Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • سرديات الحروب والنزاعات: عن كتابة الواقع روائيًّا ..فدوى العبود……المصدر :ضفة ثالثة
  • أدب وفن

سرديات الحروب والنزاعات: عن كتابة الواقع روائيًّا ..فدوى العبود……المصدر :ضفة ثالثة

khalil المحرر يوليو 5, 2025

الحرب من أكثر التجارب قسوة وتحفيزًا للكتابة، وهي لا تعكس مواجهة بين الجيوش بل نزاعًا بين سرديّات إنسانية، يحاول المنتصر تزييفها، ليدخل في مواجهة مفتوحة مع الفن فمن الحرب وعنها تنبثق أسئلة الوجود والموت. وهي الحدّ الرهيف بين المعنى وعدمه، بين الحقيقة والزيف، بين كذبة تكتب بيد المنتصر وحقيقة تنجو بفضل الأدب.
وإذا كان الواقع مربكًا وصادمًا، فلا أحد يستطيع فهم تعقيده مثل الأدب. إذ لا يكتفي بسرد الواقع بل يبحث في ممكناته واحتمالاته اللاّمرئية. ليتحول غضب أخيل في “الإلياذة” إلى التأمل في هشاشة المصير البشري، وفي “الأوديسة” يصبح صوت المعركة فقدًا، ولعل من أقسى المقاطع مشهد أوديسيوس في العالم السفلي وهو يحاول أن يعانق والدته التي ماتت حزنًا على غيابه وأصبحت مجرد ظل. “فتحيرت في قلبي، وتاقت نفسي إلى أن تمسك بروح أمي الميتة، فوثبت نحوها ثلاث مرات، وأمرني قلبي بأن أمسكها، وثلاث مرات أفلتت من ذراعي أشبه بالشبح أو الحلم”.
تتحول الحرب في النص الروائي إلى سؤال عن الوجود والمصير الإنساني، وتستغرق الرصاصة بين لحظة الضغط على الزناد وقلب الضحية، زمن حياة بأكملها. وفي “حادثة على جسر أوول كريك” يعيش البطل بين لحظة إلقائه من الجسر هروبًا كاملًا. فحين يكتب الإنسان عن الحرب، لا يهمه ما حدث ولا كيفية حدوثه، بل يحاول إنقاذ ما تبقّى داخله.
كتب أحدهم: “الأدب يمنح صوتًا، ويحول الألم إلى معنى” وحتى يستطيع ذلك عليه أن يوازي الحياة في غرائبيتها، وطرقها التي تسعى عبرها لتعليمنا أن الروح أقوى من الرصاصة والذكريات تتغلب على النسيان. ومن أجل هذا كله، يبتكر الأدب وسائله للقول لأن المهم ليس ما نقول بل كيف نقوله، ما يجعل كتابة الحرب تنقيبًا مستمرًا عن طريقة القول، وهو ما يتوخى كتاب “سرديّات الحرب والنزاعات: تحوّلات الرؤية والتقنية” (*) بحثه، وعبر تحليل ما يزيد على 60 نصًا روائيًا توصلت الناقدة والمؤلفة المصرية أماني فؤاد إلى أن الحرب تؤثر في الرؤية الإنسانية والتقنيات الفنية للنص الأدبي.
وعلى امتداد 5 فصول – “مفهوم أدب الحرب وخصائصه الفنيّة”، “مفهوم اللاّبطل في رواية الحرب”، “وظيفة الراوي وتحوّلات موقعه في سرديّات الحرب”، “سرديّات الحرب وواقعيّة الفن”، و”سرديات الحرب والزمان والمكان واللغة”- يتتبّع الكتاب مصير المفاهيم الكبرى وتأثير الحرب عليها، وتحوّل القضايا الواسعة إلى أنساق باهتة ومموّهة؛ بفعل تهدّم اليقينيّات وتشظّي الواقع. وهذا يطاول الشكل السرديّ الذي يحاول مواكبة الواقع المنفلت “إذ أن سعي الرواية المعاصرة لآفاق فنيّة جديدة هدفه استيعاب ما يحدث من تحوّلات يمكن وصفها بالجنون”.
كان أحد أشكاله “سرد الفانتازيا”، إذ تتسع فيه مساحات التخييل، والذي يأتي كمواربة أو مداراة من العسف الذي تلحقه السلطة بالكاتب “فيرتاد عوالم الفانتازيا ليرمز ويكني أو ليهرب من مواجهة الواقع أو ليعكس الأخير في هوة إخفاقاته”.
هذا الواقع بكل غرائبيته، دمغ النصوص الروائية بتلك النزعة للتجريب وابتكار بنىً مغايرة غنية بالمتناقضات والحيرة والشعور بالعبث؛ لكن، وقبل ذلك تحاول المؤلفة تحديد المقصود بأدب الحرب وبعد اختبار تعريفات متعددة، تتوصل إلى أن الأدب الحقيقي “لا يتعلق بالأحداث الكبرى وأصوات المعارك بل يتناول تأثيراتها على الواقع الإنساني”.
وتدلل على نظريتها باستعادة نصوص الكتاب المقدس لدى العبرانيين و”إلياذة” هوميروس و”إنياذة” فرجيل، حتى الملحمة السومرية جلجامش، وصولًا للحروب المعاصرة كالحرب الأهليّة الأميركية والحربين العالميتين وحرب العراق. إذ انفجرت في ظلّ هذه الحروب وبتأثيرها سرديات وأعمال فنية متنوعة بين رواية وقصة ومسرح.

“كان كونديرا رأى أن الرواية هي الفن القادر على ملامسة جوانب مختلفة من مغامرة الوجود الإنساني”

 

كما ترصد تحول الرؤية في نصوص الحرب، وتركيزها على دراسات النوع والأقليّات والصدامات المذهبيّة وآلام المهمشين واستكشاف القضايا الأخلاقيّة التي تفرزها الحروب؛ حيث لم يعد الأدب “يقتصر على سرد الصراعات على جبهات القتال، لكنه يقدم أكثر لحظات البشر توتّرًا وقسوة”. فأصبحت الرواية استكشافًا للوجود الفردي والداخلي، وكان كونديرا قبل ذلك رأى أن الرواية هي الفن القادر على ملامسة “جوانب مختلفة من مغامرة الوجود الإنساني، كاستبصار الذات وجذور الفرديّ في الأحداث التاريخية وتجليّات الماضي في الحاضر”.
كما أنّها تعتبر الأقدر على استيعاب تقنيات متنوعة، لأنها لحظة مفتوحة على كل جديد من شعر وقصة، وهي لحظة فارقة، لحظة عراء ومواجهة مع كل قوى القتل.
إن المسألة الجوهرية في الكتاب تتبلور في السؤال الذي يتعلق “بقدرة الفن على التجاوب مع سرياليّة الواقع وتغيراته”، فاستعانت المؤلفة بالنماذج والأعمال الأدبية المتنوعة للإجابة عن هذا الهاجس. وتعكس الكثير من الأعمال الروائية بعد 2011 وعلى امتداد خارطة الوطن العربي، طريقة جديدة في القول، وهي تتميز بالجدة في الرؤية عبر محاولتها استشراف التنبؤات السياسية ومصير الثورات العربية.
ورغم أن المرجعيّة الحكائية في أغلب هذه الأعمال، لم تعد الخيال بالضرورة، إذ صارت تستقي مادتها من الواقع ولكن الأخير أشدّ غرابة من المتخيل،
لذا عمدت إلى الاعتماد عليه، ثم تغييب هذا الواقع في بنية سردية غرائبية وعجائبية باستخدام تقنيات مختلفة كالتناص مع حكاية تاريخية أو استخدام الرمز والأسطورة، أو فتح القص الواقعي على ظلاله والاهتمام بما هو خفي ولا مرئي.
يظهر هذا بوضوح في تعدّد الإيقاعات السرديّة، إذ انعكست فوضى الواقع نوعًا من التشظي والحبكة الفوضوية وتلاقت فنون كثيرة وتقنيات متنوعة وفنون مختلفة من عمارة أو شعر أو موسيقى في النص الروائي.
أما اللغة فقد أصبحت أشبه “بالتأتأة وتنوع اللهجات واللاتحديد في الحبكة”. فـ”للاتحديد” أو اللاتحدد حسب أيهاب حسن، يحوي الكثير من المفاهيم الدالة، لكن أهمها بنظره “بلاغة التهكّم أو السخرية والقطيعة والصمت. وتتخلّل كل هذه العلامات إرادة ضخمة للهدم والتدمير”، يطاول هذا الهدم والرغبة بتهديم الأسس، مفهوم البطل الذي تحول إلى اللابطل أو البطل المضاد المنسحق والذي يشعر باللاجدوى، وفي المجمل، فقد تلاشى دوره من النص، حد أنه أصبح مجرد علامة أو إشارة، وأصبحنا نقع على نصوص بدون أبطال تتحرك بين سطورها شخصيات عنيفة ساخرة ومشككة وفي الغالب مقهورة.
يجمع الكتاب بين ضفتيه نماذج روائية عربية؛ “الموت عمل شاق” للروائي السوري خالد خليفة، “النبيذة” لإنعام كجه جي، “رواية أرامل السكر” للكاتبة ملك القاري، “قيامة الرغبات” لسلامة الصالحي، “شغف” لرشا العدلي وغيرها من النصوص، إضافة لأعمال أخرى تعكس أثر الحرب في بروز الفنيّات الجديدة.
وتتطرق المؤلفة لأهم عنصر في الرواية “المفوض التخيلّي من قبل الروائي” و”الأنا الثانية له”: “الراوي”، والذي يقوم بوظيفتين، الأولى: جمالية وفنيّة لتنظيم عملية الحكي، وصياغة الحبكة المتقنة. إذ، يبتعد قدر الإمكان عن الصدف القدريّة أو التسلسل التقليدي، وعليه يقع عاتق التعبير. وتُضاف إليها وظيفة فكريّة باعتباره المخوّل بالتعبير عن وجهة النظر في النص المسرود.
وسواء أكان “الراوي عليمًا معرفته تفوق علم الشخصّية، أو مشاركًا يتداخل معها، أو متعدّدًا حيث يتولى أكثر من راوٍ عملية القصّ، فهو من يشكل المنظور الروائي للحدث ويصبغه برؤيته. وهذه الأخيرة تغلب عليها عمومًا فوضى الواقع وتصدّعاته، ينعكس ذلك في حبكة فوضوية مجزأة، ونهايات مفتوحة على الفراغ، لتنزاح هذه الكتابة عن محاكاة الواقع رغم أنّها استمدت منه إلى الانعكاس عليه، ولتدخل منطقة التوتّر الداخلي للمبدع، التي تقع بين الاستعارة والواقع، بين الكائن وبين ما يمكن أن يكون”، وبين القبول والرفض والحقيقة ونقيضها.
مشغولةً بسؤال الزمان والمكان إذ تفتّتا، بسؤال اللّغة التي تتأرجح بين السخط والرهبة، بين الإدهاش والتأتأة، بين الدمار ومحاولة الإفلات منه؛ تأتي كتابة الحرب لتدوين هذا الواقع كطموح مثاليّ لاختراق دفاعاته الصلبة وبلادته وتحريك مياهه الآسنة للوصول إلى ينابيع الحقيقة، فالأخيرة توجد حيثُما وُجد الإنسان المقهور، إذ، تدوّن هذه الأعمال سرديّة الأخير وتنحو باتجاه تجاوز الواقع القاسي لتغييره ولتخبرنا عن الطريقة التي تتحول فيها الحرب والدمار الذي تخلفه إلى سرد، وكيف تتم “كتابة الواقع روائيًّا بدل كتابة رواية عن الواقع”.

* كاتبة سورية.

(*) أماني فؤاد، سرديات الحروب والنزاعات: تحولات الرؤية والتقنية، الدار المصرية اللبنانية، 2024.

شارك هذا المقال
مقالات

Continue Reading

Previous: الأردن… تغييرات ما بعد السبات الصيفي التعديل الحكومي صار وشيكا مالك العثامنة….المصدر : المجلة
Next: الموت وأعوانه… مايكل يونغ…..مركز مالكوم كير– كارنيغي للشرق الأوسط……المصدر :المدوّنة ديوان

قصص ذات الصلة

  • أدب وفن

لئلا ننسى محمد الفيتوري في ذكرى رحيله العاشرة..شريف الشافعي كاتب وصحافي….المصدر : اندبندنت عربية

khalil المحرر يوليو 5, 2025
  • أدب وفن

بين همنغواي والسينما حكاية حب لا تكتمل….إبراهيم العريس…….المصدر :اندبندنت عربية

khalil المحرر يوليو 4, 2025
  • أدب وفن

اكرم حسين قصة قصيرة : أحلام مؤجلة…!

khalil المحرر يوليو 3, 2025

Recent Posts

  • مدير مؤسسة راوست للأبحاث لرووداو: 65% من الشعب التركي يدعم عملية السلام المصدر: رووداو ديجيتال
  • الموت وأعوانه… مايكل يونغ…..مركز مالكوم كير– كارنيغي للشرق الأوسط……المصدر :المدوّنة ديوان
  • سرديات الحروب والنزاعات: عن كتابة الواقع روائيًّا ..فدوى العبود……المصدر :ضفة ثالثة
  • الأردن… تغييرات ما بعد السبات الصيفي التعديل الحكومي صار وشيكا مالك العثامنة….المصدر : المجلة
  • التصدي لوكلاء إيران… الدور الإقليمي.. جيمس جيفري….المصدر : المجلة

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • يوليو 2025
  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • مدير مؤسسة راوست للأبحاث لرووداو: 65% من الشعب التركي يدعم عملية السلام المصدر: رووداو ديجيتال
  • الموت وأعوانه… مايكل يونغ…..مركز مالكوم كير– كارنيغي للشرق الأوسط……المصدر :المدوّنة ديوان
  • سرديات الحروب والنزاعات: عن كتابة الواقع روائيًّا ..فدوى العبود……المصدر :ضفة ثالثة
  • الأردن… تغييرات ما بعد السبات الصيفي التعديل الحكومي صار وشيكا مالك العثامنة….المصدر : المجلة
  • التصدي لوكلاء إيران… الدور الإقليمي.. جيمس جيفري….المصدر : المجلة

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • الأخبار

مدير مؤسسة راوست للأبحاث لرووداو: 65% من الشعب التركي يدعم عملية السلام المصدر: رووداو ديجيتال

khalil المحرر يوليو 5, 2025
  • مقالات رأي

الموت وأعوانه… مايكل يونغ…..مركز مالكوم كير– كارنيغي للشرق الأوسط……المصدر :المدوّنة ديوان

khalil المحرر يوليو 5, 2025
  • أدب وفن

سرديات الحروب والنزاعات: عن كتابة الواقع روائيًّا ..فدوى العبود……المصدر :ضفة ثالثة

khalil المحرر يوليو 5, 2025
  • مقالات رأي

الأردن… تغييرات ما بعد السبات الصيفي التعديل الحكومي صار وشيكا مالك العثامنة….المصدر : المجلة

khalil المحرر يوليو 5, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.