تعليق الصديق نزار بعريني على مقالتي المنشورة في موقع ولاتي مه بعنوان ” الفكر المتأرجح في القضية الكردية : بين الواقع والأوهام النظرية..! ”
رابط المقال في التعليقات .
شكرا جزيلا ، صديقي العزيز.
لم تعجبني لغة الحوار ، لكن الأسلوب يخصّك.
تقول في افتتاح مقالكم ” ..
في فكرٍ متأرجحٍ ، يستبدلُ الاشياءَ ويعجزُ عن ادراكِ كنهها ” …وقد حوّلت الحوار مع حضرتك ” الى ما يشبهُ حوار الذات في لغةٍ تُحاولُ التعميم َ وأسطره الماضي… في غموضِ الفكرِ، وعدم قدرةِ منظارهِ على الرؤية الواضحة ، وتسطيحهِ للأشياءِ البليغةِ ، وربط ذلكَ بالزمن ” الامبريالي” الثابت الذي لا يتحرك ..؟ وهو تحريضٌ سياسيٌ غير مباشر يهدفُ اليه صديقنا في مجرى الهجوم الايديولوجي على الكرد وشيطنتهم ” .
ما هذه اللغة الشاعرية؟ وما هذا القصف العشوائي ، الذي يشبه لغة الحوار السريالية؟
لم أكن اعرف انّك متأثر بشعر أدونيس وفكره ” الثابت ” إلى هذه الدرجة !
أفكاري ياسيدي واضحة ، بعكس هذا اللغط الذي تسوق الاتهامي بأنّي أحرٍض إيدولوجيّا على الكرد واعمل على شيطنتهم، ولا أنكر جهدي المتواصل ” لشيطنة ” نخب المعارضات السورية” ، من العرب والكرد ، التي تدافع عن مشروع قسد وانخرطت في جهود الولايات المتّحدة لتأهيل سلطتها على ما بات ” إقليم شمال وشرق سوريا “!
الغموض والعشوائية فيما ما ذهبتَ اليه في فبركة اتهامي بالتحريض على الكرد !!
كلامي واضح جدا :
١- انا اعترف تماما بمساواة السوريين في كافة الحقوق والوجبات في سياقات بناء مشروع دولة وطنية ديمقراطية موحّدة قادم ، بغض النظر عن الانتماء القومي أو الديني أو غيره ..يعني اتفق تماما مع ما تقول أنّه طموح ” الكرد السوريون الاعتراف بحقوقهم القومية المشروعة في اطار بلد ديمقراطي تعددي علماني يقر بحقوق الجميع ، ويستند الى المواطنة المتساوية دون تمييز عرقي او جنسي او ديني …! ” ولن اتردد بتفضيل مرشّح كردي على آخر عربي ، عندما أجد فيه آمال حماية حقوق جميع السورين !
مقابل ذلك ،ارفض اي طريق لتقسيم سوريا التي تبلورت بعد الاستقلال، حتى لو أتت الدعوة إلى الاستقلال من قبل قوميين عرب، وقد تحدّثت كيف استخدمت القومية العربية كأداة وغطاء من قبل قوى محلية وعالمية ،ولم يقتصر التجيير على الكرد ، وليس لي موقفا خاصا تجاه الكرد .
سأكتفي ببعض التساؤلات، التي تضحد ما سقته من تهم :
١– هل تنكر وجود فارق بين الحقوق المشروع وبين إمكانية تحقيقها خارج سياق مصالح القوى الكبرى؟
٣- هل تنكر استغلال العثمانيين والفرنسيين والبريطانيين للعرب والكرد من أجل تحقيق مصالحهم ، وقد منعوا الدولة القومية عن الطرفين.
٣- هل تنكر في مسارات الخَيار العسكري لمواجهة استحقاقات ديمقراطية في أعقاب حراك ٢٠١١ دور النظام السوري والايراني في تمكين ميليشات ” PYD ، و تأسيس” روج آفا” ودور الولايات المتّحدة وروسيا في و تحويل الكيان إلى إقليم شمال وشرق سوريا؛ وهو ما يؤكّد على السياق الأمريكي الإيراني في إطلاق صيرورة مشروع شمال وشرق سوريا !!
٤-انا واضح ، انتم تراوغون عندما تدّعون أن ” ما يطمح اليه الكرد السوريون هو الاعتراف بحقوقهم القومية المشروعة في اطار بلد ديمقراطي تعددي علماني يقر بحقوق الجميع ، ويستند الى المواطنة المتساوية دون تمييز عرقي او جنسي او ديني …! ” وانتم تعتبرون أنّ في رأس قائمة حقوق الكرد القومية هو ” حق تقرير المصير ، وصولا إلى كيان سياسي مستقل “، وعيونكم شاخصة إلى النموذج البارزاني في تقسيم العراق ، و تلهثون وراء مفاوضات مع قسد للحصول على بعض الفتات في مشروعها الانفصالي .
هل تنكرون أنّ تبلور وهم قيام كيان سياسي كردي أتى بعد ٢٠١١ في تقدّم مسارات مشروع تفشيل وتقسيم سوريا ، وان سلطة قسد مكملة لسلطة النظام ، وليست نقيض لها ؟
٥- هل تصدّق شخصيّا أنّ بعض نخب الكرد” لم يكونوا يوماً اداة تقسيم لا في العراق ولا في سوريا ‘” ولا في إيران ؟
ألا تعرف شخصيا تفاصيل أحداث وعلاقات ، تدلل بشكل قاطع على تورّط نخب كردية في العراق وإيران في مشاريع دول خارجية لتقسيم العراق وإيران؟
وماذا يعيبنا كقوى وطنية ديمقراطية أن نشير إلى تورّط النخب العربية في مشاريع أمريكية ، سعت لتعزيز مقوّمات التقسيم بين الدول العربية وداخل دولها ، تحت يافطات الوحدة الوطنية و العربية !! ألم تتورّط الكثير من النخب العربية في مشاريع تقسيم سوريا بعد٢٠١١؟
٦- نقطة أخيرة ، وعذرا للإطالة.
تقول “الكرد في المنطقة هم واقع تاريخي ملموس ، ليسوا دعاة انفصال – رغم ان هذا الحق – مكفول – بالعهود والمواثيق الدولية”.
نعم ‘الكرد في المنطقة واقع تاريخي ملموس، كغيرهم من أبناء القوميات الأخرى ، وليست الشعوب دعاة انفصال ، لا العرب ولا الكرد، لكن ثمّة نخب سياسية ، تعمل على الانفصال!!
ثمّ تضيف أنّ حق الانفصال ” مكفول – بالعهود والمواثيق الدولية ” . لن أدخل معك في سجال حول رفع الدول الامبريالية التي تضع ” العهود والمواثيق الدولية ” لحقوق الشعوب القومية في الانفصال ” عندما تتوافق مع مصالحها ، وإنكارها ومحاربتها عندما تتعارض ، وهي بديهة في علاقات السيطرة الإقليميّة الدولية !
التساؤل الذي يعنينا كسوريين اليوم. :
هل تستطيع أن تعطي حالة واحدة لاعتراف “المواثيق والعهود الدولية ” بحق الكرد السوريين في الانفصال عن سوريا الاستقلال، وإقامة كيان سياسي خاص ؟
صديقي العزيز،
دون التمسّك بالبوصلة الوطنية الديمقراطية قولا وفعلا ، لن يكون للحوار فائدة .
ارجو ان تكون دائما بخير ، صديقي العزيز