الإيرانية… تقدم حقيقي أم خلافات متجذرة؟.عمرو إمام……….المصدر : المجلة

khalil المحرر يونيو 8, 2025
  • مقالات رأي

سلام هشّ في جنوب آسيا ……… كاسوار كلاسرا……..المصدر : المجلة

khalil المحرر يونيو 8, 2025
  • مقالات رأي

“الحرب المؤجلة” بين ترمب وماسك… محطاتها وأسلحتها……طارق راشد…المصدر : المجلة

khalil المحرر يونيو 8, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.