صدر مؤخرًا عن مركز ليفانت للدراسات الثقافية والنشر في الإسكندرية كتاب نقدي جديد للشاعر والناقد اللبناني سلمان زين الدين يحمل عنوان “أسئلة الرواية الفلسطينية” (2024، 231 صفحة من القطع الصغير).
يتضمن الكتاب قراءات في ثلاثين رواية كتبها فلسطينيون أو “متحدرون من أصول فلسطينية”، وتنتمي إلى أجيال عدة بين العام 1995 حين صدرت رواية “حارة النصارى” لنبيل خوري والعام 2023 الذي صدرت فيه رواية “القمح المر” لجلال جبارين؛ “ثلاثة عقود شهد فيها الواقع الفلسطيني الكثير من التحولات، وطرحتْ فيها الرواية الكثير من الأسئلة. ولأن الواقع الفلسطيني موغل في الغرابة إلى حد السوريالية، ولا واقع يشبهه في العالم، فإن الرواية الفلسطينية تكتسب خصوصية معينة لا سيما على المستوى الحكائي. وهي، إذا كانت تتقاطع مع الرواية العربية في أسئلة كثيرة، فإنها تفترق عنها في معظم الأسئلة لأنها تصدر عن واقع مغاير، غرائبي، سحري، سوريالي، موجع، قاتل، ما يمنحها هويتها الخاصة” (من كلمة الغلاف).
احتوى الكتاب ثلاث قراءات لنصوص إبراهيم نصر الله وقراءتين لإلياس خوري، وقراءتين لباسم خندقجي، واثنتين لسلوى البنا، واثنتين لوليد عودة، وقراءة واحدة لكل من أنس إبراهيم وأنور حامد وإياد البرغوثي وجلال جبارين وحسن حميد وحسين ياسين وحنان بكير وشاكر خزعل وشذى مصطفى وصافي صافي وعادل بشتاوي وعامر طهبوب وعائشة عودة وعلاء حليحل ومروان عبد العال ويحيى يخلف ويسري الغول وجمال سليم نويهض ونبيل خوري. ومن الواضح أن اختيار تلك الأسماء لم يخضع لأي ترتيب تاريخي أو منهجي، بل خضع لذائقة الكاتب، ولما تيسر له من روايات كما يلوح لنا، وهو أمر حسن في أي حال. وفي هذا الميدان كان في الإمكان الاقتراح عليه، لإتمام الحقبة الزمنية التي يتناولها الكاتب، روائيات من عيار سامية عيسى وسما حسن وابتسام عازم وحزامة حبايب وسعاد العامري وعدنية شبلي، علاوة على سحر خليفة وليلى الأطرش. وكذلك وليد سيف وأسامة العَيَسة وتيسير خلف وربعي المدهون وعبّاد يحيى وفاروق وادي ومحمود شقير وأحمد رفيق عوض وغيرهم، فضلاً عن رضوى عاشور، ولا سيما في روايتها “الطنطورية”، وهي زوجة شاعر فلسطيني (مريد البرغوثي) وأم لشاعر فلسطيني (تميم البرغوثي)، فيما جمال سليم نويهض لبنانية من جباع الشوف، وإن تكن عاشت في فلسطين شوطًا من عمرها. أما إلياس خوري فهو لبناني من الأشرفية في بيروت منح فلسطين عصارة أيامه وإبداعه وما زال، وبهذا المعنى القومي فهما فلسطينيان من دون شك. ومن باب التصويب العابر لا بد من الإشارة إلى أن رواية “حارة النصارى” لنبيل خوري صدرت في العام 1969 عن دار النهار في بيروت وليس في العام 1995 الذي هو تاريخ صدور الطبعة الجديدة من تلك الرواية، وإلى أن رواية “القمح المرّ” لجلال جبارين تستعير عنوانها من مجموعة ماجد أبو شرار “الخبز المر” الصادرة في العام 1980، وإن كان ذلك شائعًا جدًا في عناوين الكتب في العالم العربي.
عنوان الكتاب: أسئلة الرواية الفلسطينية المؤلف: سلمان زين الدين