Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • في دور الفلسفة: التقاءٌ مع عين المتوحِّد …. دارا عبدالله………المصدر : ضفة ثالثة ..
  • مقالات رأي

في دور الفلسفة: التقاءٌ مع عين المتوحِّد …. دارا عبدالله………المصدر : ضفة ثالثة ..

khalil المحرر أغسطس 4, 2024

-1-
قبل كانط كانت الفلسفة شيئًا آخر تمامًا. مؤسّس “المثاليّة الألمانيّة” هو النقطة المفصليَّة في مسار تحوُّل الفلسفة من سؤالٍ عام كان ينشغِلُ به الصغير والكبير في الفضاء العام، إلى تخصّص يُمارَسُ في إطار منهجيّ صارم. الفلسفة كتخصّص خلقت وضعًا تحوّلت فيه بشكل تدريجيّ إلى انغماسٍ للنخبة وشأنٍ للقلّة. لم يكن لكانط أيّ مهنة أخرى معروفة في حياته، وليس القصد هنا تحميله كامل مسؤوليَّة تحوُّل الفلسفة لتخصّص، لأنّ كانط كان ردًا طبيعيًّا على تعقّد العلم وتولّد الأفرع. كانت الممارسة الفلسفيّة مختلفة قبل كانط. سقراط كان عضوًا نشيطًا في النقاشات التي كانت تجري مع المواطنين في الفضاء العام Agora. سبينوزا كان عالم عدسات. أفلاطون عمل مستشارًا سياسيًا للملك ديونيوس الثاني، وفشلت مساعيه في تحويل الملك إلى فيلسوف. لايبنز كان دبلوماسيًا ألمانيًا، ولعب دورًا في تخفيف التوتر بين الكاثوليك والبروتستانت بعد كارثة حرب الثلاثين عامًا المذهبيّة، وذلك في تجربته الدبلوماسيّة كممثِّل لألمانيا في فرنسا. في القرن العشرين، حمل الفيلسوف الأميركي، جون ديوي، راية ضرورة أن تكون الفلسفة شأنًا عامًا، وتنبَّه إلى مخاطر تحوُّل الفلسفة إلى مسألة أكاديميَّة. سافر ديوي إلى الصين بين عامي 1919 و1921، وشهد حراك 4 مايو/ أيّار الطلابي، وأثّر وتأثّر بالصين بإلقاء سلسلةٍ من المحاضرات عن التعليم والفلسفة والحقّ. في عام 1940 لمّا تمّ تعيين برنارد راسل كأستاذ للفلسفة في جامعة نيويورك، رُفِعَت دعوى ضده من قبل متعصبّين بسبب مواقفه من نقد الدين والحرية الجنسيَّة.

حتّى لو حاولت الفلسفة أن تنفصل عن الفضاء العام، من المستحيل أن يتركها الفضاء العام وشأنها.

-2-
من تداعيات تحوُّل الفلسفة إلى تخصّص أكاديمي هو فقدان زاوية النظر الشاملة القادمة من التفكير بالطبيعة. الفلسفة التحليليّة تفكّك نزولًا أسئلةً تصبح رفيعةً أكثر فأكثر، إلى أسئلة أكثر رِفَعة وأكثر دقَّة. ثمّة قاع في الفلسفة الأكاديميّة التحليليّة، يصبح فيه من الصعب رؤية السطح، إذْ تصبح العلاقة مع المعرفة جزئيّة ومُفتّتة، وتُعْطَب القدرة على رؤية الطابع التكاملي الكليّ للمعرفة. التخصُّص تجزيءٌ مستمرُّ للمشهد العام، ومثلما خلقت الرأسماليّة شرخ الاغتراب بين العامل ومنتجه، لاقتصار دوره على مهام جزئيّة تكراريّة وفقدان الإحساس بكليّة العمليّة الإنتاجيّة، تخلق الفلسفة التحليليّة اغترابًا بين الفلسفة والمعرفة ككُل، إذْ أن الغرق في أسئلة فلسفيّة تفصيليّة رفيعة يعطّل رؤية التركيب الكلي العام للمعرفة. ورغم أنّ بعض آراء كانط عن الطبيعة دحُضِت لاحقًا من خلال العلم التجريبي، إلا أنّ خسارة التفكير بالطبيعة نقصٌ لا يُفوَّت أحدثته الفلسفة الأكاديميّة. قبل حتى كتابة “فينومولوجيا الذهن”، لمّح هيغل إلى ديناميكية الديالكتيك في كتاباته التأمليّة عن الطبيعة.

لمّح هيغل إلى ديناميكية الديالكتيك في كتاباته التأمليّة عن الطبيعة (Getty)
الروح الطبيعيّة تنشأ بمجرّد حصول تناقضٍ بين داخلٍ وخارجٍ بينهما غشاء. بالضبط، الروح الطبيعية هي فرقٌ بين قيمتين: القيمة اللازمة داخل العضوية لإعادة إنتاجها كالغذاء والطاقة، والعالم المادي خارج العضوية المحدود الموارد. الفرق بين Sollwert وIstzustand، بين القيمة الضروريّة وحياديّة الوجود، هي الروح بشكلها العضوي الأبسط.

شيئان رفضهما هيغل: مطابقة الوعي بالدماغ والطبيعة بالبيئة، واشتقّ الديالكتيك، الظاهرة الأساسية في الوعي البشري، من خلال التأمُّل بالطبيعة.

-3-
ثمّة من يقول إنّ الفلسفة كتخصص، مثل الفيزياء الجزيئية والكيمياء الحيوية، ليست بالضرورة أن تكون متاحةٍ لعالم خارج التخصص. مثل البيولوجيا الخلوية وعلم الذرة، لا مشكلة أبدًا في أن تتحوّل الفلسفة إلى ظاهرة مخبريّة وتستخدم اللغة التقنيّة والمنهجيّات الصارمة المأخوذة من العلوم الطبيعيّة في الكتابة. لا مشكلة حتّى لو لم يكن فهمها ممكنًا لعالم خارج التخصص، إذْ بالنهاية عوائد تفكير القلة ستكون إيجابية على الجميع.

“لمّا نرى صورةً لعصا فيها انحناءٌ من المنتصف، ونعرف بعدها أنّ العصا مغروسةٌ من منتصفها تحت الماء، سندرك فورًا الالتباس البصريّ”

مشكلة هذا الرأي هو الخلط بين الفلسفة والعلم التجريبي. نمارس الفلسفة يوميًا في حياتنا، إذْ نقيّم أغنية جماليًا ونسمّي تجاربنا وجوديًًا ونفكّر بأفعالنا أخلاقيًا. في داخلنا أعقد قضايا الفلسفة التحليليَّة الدقيقة، حتى لو لم نكن قادرين على شرحها. لمّا نرى صورةً لعصا فيها انحناءٌ من المنتصف، ونعرف بعدها أنّ العصا مغروسةٌ من منتصفها تحت الماء، سندرك فورًا الالتباس البصريّ.

يرفض الإدراك وضع المتلقّي السلبي، ويشرف على تصحيح معطيات الحواس.

-4-
الفرق جذريّ بين العلم والفلسفة. العلم تراكميّ واشتقاقي والفلسفة خلافيّة ومشتّتة. النظريّة النسبية لآينشتاين هي استكمالٌ وامتدادٌ لقانون الجاذبية لنيوتن. العلم بناء معرفي متكامل، وأي حجرةٍ فيه متأثرة، بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، بأي حجرة أخرى. لا يوجد في الفلسفة كيان متّصل فيه حقائق موضوعيّة تُستخلَص من بعضها البعض. لا يوجد اتفاق حول سؤال فلسفي واحد. توماس هوبز اعتقد أنّ الطبيعة البشريّة ذئبيّة، ويجب إخضاعها لسلطة مركزية قسريّة، في حين أن الفيلسوف الصيني مينغزي دافع عن فكرة أنّ الطبيعة البشرية خيّرة، وإلا فلماذا نعيش لحظة تجمّد من عدم الراحة والانزعاج لمّا نرى طفلًا يسقط في بئر؟ في الأخلاق لا أحد يتفق مع أحد. كانط أكّد أنّ الأسّس الأخلاقيّة قبل الفعل لها الأولوية على النتائج الأخلاقيّة بعد الفعل، في حين جون ستيورات ميل، مؤسس النفعية، يرى العكس تمامًا. في الفلسفة السياسية الكل تقريبًا يختلف مع الكل. الفيلسوف الأميركي جون رولز يدافع عن نزعة تدخليّة للدولة (مبدأ الفرق) بحيث تُعَاد صياغة الفوارق الاجتماعية والطبقية، لتكون في صالح الأضعف اقتصاديًا والأقل حظًا، في حين رفض زميله الفيلسوف الأميركي روبرت نوزيك أي مشاركة للدولة في الفضاء العام، لأنّ دورها يجب أن يكون مقتصرًا على مراقبة السوق بالحد الأدنى، وتتدخل فقط إذا حصل غشّ أو انقلاب على قوانين السوق.

العلم نزّاع إلى التوافق وميّال إلى البنائية التراكمية، والفلسفة متّجهة إلى التذرُّر وإحيائيّة لنقاط الخلاف.

-4-
في مقدّمة “فينومولوجيا الذهن” يرسم هيغل الحدود بين العلم والفلسفة من خلال التفريق بين مفهومي الأنثروبولوجيا والفينومولوجيا. الأنثروبولوجيا هي دراسة الجسد، الحامل المادّي للوعي. الحامل المادي للوعي يُفهَم فقط من خلال المعرفة العلميّة التجريبيّة القائمة على الفرض والطلب والبرهان. الفينومولوجيا أو الظاهراتيّة، تهتم حصرًا بالجانب اللامادي، الوعي الذي يتجلّى على شكل ظواهر تاريخيّة، مثل الإيمان بالدين والإحساس بالجمال والخلق الفني وظاهرة الجنسانيّة ومفهوم الدولة وفكرة الحق… إلخ. الملمح الفينومولوجي، الوعي البشري، لا يمكن أن يُفهَم فقط من خلال المعرفة العلميّة التجريبيَّة. أدوات الأنثروبولوجيا مختلفة عن أدوات الفينومولوجيا. في الدماغ مكان مسؤول عن الحس والحركة، ولكن لا يوجد مكان في الدماغ يحدد الرأي السياسي أو الميل الجنسي. كان فهم تفريق هيغل دوشًا للنفس أثناء قراءتي له في فترة كورونا. في الوباء، سادت الأرقام وهيمنة الإحصاءات وصار الأطباء يقررون من يحقّ ولا يحقّ لهم أخذ المواصلات العامّة. لمّا ظهر اللقاح، قِيلَ أنّ غير الملقّحين خارجون عن العقد الاجتماعي وشركاءٌ متواطئون مع الفيروس، لأنّهم ينقلون الفيروس بشكلٍ أسرع. الرأي العلمي السائد كان بالضبط: أنّ اللقاح سيساعد في إبطاء سرعة انتشار الفيروس. بعد حوالي سنة ونصف السنة، ولأنّ العلم الجدي نقديّ النزعة ويعالج بياناته باستمرار ويعيد النظر في نتائجه، أكّد رئيس مشفى شاريتي في برلين، بأنّ اللقاح يقلل الأعراض ويخفف الضغط على القطاع الصحي، هذا صحيح، ولكن لا علاقة أبدًا بين اللقاح وسرعة انتشار الفيروس.

انتهاك الأنثروبولوجيا للفينومولوجيا، تركُ قضية الحق في يد العلم التجريبي، ولّد انتهاكًا بسببه ملايين البشر منعوا من استخدام المواصلات العامة اعتمادًا على حقائق تجريبية غير مصقولة بشكل كاف بعد.

-5-
بالتوازي مع عالم الفيزياء الإنكليزي المعروف نيوتن، كان للأديب والشاعر الألماني غوته هوس بالألوان. نيوتن بمثاله المشهور قام بتكسير الضوء على عدسةٍ في غرفةٍ مظلمةٍ، ليرتسم على الحائط الطيف اللوني المعروف. اعتقد غوته أنّ الظل ليس غيابًا للضوء، بمعنى أنّه مثلما الضوء طاقة، فالظل طاقة. ومثلما يمكن تحليل الضوء إلى طيف، يجب العمل على تحليل الظل إلى طيف. غوته، وعلى الرغم من ضعف الدعم المقدّم له في هذا الخصوص، وضعف إمكاناته التجريبية، قام بإجراء تجربة خطيرة حلل فيها الظل، ليتشكل الحدث الأكثر تأثيرًا في حياته: طيف لوني آخر. طيف غوته ليس مطابقًا لطيف نيوتن، ولكنه يبدو مكملًا له، إذ لا يوجد أي تكرار في الألوان. لمّا اكتشف غوته طيفه، راسل نيوتن الذي أعاره انتباهًا في البداية، لكنّه انشغل عنه لاحقًا. المجتمع العلمي آنذاك نصحه بعدم تلويث قريحته الشعريّة في أبحاث زائفة، ولم يُأخَذ على محمّل الجد.

مثلما يمكن تحليل الضوء إلى طيف، يجب العمل على تحليل الظل إلى طيف
فيلسوف العلم الأبرز في القرن العشرين، توماس كون، انذهل بمجهود غوته. وكون في عمله “بنية الثورات العلمية” يدافع عن فكرة إمكانيّة وجود حقائق تجريبيّة متوازية أو متكاملة. بمعنى من الممكن أن تكون هنالك حقيقتان علميّتان تجريبيّتان صحيحتان بنفس الوقت وحول نفس الأمر، وطيف غوته مكمّل لطيف نيوتن. الحقيقة العلمية جَرَّةٌ تكسّرت، ودومًا ثمّة قطعة ناقصة تُضاف… كان غوته متألمًا بالعمق لأنّ عمله الشعري كان ينال من مصداقية عملٍ في الفيزياء والبصريات امتد حرفيًا من عام 1792 إلى 1810. ولكن ثمّة عودة حديثة إلى “نظرية الألوان” لغوته العنوان الأعرض لمجلّدات عديدة من قبل فلسفة العلم.

البارز الوحيد في عصره، من وقف معه قلبًا وقالبًا كان: هيغل.

-6-
قبل دراسة الفلسفة في برلين، قضيت خمس سنواتٍ من عمري وأنا أدرس في كليّة الطب في جامعة دمشق. لم أندمج لحظةً واحدة، وكان الإحساس بالوجود في المكان الخطـأ يتفاقمُ مع التقدُّم بالدراسة. علاقتي مع الطب كانت نظريّة، إذْ كنتُ أحفظ المعلومات ظهرًا عن قلب استعدادًا للفحص. علاماتي في الجانب العملي كانت مريعة وفشلت تقريبًا في كلّ التجارب. الضفدع الذي كان يجب أن يُنخَّع بطريقة تثبّط جهازه العصبي – الحركي وتبقي جهازه القلبي – الوعائي، مات. لمّا حاولتُ أن أضع قلب الضفدع على نابض جهاز القياس، لم ينبض القلب إطلاقًا. أكّد لي الطبيب المشرف أنّ التجربة فشلت لأنّي “قتلتُ” الضفدع، ولمّا سألته عن إمكانيّة الإنعاش، رسّبني فورًا.

“كانط أكّد أنّ الأسّس الأخلاقيّة قبل الفعل لها الأولوية على النتائج الأخلاقيّة بعد الفعل، في حين جون ستيورات ميل، مؤسس النفعية، يرى العكس تمامًا”

التنخيع هو الإجراء العملي الأكثر دقّة في السنوات الأولى من الطب. على الإبرة أن تُغرَس في منعطفٍ صغير بين الرأس والجذع من الخلف. المنطقة المستهدفة هي البصلة السيسائيّة، أمّ الجهاز العصبي- الحركي. كليّات الطب حول العالم ألغت هذه التجارب لانعدام أهميتها التجريبيّة. لم أنجح في تجربة تنخيع واحدة، ولأنّي كنت أتوتّر لما كانت الحمامة تقاوم وتدافع عن حياتها، كانت قبضتي تشتد حول عنقها، لتموت خنقًا بدلًا من أن تُنخَّع. في دروس التشريح، لم أكن أميّز الوريد من الشريان من العصب، ولمّا سألني الطبيب المشرف في نهاية الفصل عن مكان العصب الناصف، أشهر عصب في الذراع، أمسكت عضلة بدلًا من ذلك، فنصحني بترك الدراسة فورًا. كنتُ في الكليّة مثل ذلك الأرنب الذي حُقِنَ بمخدّر الكيتامين، فتحوُّل من كائن شديد الحركة قادرٍ، مثل جزيئات ميكانيكا الكم، على التواجد في مكانين مختلفين بنفس اللحظة، إلى نقطةٍ منكمشة على نفسها.

صار الأرنب ككرةٍ ثلجٍ تذوب تدريجيًّا أمام ضوء ساطع. انزوى على نفسه وحدّق بشكل ثابت حتّى تكشّف أنّه ميّت.

-7-
لاحقًا، أثناء دراستي في الفلسفة، سُنِحَت لي فرصة غريبة بالعودة إلى الاحتكاك مع العلم مرّة أخرى. أخذتُ بعض الصفوف في برنامج حديث نسبيًّا في برلين اسمه Brain and Mind، الدماغ والوعي، ويهتمّ بشكل أساسي بسؤال العلاقة بين الوعي والدماغ، إذا ما كانا شيئًا واحدًا أم شيئَيْن مُختلفَيْن. البرنامج تعاونٌ بين خمسة تخصصات: الفلسفة وعلم الأعصاب وعلم النفس والذكاء الاصطناعي والبيولوجيا الحيوية. النباتات إثباتٌ أنّ الوعي أوسع من الدماغ. تحت المجهر، الخلية النباتية تمشي باتجاه سكر الغلوكوز (جاذب)، وتحاول أن تغير مسارها عند وضع حمض الفينول (كاره). الخلية النباتيّة تأخذ معلومة وتعالجها وتتصرّف على إثرها، هذا وعي. في الغابة وعي متطوُّر بدون وجود أي دماغ، إذْ يُعتنَى بالشجرة المريضة بإرسال المزيد من الغذاء، وتُوزَّع الأشجار بما يسمح لكميّات متساوية من الضوء والظل للجميع. في علم النفس، ساهمت الفلسفة في فهم حالات مثل التوحّد والـ ADHD. في فلسفة الذهن القناعة السائدة هي أن الوعي يعمل بآلية بحيث أنّه يحذف باستمرار المعطيات الحسيّة غير الضرورية من أجل إعارة الانتباه أكثر إلى المعطيات الحسية ذات الصلة والأكثر أهمية في السياق. لمّا تدخل إلى دكان لتشتري، تركّز على ما ستقوله، أكثر من الالتفات إلى أشياء مثل شدّة الإضاءة أو لون الباب. قدراتنا على حذف المعلومات الحسية غير الضرورية متفاوتة، ولكل واحدٍ منا مكانه في الطيف. في حالة التوحّد، يصبح من الصعوبة حذف فائض المعطيات الحسيّة، ويبقى الشخص لاقطًا ومستجيبًا لمعالجة كل المحفّزات في المحيط. التوحّد استقرار أكثر في الـ “هنا والآن”، في اللحظة الحاضرة نفسها، مع صعوبة في التجرُّد من الشيء. ولأنّ داخل كلّ شخص نزعة الاستقرار في الـ”هنا والآن” بدرجات متفاوتة، فإنّ التوحد هو فرق بالدرجة وليس فرقًا بالنوع. الفرق النوعي ينقل النقاش حول التوحد إلى ثنائية “الطبيعي” و”المرضي”، في حين الفرق بالدرجة يتعامل مع التوحّد تمامًا كالطول ولون العينين كإثباتٍ للتجربة، صُمِّمت غرفة في قسم الدماغ والوعي، بيضاء تمامة وخالية من أي مثيرات حسيّة وعناصر مشوشة.

ولأوّل مرّة: بعد أن ارتاح من ضرورة معالجة أي محفّز، وضع المتوحّد عينه بعين الآخر.

Continue Reading

Previous: قاعدة للروس في عين العرب السورية: أي رسالة لتركيا؟ محمد أمين……….المصدر :العربي الجديد.
Next: لماذا نقرأ الشعر اليوم؟ فارس يواكيم مترجما “عيون إلزا” ،،،، رشيد بوطيب،،،،المصدر : ضفة ثالثة ..

قصص ذات الصلة

  • مقالات رأي

الموت وأعوانه… مايكل يونغ…..مركز مالكوم كير– كارنيغي للشرق الأوسط……المصدر :المدوّنة ديوان

khalil المحرر يوليو 5, 2025
  • مقالات رأي

الأردن… تغييرات ما بعد السبات الصيفي التعديل الحكومي صار وشيكا مالك العثامنة….المصدر : المجلة

khalil المحرر يوليو 5, 2025
  • مقالات رأي

التصدي لوكلاء إيران… الدور الإقليمي.. جيمس جيفري….المصدر : المجلة

khalil المحرر يوليو 5, 2025

Recent Posts

  • مدير مؤسسة راوست للأبحاث لرووداو: 65% من الشعب التركي يدعم عملية السلام المصدر: رووداو ديجيتال
  • الموت وأعوانه… مايكل يونغ…..مركز مالكوم كير– كارنيغي للشرق الأوسط……المصدر :المدوّنة ديوان
  • سرديات الحروب والنزاعات: عن كتابة الواقع روائيًّا ..فدوى العبود……المصدر :ضفة ثالثة
  • الأردن… تغييرات ما بعد السبات الصيفي التعديل الحكومي صار وشيكا مالك العثامنة….المصدر : المجلة
  • التصدي لوكلاء إيران… الدور الإقليمي.. جيمس جيفري….المصدر : المجلة

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • يوليو 2025
  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • مدير مؤسسة راوست للأبحاث لرووداو: 65% من الشعب التركي يدعم عملية السلام المصدر: رووداو ديجيتال
  • الموت وأعوانه… مايكل يونغ…..مركز مالكوم كير– كارنيغي للشرق الأوسط……المصدر :المدوّنة ديوان
  • سرديات الحروب والنزاعات: عن كتابة الواقع روائيًّا ..فدوى العبود……المصدر :ضفة ثالثة
  • الأردن… تغييرات ما بعد السبات الصيفي التعديل الحكومي صار وشيكا مالك العثامنة….المصدر : المجلة
  • التصدي لوكلاء إيران… الدور الإقليمي.. جيمس جيفري….المصدر : المجلة

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • الأخبار

مدير مؤسسة راوست للأبحاث لرووداو: 65% من الشعب التركي يدعم عملية السلام المصدر: رووداو ديجيتال

khalil المحرر يوليو 5, 2025
  • مقالات رأي

الموت وأعوانه… مايكل يونغ…..مركز مالكوم كير– كارنيغي للشرق الأوسط……المصدر :المدوّنة ديوان

khalil المحرر يوليو 5, 2025
  • أدب وفن

سرديات الحروب والنزاعات: عن كتابة الواقع روائيًّا ..فدوى العبود……المصدر :ضفة ثالثة

khalil المحرر يوليو 5, 2025
  • مقالات رأي

الأردن… تغييرات ما بعد السبات الصيفي التعديل الحكومي صار وشيكا مالك العثامنة….المصدر : المجلة

khalil المحرر يوليو 5, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.