حرص المعلّقون الإسرائيليون على عدم المبالغة في أبعاد الضربة الاستباقية التي نفذت فجر الأحد ضد مواقع لـ”حزب الله”، معتبرين أنّها حققت بالفعل هدفا تكتيكياً، لكنها بقيت أقل شأناً في الحملة الاستراتيجية “لأنّ الشمال لا يزال مهجوراً”.
وثمّة اقتناع في إسرائيل بأنّ “حزب الله” نجح في إطلاق حوالي 300 صاروخ، إلا أن خطة هجومه التي أحبطت كانت أوسع بكثير.
وتنقل صحيفة “معاريف” عن مسؤولين في سلاح الجو أن “هذه واحدة من أكبر الهجمات في الحرب، التي تم تنفيذها ضد حزب الله”.
ويعترف الجيش الإسرائيلي بأنّ الضربة الاستباقية في لبنان، والتي كان هدفها منع هجوم كبير من “حزب الله”، كانت بمثابة “نجاح عملياتي محلي”، لكن المشكلة الاستراتيجية لا تزال قائمة، وحتى الآن لم يتغير الواقع إلى مستوى يسمح لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم.
وتعليقاً على الانتقادات بأنّ الجيش الإسرائيلي لم يتلق الضوء الأخضر للقيام بمزيد من العمل المكثف في لبنان، يقول مسؤول في الجيش الإسرائيلي: “كان يمكننا الهجوم على الضاحية، والهجوم في أماكن أخرى كثيرة في لبنان، والقيام بالمزيد. ولكن كان ممكناً أيضاً القيام بأقل من ذلك. هناك مستوى يحدد ويقرر نوع ونطاق العمليات العسكرية… هذا المستوى له اعتباراته الخاصة”.
وتؤكد القوات الجوية الإسرائيلية أن جميع الطائرات الحربية كانت في حالة تأهب، بعضها في الجو وبعضها على الأرض جاهزة للإقلاع.
وقال مسؤول عسكري لـ”معاريف”: “ربما كانوا سيطلقون صواريخ من اليمن والعراق، و احتمال أن يؤدي الهجوم إلى حرب شاملة أو حرب متعددة الساحات”.
كذلك، أجمع المعلقون على أن الهجوم “كان محسوباً بدقة”، وتم التخطيط لإلحاق ضرر بالأهداف الإستراتيجية باستخدام الطائرات بدون طيار من أجل الحد من حجم الإصابات والأضرار، وبالتالي ضمان ألا تصاب إسرائيل بالجنون وتردّ بقوّة على لبنان. وبناء عليه، خلصوا إلى أنّ الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله “ليس مهتماً بالحرب أيضاً الآن”، وردوده تهدف إلى الحفاظ على معادلة الردع مع إسرائيل مع عدم الانزلاق إلى حملة واسعة النطاق.
وبذلك، يُقدّر المعلّقون بحذر أنّ الجولة الحالية من تبادل الضربات “قد انتهت”، وأنّ الطريقة التي سيتصرف بها التنظيم اللبناني ونطاق إطلاق النار الذي سيلجأ إليه يكشفان مدى نجاح إسرائيل في ردعه، واكنّهم يرون أنّه “من المستحسن عدم المبالغة”.
بدوره، رأى المحلّل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هاريئيل أنّ “الانتهاء من المرحلة الأولى” من رد حزب الله على اغتيال رئيس هيئة الأركان في الحزب فؤاد شكر، كأنه يدل على نهاية الجزء الأخطر في التصعيد الدوري بين الحزب وإسرائيل.
إلا أنّه أقرّ بأنّ هذا لا يضمن أنّ “حزب الله” لا يعدّ مفاجآت أخرى قريباً، كما أنّ لا حلّ للوضع الصعب الذي يعانيه سكان حدود الشمال. وخلص إلى أن إيران و”حزب الله” لا يريدان حرباً إقليمية واسعة.
ولا يبدو أنّ الضربات الاستباقية التي نفذها الجيش الإسرائيلي قد طمأنت سكان الشمال، فبعد مرور 11 شهراً على حرب غزة والاشتباكات مع “حزب الله”، يقول هؤلاء إنّهم ينتظرون إجابات أفضل حول كيف ومتى يمكنهم العودة إلى ديارهم.
وحضّ المحلّل العسكري لصحيفة “إسرائيل هيوم” يواف ليمور تل أبيب على استعادة الردع بشكل كامل، ليس فقط على المحور بين تل أبيب وبيروت، في إشارة إلى إطلاق تسمية “سلام تل أبيب” على الضربة الاستباقية.