“القدس العربي”: قال جوشوا لانديس الباحث الأمريكي الخبير بالشأن السوري ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما إن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع أذكى من رئيس النظام السابق بشار الأسد، على اعتبار أنه تكيّف بسرعة مع الوضع الجديد في البلاد وبعث برسائل طمأنة للداخل والخارج، كما استبعد تقسيم سوريا وقيام “دولة كردية” لأنها لا تحظى بدعم دولي.
وأضاف، في حوار خاص مع “القدس العربي”: “سوف يكون لزاماً على العالم العربي والغرب التكيف مع سوريا الجديدة التي تديرها حكومة إسلامية. ومن المنتظر أيضا أن يتكيف الشرع مع هذا الوضع وتقوم إدارته بتنظيم الانتخابات وصياغة دستور جديد – كما وعد سابقا ـ وهو الدستور الذي يلتزم به الناس بالفعل”.
واعتبر، في السياق، أن الشرع “أكثر ذكاء” من الأسد، وأوضح بقوله: “لقد انتهى الأمر بالأسد إلى التسبب بنفور روسيا وإيران، حيث لم يرد بوتن على مكالماته، فضلا عن رفض الأسد الاجتماع مع أردوغان من أجل ضمان عدم قيام الشرع بالهجوم. والأسوأ من ذلك أن الأسد لم يكن على اتصال يذكر بشعبه، الذي رفض في نهاية المطاف القتال من أجله”.
وأضاف لانديس: “فيما استجاب الشرع لمطالب تركيا وقطر للحصول على السلاح والمال. كما روج لتعليم المرأة وكبح جماح الشريعة الإسلامية من أجل جذب المساعدات الإنسانية من الأنظمة والمنظمات غير الحكومية الغربية”.
لكنه اعتبر أن أمام الشرع مهمة صعبة، فـ”من أجل استعادة السلطة شمال شرق سوريا، سوف يتعين عليه التوصل إلى تسوية مع الأكراد والولايات المتحدة”.
وفي ذات السياق، استبعد لانديس قيام دولة كردية مستقلة في المنطقة، إذ “لا يوجد سوى مليوني كردي في سوريا. وهم يعتمدون على الولايات المتحدة في حمايتهم. وسوف تغادر الولايات المتحدة في نهاية المطاف، حيث قال الرئيس المنتخب دونالد ترامب إن سوريا ليست مشكلة الولايات المتحدة. والسؤال هو: إلى متى ستبقى القوات الأمريكية لضمان صفقة جيدة للأكراد (مع الإدارة السورية الجديدة)؟”.
وأضاف: “رغم الرغبة الكبيرة لدى الأكراد في إقامة دولة كردستان الكبرى الموحدة، فإن هذا الأمر غير مرجح في المستقبل القريب. والسبب هو أن الجيشين العراقي والتركي قويين إلى الحد الذي لا يسمح بظهور حركة استقلال ناجحة في الجانب الكردي”.
وتابع بقوله: “الأكراد ليسوا متحدين، وهو ما كان عائقاً مهماً أمام طموحاتهم القومية. كما أن المجتمع الدولي لا يدعم قيام دولة كردية في المنطقة”.
كما استبعد لانديس تقسيم سوريا إلى دويلات طائفية أو إثنية، معتبرا أن “الفصائل المسلحة في السويداء ودرعا ستعود إلى مسار الدولة بمجرد أن يبدأ الجيش السوري الجديد في فرض نفسه. وخاصة أن أغلب السوريين يريدون دولة مركزية قوية قادرة على تقديم الخدمات”.
وأضاف: “لا أعتقد أن أيا من الأقليات لديها القدرة العسكرية لمواجهة الجيش السوري حتى في حالته الضعيفة. وحتى الأكراد سيضطرون إلى تقديم تنازلات كبيرة لدمشق”.