ماوو الشيوعي كان يعتمد الإنكار كسياسة شعبوية تحوّل هزيمته إلى نصر مزعوم. مثلاً بتضخيم أرقام إنتاج القمح بالمتر المربع بشكل خياليّ.
وهي “استراتيجية نفسية يأتي بها العقل الباطن بغرض التلاعب بالأفكار، أو الإنكار، أو تشويه الواقع، وذلك لحماية نفسه من مشاعر القلق والدوافع غير المقبولة. ومن بين جميع أنواع آليات الدفاع التي صاغها فرويد، ومنها القمع والتبرير والإسقاط” سيستعملها “الماويين” اللبنانيين كما في السابق.
ما نسمعه من بعض النواب اليوم يريد أن “يقنع” الآخرين بأنّ ماوو كان على صواب بأكاذيبه وأرقامه.
إنّ هذه الاستراتيجية تنصب فخّاً لإيقاع المعارضين لها به، وكسب العاطفة الشعبية المهووسة بالسلم مع قصر النظر.
الشعب منهك ومتعاطف لدرجة أنّه ينسى مصلحته على المدى الطويل ويتخبّط بين حيرة القرار وأخذ القرار المناسب.
إنّ زرع الاستفزاز وروح التناقض لإثارة الشعور برفض سياسة الأمر الواقع هو سلاح اللحظة الفتاك بغرض التلاعب مع الواقع.
هناك رغبة في إظهار معارضتهم لبعض بنود الاتفاق لأنّهم في الأساس ضدّها لكنّهم ملزمون بقبولها. إنّما إظهار الرفض يروق بشكل أفضل للأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم في خطّ الماضي حتى لو عفا على هذا الخطّ الزمن بموجب الاتفاق. هذه هي بهلوانية سياستهم وكذبهم الذي يلعب بأنفس الناس وعلى الشعب.
لذالك على رجال السياسة ان يصبروا ويتريثوا قليلا قبل شرح تفاصيل موقفهم المعاكس للإنكار خاصة إذا كان هذا الموقف متشدّد أو حادّ ولو بالشكل.
لماذا؟
أولاً، لأنّ الشعب لا يزال مبنّج من جرّاء الأحداث والنزوح والصدمة بعدها طازجة.
ثانياً، التشدّد بالموقف وإنهاك المواطن بالأيام الأولى سيعكس النتيجة المرغوبة من سياسة من يتشدّد وسيعزل.
ثالثاً، لأنّ العدو بالمرصاد والتفرقة هي هدفه للحصول على ما يريد، فوحدة الصف تعني صلابة الموقف اللبناني وهذا لا يرغبه.
رابعاً، علينا أن نركّز على النقاط التي توحّد الجميع، الواحدة تلو الأخرى في اتفاق وقف إطلاق النار. مثلا، التأكّد من أنّ الجيش يحمي الأرض كلّ الأرض دون عقبات أوّلاً وقبل كلّ شيء. فلا سيادة بدون الجيش. ثاني فكرة، القبول بانضمام سلاح الحزب للجيش بدل إتلافه من قبل العدو، هو حلّ ممكن إذا كانت سيطرة الجيش كاملة.
خامساً، على الرغم من كلّ الصعوبات، يجب عدم ترك الساحة لغير العلم اللبناني فالعلم اللبناني سيرفع وحده بلا مساومة.
هذا يعني أنّ موضوع الرئاسة السيادية أساسي وأولوي كلقمة العيش، ويجب أن يكون الهدف الثاني بعد انتشار الجيش في كلّ لبنان.
.